خلل تقني أم هجوم سيبراني وراء إغلاق “بوشهر”؟

حسناء بو حرفوش

أثار خبر توقف منشأة “بوشهر” الإيرانية النووية ردود فعل متباينة، حيث عزت وسائل إعلام ومن ضمنها المواقع الإيرانية الرسمية، هذا الإغلاق لأسباب فنية، بينما شككت أخرى بالغموض المحيط به.

موقع “أي بي سي” (ABC) الأميركي ركز على “عدم تبرير” الإغلاق الطارئ للمنشأة، مسطراً خضوعها للمراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وعلى تحذير مسؤول نووي من احتمال التوقف عن العمل فيها في وقت سابق، بالإضافة إلى إحراز المزيد من التقدم في المحادثات حول الملف النووي الإيراني. بدوره، سلط موقع صحيفة “ديلي ميل” (Daily Mail) البريطانية، الضوء على “الغموض” المحيط بالإغلاق الذي صودف حدوثه بعد مرور ساعات فقط على الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي الجمعة. كما أشار إلى رد الفعل العنيف الذي عبر عنه الجانب الإسرائيلي إثر الإعلان عن نتيجة التصويت، وتعهد إسرائيل بالسعي ضد القدرات النووية الإيرانية رداً على ذلك.

أما موقع “أر تي نيوز” (RT news) الأميركي، فنشر على صفحته وعلى حسابه على “يوتيوب” فيديو يرجح أن هجوماً إلكترونياً هو السبب وراء الإغلاق الطارئ، لافتا إلى أن الإعلان الرسمي عن الإغلاق يخلو من أي تفسير، حيث اكتفى الإعلام الإيراني بربط ما حصل بإجراء مؤقت لأسباب فنية، بينما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات تفيد بأن المنشأة بالإضافة إلى بعض المؤسسات المرتبطة بها عن طريق الإنترنت، أغلقت بعد “تسبب هجوم سيبراني بحالة طارئة”.

وأضاءت جميع وسائل الإعلام على هذه السابقة حيث تعدّ المرة الأولى التي تعلن فيها إيران عن إغلاق طارئ للمنشأة التي تقع في مدينة بوشهر الساحلية الجنوبية. وتوقع غلام علي رخشانيمهر، مسؤول في شركة الطاقة الكهربائية الحكومية في برنامج حواري، أن يمتد الإغلاق الذي بدأ السبت على فترة ثلاثة إلى أربعة أيام، وحذر من انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يترافق معه، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وأعلنت شركة الكهرباء الحكومية “تافانير” في بيان أن أعمال الصيانة لإصلاح العطل ستستغرق حتى يوم الجمعة، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بحسب ما نقل موقع “أن بي أر” (npr) الأميركي.

ويأتي التقرير حول الإغلاق بالتزامن مع إعلان كبار الدبلوماسيين عن إحراز مزيد من التقدم في المحادثات الأحد بين إيران والقوى العالمية في الملف النووي، في اجتماع هو الأول منذ فوز رئيسي، بينما أعرب بعض الدبلوماسيين عن قلقهم من أن انتخاب الرئيس الإيراني الجديد قد يعقد العودة المحتملة للاتفاق النووي.

وكان المسؤول النووي محمود جعفري قد حذر في آذار الماضي من أن العقوبات المصرفية التي فرضتها الولايات المتحدة في 2018 قد تحول دون قدرة إيران على شراء قطع غيار ومعدات من روسيا، ما قد يؤدي إلى توقف المنشأة عن العمل. ويعود بناء هذه المنشأة إلى منتصف السبعينيات أي إلى عهد الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي. وقد تعرضت عقب الثورة الإسلامية في العام 1979، لاستهداف متكرر خصوصاً خلال الحرب العراقية الإيرانية. وتولت روسيا إكمال أعمال البناء في وقت لاحق. وهي عرضة للهزات الأرضية بشكل دوري لأنها تقع بالقرب من خطوط الصدع النشطة.

وإذا صحت التساؤلات حول الاستهداف السيبراني، لن يكون ذلك الحدث الأول من نوعه، فقد تعرضت منشأة نطنز النووية الرئيسية لاستهداف في نيسان الماضي ووجهت فيه أصابع الاتهام للموساد الإسرائيلي. وكان موقع “لبنان الكبير” قد ركز على قراءة الصحف العالمية للحادثة التي وصفت بـ”التخريبية” والتي تترجم تبعاتها حتى الآن من خلال الانخفاض الحاد في نسب الإنتاج الإيراني للوقود النووي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في نهاية شهر أيار الماضي.

 

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً