“سحل” وضرب أخطر “سفاح” في باب التبانة!

إسراء ديب
إسراء ديب

لم يتمكّن أهالي باب التبانة من تمالك أعصابهم بعد معرفتهم حقيقة طلال الدقاق الذي كان يتزعم ميليشيا تُقدّر بأكثر من 1500 عنصر من المتطوّعين في “المخابرات الجوية” السورية والمناصر للنظام الذي لا يُستهان بتاريخه المهين مع أهالي هذه المنطقة، بحيث اكتشف شبانها أنّ الدقاق ليس مجرّد “شبيح للنظام” فحسب، بل هو صاحب مسيرة وحشية اعتقلت السوريين وقتلتهم منذ العام 2011، ويسير في باب التبانة بصورة طبيعيّة يتحدّث مع هذا ويتسامر مع ذاك، ليكتشفوا فيما بعد حقيقة مرّة تمنّوا لو علموا بها منذ زمن.

طلال الملقّب بـ “أبو صخر” والذي كانت له علاقات واسعة مع “قوات النمر” وزعيمها العميد سهيل الحسن، تعرّض للضرب المبرح في شارع سوريا بعد عملية استدراج دقيقة للتأكّد من هوية هذه الشخصية التي كان أعطاها النّظام “ضوءاً أخضر” للاعتداء على الناس والتنكيل بهم عبر اعتقالهم وقتلهم ورميهم للأسود في سوريا وتحديداً في حماه التي ينتمي إليها، ليتحوّل من شخصية عملت في البناء إلى ملياردير ورجل أعمال يُرهب أبناء منطقته التي كان يدخل إليها بـ 30 سيّارة مواكبة له فيغتصب من يريد من الفتيات ويستولي على عقارات، وفق ما يقول ناشطون ميدانيون لـ”لبنان الكبير”.

ويُؤكّد هؤلاء أنّ الدقاق تمرّد بعد جنيه المليارات على النظام عينه، أمّا روسيا المسيطرة حالياً، فاتخذت قراراً بتنظيف المقاطعات أو المحافظات السورية لا سيما ممّن يعتبرون “رؤوساً” تطوّرت في الحرب.

وبعد عملية الاعتداء التي طالته في التبانة، تواصل “لبنان الكبير” مع أحد الشبان الناشطين والمشاركين في عملية الضرب لمعرفة التفاصيل، ويقول: “دخل إلى المنطقة منذ ثلاثة أيّام وسكن في حيّ المهاجرين بين جبل محسن وباب التبانة، وكان ينتعل المشاية ويرتدي ثياباً رثة، ليسأل عن ت. وهو مناهض للنظام من حماه لكن أقرباءه مناصرون وكانوا مقرّبين منه، وهؤلاء سكنوا في التبانة لفترة الا أنهم هربوا بسبب مسألة مرتبطة بالشرف لا بالسياسة. أمّا ت. الذي أدرك أنّه يسأل عنه وبعد معرفته بهويته، أخبر أحد رجال الدّين في المنطقة ومن حسن الحظ أنّ هذا الشيخ كان مرتبطاً مسبقاً بفتاة من حماه وكان يعرفه معرفة عادية على أنّه معلّم بناء ليس إلّا”.

ويُضيف: “بعد معرفة ت. والشيخ به، اتصل الأخير بمخابرات الجيش لمعرفة التفاصيل، ثمّ اتصل بأحد القيادات في المنطقة والذي عتب عليه لأنّه اتصل بالمخابرات مؤكّداً ضرورة استباق الأحداث والتوجه إليه لمعرفة الحقيقة، فاتصل ت. بالدقاق وقال له انتظرني في شارع سوريا، وقبل وصول المخابرات وصل قائد المنطقة وكان الدقاق يعرفه جيّداً، فسأله القائد عن اسمه، وأجابه: اسمي محمّد الدقاق، وبعد طلبه جواز السفر الخاص به وجد أنّ اسمه طلال الدقاق، ومن دون معرفة الأسباب الحقيقية أيّ إجرامه الحقيقي بدأ الشبان بضربه لدى شعورهم أنّه شبيح للنظام أو أنّه عميد في الجيش فحسب”.

ويُتابع: “بعد معرفتنا حقيقته ورؤيتنا المقاطع المصوّرة الخاصّة به، شعرنا أنّ الضرب قليل عليه وكان ألف شاب يتمنى قتله، والحقيقة أنّه بعد 6 دقائق على عملية الضرب وصلت المخابرات لنقله، لكنّنا أبينا أن يجلس في السيارة بصورة طبيعية، وأصرّ الشبان على وضعه في صندوقها، واكتشفنا أنّه بعد دهم منزله عثر على 800 ألف دولار، الأمر الذي أثار استغرابنا حقاً، فكيف يُمكنه أن يرتدي ثياباً كهذه وهو يملك هذا المبلغ، ولماذا اختار السكن في المنطقة الأفقر وبين الفقراء؟”.

وإذْ يرفض هذا الناشط نظرية المؤامرة، يُؤكّد أنّ علاقة الدقاق مع جبل محسن طبيعية لكونه مناصراً، معتبراً أنّ سؤاله عن ت. يستهدف التعرّف اليه معتقداً أنّه سيُساعده في أمر ما أو في إقامة علاقات في المنطقة.

بدوره، يُشدّد أحد الناشطين الحقوقيين على “ضرورة متابعة القوى الرسمية هذا الملف لأنّ وجوده في التبانة وعلاقته بأبناء جبل محسن لا يُعدّ طبيعياً، بل يفتح الباب للامساك بطرف الخيط الذي قد يقودنا الى معرفة أصحاب الغرف السود التي حوّلت طرابلس إلى إرهابية، فلا ننسى اشتباكات جبل محسن وباب التبانة، وتفجيريّ التقوى والسلام وغيرها من العمليات في المدينة والتي لا نشكّ في أنّ النظام السوري قد يقف وراءها، وهنا يكمن دور الدّولة اللبنانية لمنع طمس الحقائق كما تفعل في كلّ الملفات”.

في حين يؤكّد متابع سوري أنّ الدقاق كان هرب من سوريا منذ فترة لأسباب عدّة أبرزها أنّ النظام يرغب في التخلّص منه وكذلك روسيا، فيما تبرز سيناريوهات أخرى تُؤكّد أنّ تواريه عن الأنظار قد يرتبط بإشكال حول تقاسم الأموال والمغانم بعد إمعانه في الإجرام القائم على تهريب المحروقات من حماه إلى إدلب، والعقارات، والسيارات، وتسليم الموقوفين.

وكانت معطيات أشارت إلى “وجود شبكة لبنانية مرتبط بها الدقاق في جبل محسن، كانت تُخطّط لعملية من طرابلس ستدرج ضمن خانة داعش ما يُفسّر وجوده بالقرب من المنطقتين في هذه الفترة”، وهي أخبار يرفضها أبناء جبل محسن جملة وتفصيلاً، مؤكّدين أنّها تُثير الفتنة.

شارك المقال