الحل المتوقع: حافة الهاوية

محمد شمس الدين

بين مرحلة “التربيع الأول” للدورة القمرية في آخر ليلة من عهد الرئيس السابق ميشال عون، والتي تقسم القمر نصفين، مضيء بشّر بنهاية عهد جهنم، ومظلم أنذر ببدء عهد الفراغ، ومرحلة الهلال الذي أطل أمس معلناً عيد الفطر وبداية دورة قمرية جديدة، عاش اللبنانيون الويلات، إن كان من تبعات العهد السابق المدمر، أو بسبب تسلم الفراغ السلطة، وتفشيه في كل مؤسسات الدولة. ولا يزال السياسيون لا يعرفون كيف يمكن تلمس هلال الحل لأزمات البلد، وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي، فمن دون فك شيفرة الرئاسة، لن تكون هناك حكومة إنقاذ، ولا إصلاحات، ولا اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وقد لا يبقى بلد إن استمر التعطيل.

الحل الأسرع هو أن يغيّر “التيار الوطني الحر” موقفه، ويسير في ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، من منطلق “انتصار الخط السياسي”، ولكن هذه الاستدارة ليست سهلة، تحديداً بعد صعود التيار إلى شجرة التصعيد ورفع شعارات كبرى، قد لا يمكنه تسويقها لجمهوره. وأشار مصدر من 8 آذار لموقع “لبنان الكبير” الى أن “التيار يجد نفسه رابحاً مهما كانت التسوية الرئاسية، في حال وصول فرنجية، يعلم أن حزب الله يحتاجه، وبالتالي سيحفظ له حصته في العهد الجديد، وفي حال وصل اسم آخر، يعلن التيار انتصاره في عرقلة وصول فرنجية، وينصب نفسه ممراً إلزامياً لرئاسة الجمهورية، لا سيما إذا لم يكن الاسم الآخر هو قائد الجيش جوزيف عون، الذي قد يعلن التيار انتقاله إلى صفوف المعارضة في حال وصوله”.

تجدر الاشارة الى أن هناك إشارات إيجابية أرسلت باتجاه التيار من عين التينة وحارة حريك، على خلفية مشاركته في الجلسة التشريعية للتمديد للانتخابات البلدية والاختيارية، وقد أثنى المحيطون بدوائر الثنائي الشيعي على التيار ورئيسه، واعتبروا أنه اختار الواقعية السياسية في هذا الملف، وراهنوا على أنه سيكون واقعياً حين تحين لحظة التسوية الرئاسية.

أما الحل المتوقع، فهو وصول البلد إلى حافة الهاوية، مع اقتراب نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمر الذي قد يجبر الفرقاء السياسيين على القبول بتسوية رئاسية عاجلة، مهما كانت الأسماء، فالفراغ في حاكمية “المركزي” يعني تأزماً اقتصادياً ومالياً لا يمكن تصوره، وبالتالي قد تستطيع القوى السياسية النزول عن شجرة التصعيد، من منطلق أن البلد لن يتحمل هذا الفراغ، وتسوّق بأنها ضحت ووضعت مصالح البلد فوق مصالحها، وأنها ستعمل على أن يلتزم الرئيس المقبل حتى وإن كان خصماً سياسياً، بالشروط التي تضعها، عبر المراقبة من مجلس النواب والحكومة.

تهوى القوى السياسية في لبنان تضييع الوقت، وقت ضائع لن يتمكن من أن يستعيده ذوو مريض مات على باب مستشفى، ولا تلميذ قضى معظم وقته بين إضرابات الأساتذة وأصبح مستقبله مهدداً. ومن يعوّض على أصحاب الحقوق بسبب البطء القضائي الذي كان سببه إضراب القضاة؟

السياسيون يضيّعون الوقت على حساب الشعب اللبناني، وجل ما يهمهم هو إثبات أنفسهم بالمعادلات في لحظة التسويات، لتسويق هذا “الاثبات” أمام جمهورهم، وذلك لتكريس زعامتهم في شارعهم.

شارك المقال