لبنان خارج الربيع السعودي – الايراني… لا حلول ولا ورود؟

ليندا مشلب
ليندا مشلب

“بكير كتير” مع مد الياء، يرد مصدر رفيع من الثنائي الشيعي على سؤال حول انعكاسات الاتفاق السعودي – الايراني على حلحلة الوضع الداخلي في لبنان، مؤكداً لموقع “لبنان الكبير” أن لبنان يحتاج الى الكثير من الوقت ليحين دوره في تراتبية الأوراق وليحصد نتائج الاتفاق، لكن بالطبع هذا التقارب سينعكس تخفيفاً لحدة الاحتقان والتوترات وسيواكب بمناخات ايجابية. ويدعو الى الحذر والتنبه مما يمكن أن تقدم عليه الولايات المتحدة لتخريبه خصوصاً عندما يهدد مصالحها ومصالح إسرائيل.

و”بكير” مع مد الياء على انتخاب رئيس أيضاً يقول المصدر، لا شيء تغير وكل قطب على موقفه، بل على العكس سيظهر أكثر تشدداً من السابق في الشروط، وغير ذلك تبسيط وتسخيف.

أما من يعتقد أن التسوية قادمة لا محالة ولبنان ورقة مهمة ستوضع على الطاولة للتفاوض من بين الأوراق الخلافية العالقة بين الرياض وطهران، فهو واهم حتى الآن قياساً الى الجو القائم حالياً، والمعطيات تشي بأن لبنان غارق في أزمته ولن ينتشل قبل مرور وقت ليس بقليل، حتى القول اننا في غرفة الانتظار يعني أن الأزمة تفرملت بانتظار التسوية هذا أيضاً غير صحيح، المسار الانحداري لا يفرمل الا “بقدرة قادر” والاتكال على أرانب الحاكم التي بدورها تفقد فاعليتها المؤقتة والدليل أن الدولار على تصاعد يومي ولا شيء سيوقفه.

وفي الأساس اذا كان الأميركي غير راضٍ على هذا التقارب فمنطق الأمور يؤكد أن الحصار الاقتصادي والنقدي سيشتد، وبما أن المملكة والخليج ولا أحد في وارد رفد لبنان بالعملة الصعبة فمن أين ستأتي الأموال اذاً؟ وماذا يفرمل جنون الدولار سوى تدفق الأموال من الخارج؟

وعلى صعيد الخرق الرئاسي والجلسة، يؤكد المصدر أن كلمة السر من “المرجعية” أو الايعاز لن يأتيا في القريب العاجل لمن ينتظرونهما ممن يعتبرون بيضة القبان في النصاب والتصويت، وهم يتجاوزون العشرين نائباً أو من الكتل التي تتماهى مع الموقف السعودي، أما الكتل الكبيرة فلم تتغير مواقفها والوضع على حاله لكن الثنائي لم يوقف “العد” ولا يزال البوانتاح “شغالاً” ولو ببطء حتى تكون المناخات جاهزة عندما يحين الوقت.

بدورها، مصادر مقربة من السياسة السعودية تؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن حظوظ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لا تزال صعبة الا اذا حصل تطور ليس في الحسبان والقيادات السياسية في هذا الجو. فتسوية غالب ومغلوب ليست بالوارد ولا أحد يريدها، ومواصفات الرئيس وجهة نظر بين الأطراف السياسية، من هنا سأل الرئيس نبيه بري: “اذا كان فرنجية لا يجمع، فمن هو الرئيس الذي يجمع؟”.

وتلفت المصادر خصوصاً الى الرؤية السعودية الجديدة وديبلوماسية ولي العهد الذكية، فتسأل: هل أداء بن سلمان ينذر بأن المملكة ستتعاطى مع لبنان على أنه حماية للطائفة السنية ومجموعة حلفاء؟ بالتأكيد لا. وكيف سيقبل من اتبع النهج الاصلاحي والتمايز الى حد الثورة على كل السياسات التقليدية في الداخل والخارج بتسوية تعوّم الوضع الذي كان قائماً وكأن شيئاً لم يكن؟ لتخلص الى أن الطوف على شبر الاتفاق لن يدوم طويلاً عند الاصطدام بواقع أن السعودية لن تقبل بصفقات ومقايضات على غرار ما كان يحصل في السابق، ومن ضربه هذا البخار مجدداً فليُعِد قدميه الى الأرض، كما تقول المصادر، والأفضل أن ننشغل بحل مشكلاتنا الداخلية ومعالجة أزماتنا، أما الاتفاق السعودي – الايراني فالأفضل اعتماد سياسةwait and see .

وبناء على هذه المعطيات السياسية التي تلجم الأحلام بحلول سحرية في طريقها الينا، وعودة احياء تفاهمات مع اضافة حروف عليها كالـ”سين – سين” أو “السين – صين – سين” أو “الألف – سين – صين” يمكن القول: احذروا الاتفاق وليس ناموا على حرير.

اذاً، دولارات الخليج ليست في طريقها الينا وصندوق النقد سيرفع شروطه ويضغط أكثر لتنفيذ الاصلاحات وسيعلي مهره.

“وبعد الـ٣٠٠ والـ٤٠٠ منحكي” تقول مصادر حكومية لـ “لبنان الكبير” فالدولار سيرتفع بصورة صاروخية يهدي قليلاً ثم يواصل ارتفاعه وهكذا دواليك، والانهيار “مكمل”. وتؤكد المصادر أن ما حذرت منه lazard يصل لبنان اليه بالحرف الواحد، الفرق الوحيد أنهم كانوا يرون مساراً أسرع للأمور، جرت أحياناً ببطء بسبب اجراءات حاكم مصرف لبنان التي تحايل فيها كثيراً للحد من سرعتها، بطلب من الحكومة حيناً، ومن الخارج الذي لم يكن يريد تدهور الأوضاع دراماتيكياً، أحياناً. وتسأل: هل تعلمون أن عجز موازنة الدولة أصبح يفوق الـ٣٠ ألف تريليون؟ وماذا ستكون عليه أوضاع الناس عند إقرار موازنة الـ٢٠٢٣؟ نحن أمام كارثة حقيقية، موازنة الـ٢٠٢٠ أنجزت على دولار ١٥ ألفاً وبفارق شهور ستصبح على دولار ١٠٠ألف. الناس متلهية بحاجياتها الأساسية فيما الدولة ومؤسساتها تنازع والآتي أعظم.
الاتفاق يخط حروفه الأولى والأميركي يترقب: هذه التسوية خارجة عن ارادته لكنه سيراقب مسار الأمور، والى أين ستؤدي؟ اذا تماشت مع مصالحه يغض النظر اما اذا قطعت الخطوط الحمر فسيشعل المنطقة خصوصاً أن العدو الأكبر له، الصين، دخل المنطقة من الباب العريض… وحرق الأخضر واليابس لن يقتصر على الخنق الاقتصادي والسلاح الأخضر فقد بدأ منسوب الحديث عن احتمالات حرب ايرانية – إسرائيلية يرتفع بصورة قوية في الخارج والعين على الجبهة الجنوبية.

 

شارك المقال