لبنان… في أتون جهنم!

هدى علاء الدين

تذهب الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى مزيد من الانهيار والتدهور والتعقيد، لا حلول تلوح في الأفق ولا تطورات إيجابية تنذر بأجواء انفراج قريب، في وقت تأخذ فيه الأوضاع المعيشية منحى تصاعدياً لن يكون لجمه في المدى المنظور أمراً سهل المنال.

نعم، دخل الاقتصاد اللبناني نفقاً شديد الظلمة على وقع ازدياد التوتر السياسي، فالمؤشرات جميعها تشير إلى خطورة الأزمات التي تعصف باللبنانيين، ونداءات البنك الدولي وتوصيفه للأزمات كفيلة بأن تعكس السقوط المدوي في دائرة الخطر الاقتصادي والاجتماعي.

لم يأت تصنيف الأزمة الاقتصادية والمالية اللبنانية ضمن أشد عشر أزمات وربما إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر من عبث، فالانهيارات المتتالية التي يشهدها لبنان أوقعته في المحظور، والأسابيع القليلة الماضية خير شاهد على حجم المعاناة والمأساة.

قانون كابيتال كونترول دون خطة اقتصادية واضحة، ارتفاع في سعر الدولار وتضخم الكتلة النقدية وتراجع متوسط سعر الصرف دون إجراءات تضبط السوق المالي والنقدي، استمرار في سياسة الدعم دون إقرار آلية لإرشاده واستنزاف الاحتياطي الإلزامي، ركود تضخمي وتوقعات بتراجع قيمة الناتج المحلي الإجمالي إلى 22.2 مليار دولار، 41 في المئة من العائلات يصعب عليها الحصول على المواد الغذائية وسدّ حاجاتها الأساسية الأخرى، ارتفاع كلفة المواد الغذائية الاستهلاكية الأساسية من 450 ألف ليرة شهرياً إلى نحو 1.250 مليون ليرة شهرياً، ضعف الحصول على الخدمات العامة بسبب الكساد المتعمد و36 في المئة من اللبنانيين يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية، في حين أن نصفهم دون خط الفقر، أكثر من 95 في المئة من العاملين في لبنان يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية التي فقدت 767% من قيمتها وهجرة أكثر من 17700 لبناني….وغيرها الكثير من المعطيات والأرقام والمؤشرات التي تعكس صورة التخبط والانهيار.

لبنان من دون كهرباء وبنزين وأدوية وحليب للأطفال، غير قادر على اتخاذ خطوات ناجعة من أجل ترشيد الدعم وإصدار بطاقات تموينية تساعد العائلات الأكثر حاجة، لكنه قادر على غض النظر عن التهريب عبر الحدود واحتكار التجار، غير قادرٍ على النهوض مجدداً من دون مساعدة عربية ودولية، لكنه قادر على إغلاق أبواب التفاوض مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة.

لبنان اليوم من بين أكثر الدول فشلاً وعجزاً بسبب المراوغة وسياسة اللامبالاة والهروب إلى الأمام وإفشال المبادرات. لبنان اليوم في أتون جهنم… وبئس المصير.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً