“حارة حريك” نحو “ترويض” باسيل: بري خطّ أحمر

رواند بو ضرغم

لو كان في يد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورقة حكومية رابحة، أو أقله مخرج دستوري لسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري، لما لجأ إلى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لمساعدته. فلو لم يصل إلى طريق مسدود ولو كان هناك أي مخرج دستوري لكان سلكه من غير العودة إلى “حزب الله” وارتاح من خصمه المفروض عليه إكراهاً: سعد الحريري.
نادى باسيل السيد حسن نصرالله، ولبى السيد النداء بخجل وحذر، فأرسل موفده مسؤول الارتباط والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا للقاء النائب باسيل وذلك مساء الاثنين عقب يوم من خطاب باسيل. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، اقتصر اللقاء على بحث “حزب الله” في نوايا باسيل من طرحه وندائه للسيد نصرالله للتدخل. ووفق المصادر، هذا يدل على أن خطاب باسيل لم يكن منسقاً مع “حزب الله” مسبقاً وفاجأه به وأحرجه مع حليفه الشيعي الرئيس نبيه بري، فكان التأكيد من صفا أمام باسيل بأن الحزب سيبقى داعماً لمبادرة الرئيس بري الحكومية ولن يقدم على أي خطوة قبل التواصل والتنسيق معه، فأي محاولة لتحويل السجال لأن يصبح شيعياً ــ شيعياً فهو مرفوض قطعاً لدى حزب الله…
أبدى باسيل أمام صفا حسن نواياه من طرحه، وأكد أنه لا يريد أن يفتعل خلافاً شيعياً ــ شيعياً، وأن ما قصده من كلامه هو فقط أن الرئيس بري غير متفهم لمطالب فريق رئاسة الجمهورية وهو يعتبره طرفاً وليس وسيطاً نزيهاً، مؤكداً أنه جدي في تأليف حكومة برئاسة سعد الحريري إنما وفق المعايير والشروط التي سبق وأن أكد عليها مراراً، لذلك اعتبرت المصادر أن باسيل لم يقدم طرحاً يؤدي إلى حل، لا بل بقي متمسكاً بشروطه التي تحول دون التأليف، فإن العقدتين المتبقيتين لا تزالان على حالهما، حيث يصر باسيل على عدم إعطاء الحكومة الثقة وعدم السماح للرئيس المكلف بتسمية الوزيرين المسيحيين.
في الواقع السياسي، ليس هناك أي تقدم على الصعيد الحكومي، فماذا يمكن أن يفعل “حزب الله”؟ وخصوصاً أنه أُحرج في اتهام باسيل للرئيس بري بأنه وسيط غير نزيه، في حين أن السيد نصرالله سبقه وكلف بري بصفته حليفاً ووسيطاً نزيهاً، غير أن اتهام باسيل لبري لا يقبله “حزب الله”.
“حزب الله” سيتوجه على عجل إلى عين التينة، ويلتقي معاون السيد نصرالله الحاج حسين الخليل الرئيس نبيه بري ويضعه في أجواء لقاء صفا – باسيل، وسيسعى الخليل إلى إضفاء أجواء إيجابية من خلال تظهير موقف باسيل على أنه ليس موجهاً ضد بري بالشخصي، إنما هو فقط غير مرتاح لوساطته. “حزب الله” لن يُقدم على أي خطوة إلا بالاتفاق مع الرئيس بري، فإذا كان جواب رئيس المجلس أن لا مشكلة بتدخل “حزب الله” في مسعى للمساعدة، فيدرس الحزب خطوته التالية، وبعد أن يبدي بري موقفه، فسيبني “حزب الله” على موقف الرئيس بري مقتضى تحركه.
يتطلع باسيل إلى تعديل رأي الرئيس بري من خلال وساطة “حزب الله”، إلا أن بري متمسك برئاسة سعد الحريري وبالأطر الدستورية في عملية التأليف، لذلك لا يتوقع المراقبون بأن تشهد الساحة السياسية في الأيام المقبلة أي خرق إيجابي. وعلى ضفاف الحرب السياسية النفسية، يخرج بعض نواب كتلة لبنان القوي بتصريحات مفادها بأن رئيس الجمهورية يدرس آلية دستورية لسحب التكليف من الرئيس الحريري، لذلك أكدت مصادر مقربة إلى الرئيس ميشال عون لموقع “لبنان الكبير” أن الفكرة ليست قيد الدرس، ولم تُطرح أساساً لعدم دستوريتها، إلا أن هذا لا يعني أن بعبدا لا تنتظر أي تطور أقصاه الاعتذار وأقله موقف من مجلس النواب في حال وصلت مساعي “حزب الله” الحكومية الجديدة إلى طريق مسدود.
هذا وتؤكد مصادر “الثنائي الشيعي” لموقع “لبنان الكبير” أن ما أشيع مؤخراً عن اتفاق ضمني بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على حكومة من اثني عشر وزيراً من دون الرئيس سعد الحريري لكي تشرف على الانتخابات النيابية، هو خبر عار عن الصحة ولم يجرِ البحث به وهو طرح غير وارد.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً