تبني نصر الله لفرنجية… حسم الترشيح أم تفاوض؟

محمد شمس الدين

اختلفت التحليلات بعد خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله بالأمس، فالبعض اعتبر أن تبني رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة هو إعلان حاسم ونهائي لا تراجع عنه، بينما رأى آخرون أن هذا التبني، هو لفتح المجال للتفاهم على اسم غير المرشحين المطروحين حالياً، وأن الرئيس نبيه بري قطع الطريق على قائد الجيش جوزيف عون، بينما نصر الله قطع الطريق على ميشال معوض، وأعلن أنه أدى قسطه للعلى باتجاه فرنجية، ولكنه لا يقدر على إيصاله، وبالتالي تبنيه بهذه الطريقة هو لفتح المجال أمام تفاهم آخر. ولكن ماذا يقول المعني مباشرة بكلام نصر الله، “التيار الوطني الحر”؟ وهل فعلاً تبني فرنجية هو رفع عتب؟

مصادر مقربة من “حزب الله” أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن “تبني الحزب لفرنجية هو أكثر من جدي، ولا خطة (ب) لديه، وقد بدأ السيد نصر الله المسار، عبر التسمية، ولكن الأمر يحتاج وقتاً”.

واعتبرت المصادر أن “من الواضح عدم وجود ترشيحات جدية غير الوزير فرنجية، أو بالأحرى ليس هناك ترشيح شخصية قابلة للاستمرار حتى الآن، والمرحلة المقبلة في البلد تحتاج رئيساً يستطيع أن يتواصل مع الجميع في الداخل والخارج، وفي الوقت نفسه يطمئن المقاومة، والحزب يرى هذه المواصفات في رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”.

وعن تغريدة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري عقب خطاب نصر الله، رأت المصادر أنها “حالة اللاموقف، وهي في الحد الأدنى تربك القوى في الداخل اللبناني”.

أما عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطا الله فقال في حديث لـ “لبنان الكبير”: “من الواضح أن الثنائي الشيعي بلسان الرئيس بري وحركة أمل كان يمهد لتبني ترشيح سليمان فرنجية، بالاضافة إلى تجنبه الاقتراع له والاقتراع بأوراق بيض في الجلسات التي دعا إليها الرئيس بري، وكنا في التيار متوقعين أن يحصل هذا التبني”.

أما عن أفق ترشيح فرنجية، فأوضح عطا الله أن “هناك خطين في مجلس النواب، خط يدعم فرنجية وخط يدعم معوض، وهما غير قادرين على الالتقاء، ولا أحد منهما قادر على جذب الآخر الى جهته، ولذلك نشدد على ما طرحناه كتيار في السابق ونطرحه اليوم، لأن المراوحة هذه قاتلة على كل المستويات، يجب الذهاب إلى خيار ثالث، وما نطرحه نحن هو التوافق على مجموعة من الأسماء التي تريح كل الأطراف، من أجل الوصول إلى الاسم الذي يشكل التقاطع الأمثل لكل القوى السياسية التي تنتخبه، وتستطيع احتضانه ودعمه بتنفيذ البرنامج المطلوب منه مع الحكومة المقبلة”.

وأشار الى أن “ما حصل بالأمس كان له مفعول إعلاني وليس إنشائياً، فعملياً أعلن عن شيء ناشئ من قبل ولا أعتقد أن الأمور تطورت إيجابياً في اتجاه فرنجية”.

وعن تعليق السفير بخاري، رأى عطا الله أن “السعودية على ما يبدو لديها ممانعة لوصول فرنجية، باعتبار أنه مرشح حزب الله، وبغض النظر عن هذا الأمر ومع احترامنا لكل الدول الصديقة، والتي تحب مساعدة لبنان، نحن كتيار لدينا موقفنا الخاص، ولا ننتظر موقف السعودية أو غيرها، ونتمنى من كل الأطراف أن لا تقبل بتدخل خارجي في شأن داخلي لبناني”.

مصدر مطلع على جو تبني فرنجية من “حزب الله” رسمياً، لفت في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “ترشيح فرنجية حصل بعد زيارة وفود من الحزب الرئيس ميشال عون وجبران باسيل، وكان هناك إمكان للوصول إلى توافق انتهى بعد هذين اللقاءين، ويبدو أن الحزب أخذ قراراً بتجاوز التيار، والمضي قدماً، وفي هذه الحالة ترتفع أهمية المفاوضات في الخارج، وتنخفض أسهم المعرقلين في الداخل، وبالتالي فرنجية هو مرشح مشروط بتسوية، وهذا أمر يعرفه بنفسه”.

وأكد المصدر أن “ليس هناك مرشح جدي فعلي غير فرنجية، ولكن أًصبح الأمر خارج يد اللبنانيين، وإذا كان لدى الخارج طرح جدي لاسم ما، فلن يصل إلا ضمن سلة ضمانات، وهذه التسوية قد تحصل غداً أو بعد سنوات، وعندما تأتي هذه الاشارة، لن تكون هناك أصوات معترضة في الداخل، ويجب على هذه القوى التوقف عن المزايدة والتعايش مع الفراغ، والأهم يجب عليها التوقف عن تعطيل الحكومة ومجلس النواب، فالوضع في البلد لا يحتمل مزايدات شعبوية، طالما أن الجميع أصبح يعلم أن الحل سيأتي من الخارج”.

شارك المقال