“يورونيوز”: ويلات اقتصادية تطارد الإيرانيين عشية الانتخابات

حسناء بو حرفوش

نشر موقع قناة “يورونيوز” (euronews) الأوروبية تقريراً يسلط الإنتباه على نبض الشارع الإيراني عشية الانتخابات المرتقبة في 18 حزيران الجاري. ولفت إلى ويلات التضخم التي ترزح البلاد تحت وطأتها في الوقت الذي يعجز فيه المواطنون عن إعادة ثقتهم بالنظام.

تضخم سريع..بثمانية أضعاف

ووفقاً للتقرير، يحاول الناس في طهران التعايش مع الوضع الحالي في البلاد على الرغم من الخوف الحقيقي من المستقبل المجهول، وخير مثال، “أفشين ومريم زوجان إيرانيان منذ 13 عامًا، عرضت “يورونيوز” مقابلة معهما. ويعاني هؤلاء الزوجان خلف ابتسامتهما المشرقة من حقيقة قاسية: فالأزمة الاقتصادية تهدد حلمهما ببناء مستقبل في إيران. بغياب الاستقرار في البلاد، نعجز عن رسم خطط مستقبلية. لا يمكننا تغذية أية آمال. كنا نرغب منذ عامين بشراء منزل وحاولنا الحصول على قرض. ولكن، بينما كنا في خضم الإجراءات التحضيرية، تضاعف معدل التضخم”.

ولم يرتفع معدل التضخم بضعف أو بضعفين بل بثمناية أضعاف. ترافق “يورونيوز” أفشين في جولة على محال البقالة التي تؤكد على آثار التضخم الملموسة بشكل كبير في الحياة اليومية. ” أخذنا إلى محل بقالة بالقرب من منزله وأرانا زجاجة حليب لم تتعد تكلفتها قبل نحو عامين حوالي 500 تومان. أما اليوم، فقفز سعر الزجاجة نفسها بشكل هائل”.

4 ملايين إيراني بين براثن الفقر

ويترافق هذا الارتفاع بنسب التضخم مع ارتفاع أعداد المواطنين الذين وجدوا أنفسهم تحت خط الفقر. “لقد أدت العقوبات المتكررة التي فرضها المجتمع الدولي على مدى العقد الماضي، ضد النظام في طهران، إلى انخفاض قيمة العملة الإيرانية إلى مستوى تاريخي مقابل الدولار الأميركي. وفي هذا السياق الاقتصادي المتدهور، وقع أكثر من أربعة ملايين شخص بين براثن الفقر. ومع توقع ملامسة التضخم لنسبة 39٪ هذا العام، هيمنت على الحملة الرئاسية الإيرانية مخاوف الناخبين بشأن ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية، كما تقول مراسلة “يوررونيوز” أناليس بورجيس. وبغض النظر عن هوية الشخص الذي سيفوز في الانتخابات، تنتظره مهمة لا يحسد عليها، وهي حل المشكلة التي يعتبر الجميع هنا تقريبا أنها أكبر مشكلة تواجه ايران اليوم “.

تصحيح مسار الاقتصاد: “المهمة مستحيلة”

ولكن كيف يمكن استعادة الاقتصاد الإيراني مثل هذا السياق ؟ بالنسبة لخبير التصدير أشكان بهرامي، تكاد هذه المهمة تكون مستحيلة، إلا في حال “توقفت الحكومة عن التدخل في آليات التسعير والسوق. حينها، لن يؤدي ذلك إلا إلى ظروف أفضل”. أضف إلى ذلك أن مهمة أخرى تنتظر الرئيس الإيراني القادم، إذ سيتعين عليه أولاً أن يستعيد ثقة شعبه. وهي خطوة ضرورية لامتلاك البلاد القدرة على جذب الاستثمار وتأمين شريان حياتي للاقتصاد.

وفي الإطار عينه، نقل موقع “أن سي أر” الايراني عن زيادة بنسبة 32% في تكلفة المعيشة في إيران خلال الشهرين الماضيين، وسلط الضوء عدا عن حقيقة الانخفاض في أجور العمال في إيران، على قضية مجحفة بحق العمال وترتبط بتخلف معظم المصانع الإيرانية عن دفع أجورهم لمدة شهور، الأمر الذي يدفع بهم في كل مرة إلى الاحتجاج لعدة أشهر دون الحصول على رواتبهم. هذا وأشار موقع “إيران إنتل” (iranintl) الى احتلال إيران الصدارة لناحية تراجع قيمة العملة الإيرانية، لافتا إلى تعاظم “الشرخ الطبقي بين المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة”.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً