أحمدي نجاد: الإيرانيون مستاؤون وتغييب إرادة الملايين

حسناء بو حرفوش

انشغلت الصحافة العالمية هذا الأسبوع بقراءات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قبيل الاستحقاق الكبير الذي تمثله الانتخابات الرئاسية الإيرانية. قناة “سي أن بي سي” CNBC)) الأميركية وموقع إذاعة “فرانس انتر” (FranceInter) نقلا عن أحمدي نجاد خيبة أمل الشعب الإيراني إزاء تعاطي النظام مع الملف النووي، وتغييب إرادة الملايين في عملية التصويت وانتقاد الحكومة الإيرانية الحالية.

أقل وفاء للنظام؟

موقع FranceInter سلّط الانتباه على “بعض السهام التي أطلقها الرئيس السابق على النظام الإيراني، الذي واجه رفض ترشحه للمرة الثانية، بعد دخوله السباق الرئاسي في العام 2017. وانتقد أحمدي نجاد “القواعد غير المحددة بشكل جيد (…) فعلى الرغم من أنه لا يزال يحظى بالدعم من قبل جزء من الشعب (…) إلا أنه لم يبدُ مخلصاً بما فيه الكفاية لتسمح له الجمهورية الإسلامية بالترشح مجدداً. وللتأكيد على الالتباس في القواعد، استشهد بما حدث معه في العام 2009، حين أثارت إعادة انتخابه المتنازع عليها احتجاجات حاشدة. في ذلك الوقت، قرر النظام حمايته، بينما يمتنع النظام عينه اليوم عن ذلك. وفي هذا السياق أشار في حديث لقناة “سي أن بي سي” عن نتيجة استبعاده: “لقد أوضحت منذ اليوم الذي أعلنت فيه ترشيحي، رفضي للمشاركة في الانتخابات إذا غيّبت إرادة الملايين من الناس بدون سبب مشروع، كما حصل في الماضي”.

ويجري الرئيس أحمدي نجاد مقابلات مع صحافيين من جميع أنحاء العالم بانتظام في منزله الواقع في منطقة شعبية شرقي طهران، بعد تلقيه دعوات كثيرة من وسائل الإعلام، خصوصاً خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما أكد معاونوه. وشغل أحمدي نجاد الذي يبلغ 64 عامًا، منصب الرئيس السابق لجمهورية إيران الإسلامية، بين عامي 2005 و2013، وتعكس مسيرته صورة رجل مسالم ومنفتح (…) كما أكد مراراً أن “الحرب لن تحل المشاكل”، داعياً إلى المزيد من الاتحاد في العالم بمواجهة الصعوبات”.

انتقادات لروحاني

ولم يعلق أحمدي نجاد على الرئيس الإيراني المحتمل، علماً بأن مجلس صيانة الدستور، الذي يضم اثني عشر رجلاً من الفقهاء والحكماء والذي يتولى مسؤولية اختيار المرشحين للرئاسة، لم يحتفظ من أصل نحو 600 مرشح، إلا بأسماء سبعة مرشحين، بالإضافة إلى انسحاب ثلاثة مرشحين هذا الأسبوع. ويبدو أن الانتخابات قد حُسمت مسبقا لصالح رئيس السلطة القضائية والمحافظ إبراهيم رئيسي، المرشح الأوفر حظاً. ومع ذلك، لم يتردد أحمدي نجاد بانتقاد الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، الذي أثارت سياسته استياء شديد في الجمهورية الإسلامية. كما كرر دعوة الحكومة الإيرانية المقبلة لوضع “استعادة الثقة” على سلم أولوياتها.

وإذ ركز تحديداً على تبعات هذه السياسة على مستوى العلاقات الخارجية، رأى أن الإيرانيين “غير راضين للغاية”، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي سحب دونالد ترامب الولايات المتحدة منه في العام 2018: لقد تعلم الشعب الإيراني من هذه التجربة أن الحكومة الحالية لم تخبره بالحقيقة. وعندما يبدو الاتفاق مفيداً لطرف واحد فقط من الطرفين، لا يمكن أن يحل المشاكل بل سيزيد منها على العكس. وسنحتاج إلى “حل وسط أكثر توازناً” من أجل ضمان نجاح المفاوضات الجارية في فيينا.

وأكد أحمدي نجاد لـ CNBCأن إدارته أوشكت على التوصل لاتفاق بشأن القضية النووية لكن “المحافظين في إيران والولايات المتحدة لم يسمحوا بإحراز أي تقدم”. وأعرب عن اعتقاده أن البلدين سيحتاجان إلى تغيير وجهات نظرهما والتعاطي مع بعضهما بشكل مختلف، وأردف: “أعتقد أنه يمكن حل المشكلات على أساس العدالة والاحترام المتبادل”.

واعتبر أحمدي نجاد أن دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض لا يغير طبيعة العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه لا يرى أي فرق بين الرئيس الديمقراطي الجديد ودونالد ترامب. فبرأيه، ترفض الحكومة في إيران جميع الرؤساء الأميركيين الذين يمثلون نسبة ضئيلة من السكان (…) آملا بأن تتغير السياسة الأميركية التي فشلت لمدة 70 عامًا.

وعن ترجيح فوز رئيسي، علق بأن تثبيت هذا الأخير رئيساً سيمهد لحلوله مكان المرشد الأعلى عندما يحين الوقت المناسب. ومع ذلك، وفي ظل المخاوف من مقاطعة الانتخابات، قد يشير الامتناع الهائل عن التصويت أو التصويت بورقة بيضاء، إلى الطلاق بين الإيرانيين والنظام الإسلامي وهذا هو الخوف الوحيد لخامنئي الذي أصدر في 4 حزيران فتوى حين أعلن وصف الإدلاء بورقة فارغة (بيضاء)، بالحرام شرعاً.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً