التوقيت الصيفي يكشف الطائفيين… ولا موانع شرعية حوله

آية المصري
آية المصري

بعد قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأجيل تقديم التوقيت المحلي استثنائياً لهذا العام بهدف التخفيف عن الصائم التعب والارهاق وتقديم فكرة تريحه نفسياً، إنهالت موجة من ردود الفعل الحاقدة والطائفية بين الكتل المسيحية، معتبرة أن هذا التوجه جعلها خارج دائرة القرار ولا يجوز السكوت عنه الى حد التفكير بالطعن فيه أو بعصيانه.

وأعربت غالبية النواب المسيحيين وتحديداً التابعين لـ “التيار الوطني الحرّ” عن انزعاجها من هذا القرار الخطير وغير المقبول وتحديداً نتيجة تداعياته السيئة على الهواتف والأجهزة الذكية وصولاً الى دوامات العمل، معتبرة أن هناك تحايلاً على الدين في هذا الشهر الفضيل. وأكدت أنهم جزء من هذا العالم وتوقيته ودورانه ويجب الرجوع عن الخطأ لأنه فضيلة، ويتوجب على الحكومة استشارة مجلس الوزراء قبل أي قرار مصيري في البلد.

وبهذه الأقوال يكون هؤلاء النواب قد نسفوا مبدأ العيش المشترك والواحد، وكشفوا نيتهم الضمنية بالتقسيم التي باتت شبه واضحة وكشفت حقيقة الطائفية التي تحرك رئيسهم النائب جبران باسيل. فهل هذا التوقيت سيؤثر على الصائم وسيقلل من مدة الصوم؟ وما رأي الدين والشرع بهذا القرار؟

عريمط: لا مخالفة في مدة الصيام

أكد رئيس “المركز الاسلامي للدراسات والاعلام” القاضي الشيخ خلدون عريمط في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “لا وجود لمخالفة أو موانع شرعية على الاطلاق في مدة الصيام المتوجبة على الصائم لا من قريب ولا من بعيد، وفترة الصيام هي نفسها سواء تم تقديم الساعة أو تأخيرها لأن الامساك عن الطعام يبدأ مع صلاة الفجر والافطار مع غروب الشمس سواء كانت الساعة السادسة أو الثامنة مساءً”.

مرعب: “يروحو يبلطوا البحر”

أما امام وخطيب جامع الامام علي الشيخ حسن مرعب فقال: “للذين علقوا أم لم يعلقوا تعليقهم وعدمه سواء و(يروحو يبلطوا البحر) لأن هذا التعليق لن يردعنا ولن يردنا الى الخلف”. وتساءل: “هؤلاء المنادون بالعيش المشترك وبالمساحة الحرة لشركاء الوطن هل يعقل أنهم يعترضون على شيء متعلق براحتنا في مكان ما؟”.

وأوضح أن “الصيام يبدأ من أذان الفجر الى أذان المغرب والنتيجة نفسها لتقريب الساعة أو تأخيرها لأن الساعة تبقى على التوقيت نفسه، لكن الفرق أن الصيام يبدأ باكراً وليس متأخراً وبالتالي يكون هناك وقت للراحة من خلال زيادة ساعة النوم للصائم”، مشدداً على أن “لا مشكلة لدينا في تقديم التوقيت الصيفي أو تأخيره، انما من الأفضل راحة الصائمين وتحديداً كبار السن، ولا أعلم لماذا انزعجت طبقة معينة من هذا الكلام، وأخذت بكلامها لبنان الى صفة وصيغة إسلامية، مع العلم أننا لا نأخذها بهذا الأسلوب في مناسباتهم الدينية، فما هذا الكلام عديم الفائدة وبلا طعمة؟”.

وأشار مرعب الى أن “هناك الكثير من دول العالم ألغت تقديم الساعة وتأخيرها كسوريا ومصر والأردن، وبالتالي لماذا لا نزال متمسكين بهذا التوقيت الذي من المفترض الغاؤه كلياً في كل أيام السنة وليس في رمضان وحسب، ليبقى هناك توقيت واحد للسنة كلها؟”، معتبراً أن “هذا القرار كشف حقيقة من يطلقون على أنفسهم لقب المعتدلين والمنفتحين والمتقبلين للآخر، وبهذا يكون وجههم الحقيقي ظهر في هذا البلد”.

جابر: وضعنا صعبٌ جداً

وأسف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ناصر جابر للوصول الى هذه المرحلة، قائلاً: “اذا كان هذا الموضوع عليه تناقض كبير فكيف الحال في المواضيع والاستحقاقات الحساسة في البلد والمتعلقة بصورة مباشرة بحياة المواطن؟ وضعنا وحالنا صعبٌ جداً وفي حال أردنا التعامل بالأسلوب عينه فلن يمشي البلد”.

يتضح من كل ذلك أن الاعتراض على تأجيل التوقيت الصيفي لا دخل له لا بالشرع ولا بالدين، بل بكل شيء يقدمه ويقترحه الرئيس ميقاتي لأن “القلوب مليانة”، فالى متى ستبقى العنصرية والطائفية مهيمنتين على الفكر اللبناني بدل الارتقاء بالبلد والحفاظ على العيش المشترك؟

شارك المقال