5 أسباب تمنع جعجع من انتخاب فرنجية!

عاصم عبد الرحمن

إنه مرشح الثنائي الشيعي، “حزب الله” لن يرضى سواه ولو خربت البصرة، أُعلن ترشحه من عين التينة، هو صديق بشار الأسد لا بل مرشح التقاطع الايراني – السوري، صفاتٌ يطلقها جمهور حزب “القوات اللبنانية” ومسؤولوه على المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، فما هي الأسباب الحقيقية التي تملي على سمير جعجع عدم انتخابه رئيساً للجمهورية؟

كان واضحاً رئيس حزب “القوات اللبنانية” في تصميمه على عدم السير بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية مهما بلغت الاغراءات الفرنسية أو المونة السعودية حال موافقتها على الدخول في تسوية سياسية – رئاسية قوامها فرنجية – سلام أم غيره. كما عبّر عن ثقة مطلقة حيال قدرته على تعطيل النصاب وعدم حضوره جلسة انتخاب فرنجية إلا في حال تأمينه 65 صوتاً وهو ما يراه مستحيلاً حتى الآن، وفي ذلك يلتقي مع “التيار الوطني الحر” على عرقلة وصوله إلى كرسي بعبدا.

ولكن لا شك في أن هناك أسباباً عدة تفرض على جعجع عدم القبول بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية مهما عظُمت التحديات السياسية على اعتبار أن قطار التسويات حين تنطلق عجلاته لا ينتظر مَنْ يختارون الوقوف جانباً أو المشترطين أو حتى المترددين.

في هذا السياق، يلخص مصدر قيادي في حزب “القوات اللبنانية” عبر “لبنان الكبير” جملة أسباب تمنع جعجع من انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية نعرضها وفقاً للآتي:

أولاً: سليمان فرنجية يعتبر صديق الرئيس السوري بشار الأسد ويشكل خياراً سورياً – إيرانياً.

لطالما واجه سمير جعجع النظام السوري سياسياً وإعلامياً سواء في زمن الوصاية أو عند اندلاع الثورة السورية، من هنا لا يمكنه السير بخيار المحور السوري – الايراني الرئاسي في لبنان على اعتبار أنه رفض الأصيل فكيف سيرضى بالوكيل؟

ثانياً: لن يتحمل سمير جعجع تبعات انتخاب رئيس من فريق 8 آذار وتكرار خطيئة المضي بخيار ميشال عون.

يعتبر حزب “القوات” من الفرقاء السياسيين الذين أوصلوا ميشال عون إلى قصر بعبدا، وعلى الرغم من تقديمه ورقة النوايا وخارطة طريق سياسية أبرزها وضع استراتيجية دفاعية إلا أن البلاد سقطت بين يديه لذلك لن يعيد تجربة معراب 2 مع أي من فريق الممانعة.

ثالثاً: ليس باستطاعة سمير جعجع الوقوف أمام مزايدات “التيار الوطني الحر” في ما يتعلق بخيارات الأكثرية المسيحية الرافضة لخيار فرنجية.

مع معارضة كل من “التيار الوطني الحر” و”الكتائب اللبنانية” وبعض المسيحيين المستقلين، لا يمكن لـ “القوات” مواجهة هذه الأكثرية المسيحية والسير بخيار فرنجية لئلا يزايد عليه التيار باعتباره يشكل رافعة لقضايا المسيحيين ومنقذهم.

رابعاً: عدم قدرة سمير جعجع على مناقضة نفسه في الموقف الاستراتيجي الرافض لسلاح “حزب الله” وبالتالي انتخاب مرشحه لرئاسة الجمهورية.

مواجهة سلاح “حزب الله” تشكل إحدى القضايا التي يواجهها حزب “القوات” وتالياً مطالبته على الدوام بحصر السلاح في يد الدولة، من هنا يقف في وجه فرنجية منعاً لانتخاب رئيس سيمنح المزيد من الغطاء الشرعي والدستوري للسلاح غير الشرعي على غرار ما فعل ميشال عون طوال ست سنوات.

خامساً: إن رفض سمير جعجع لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية يعود إلى اعتقاده بأن وصوله إلى بعبدا مرتبط بموقف جبران باسيل سواء بالرفض أم بالموافقة، وبالتالي سيبدو كأنه يسير خلف باسيل رئاسياً.

من الواضح جداً أن جبران باسيل يمارس الدلع السياسي لنيل مجمل مطالبه من “حزب الله” وهو يدرك أن الحزب في نهاية المطاف لن يسير عكس رغبته رئاسياً بل سيقدم له ما يرضيه ويكفيه من مغانم سياسية، وسيلعب باسيل في هذه الحال دور صانع الرؤساء وبالتالي يصبح جعجع السائر خلف هؤلاء الرؤساء وصانعيهم.

يبدو واضحاً أن أي تسوية رئاسية تفضي إلى انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية لن يسير فيها جعجع على اعتبار أن ذلك سيؤدي إلى خسارته سياسياً وشعبياً، وربما يقضي هذا الخيار في حال سلوكه على زعامته ومصداقيته في حزب “القوات” وبالتالي على علاقته مع المعارضة التي ترفض السير بخيار “حزب الله” خصوصاً حزبا “الكتائب” و”الاشتراكي”. كذلك يعتبر أنه تعرض لطعنة سياسية قاصمة عقب اتفاق معراب وعليه، لن يكرر خطيئة الاتفاق والتوافق مع أي من أركان فريق 8 آذار مهما قُدمت من ضمانات لم تعد موثوقة حسب رؤيته وفق تجارب سابقة.

وحول زيارة مرتقبة يقوم بها فرنجية إلى معراب في محاولة لتليين موقف “القوات” حيال انتخابه أو أقله تأمين نصاب الجلسة فحسب، يقول قيادي رفيع في تيار “المردة” لـ “لبنان الكبير” إن ذلك غير صحيح على الاطلاق.

في مقابل ذلك، اعتبر مصدر قواتي عبر “لبنان الكبير” أن أي زيارة يقوم بها فرنجية إلى معراب لن تغيّر في خيار “القوات” الرافض لانتخابه رئيساً للجمهورية.

إذا كانت زعامة جعجع مرتبطة بخيار فرنجية فهو لن يسير به لأنها ستكون على المحك السياسي والشعبي والتنظيمي حتى لو رغبت السعودية في ذلك، فهو لن يصوّت له ولن يؤمن النصاب وحتى لن يشارك في أي من حكومات عهد فرنجية في حال انتخابه، فهل سيبقى جعجع عند قراره أم للتسويات كلام آخر؟

شارك المقال