ترتيب البيت الدرزي أم تحالف انتخابي؟

علي الشاهين

يجتمع اليوم قي دارة خلدة، الثلاثي الدرزي وليد جنبلاط وطلال أرسلان ووئام وهاب، وحسب دوائر “التقدمي” و”الديمقراطي”، فإن اللقاء يأتي استكمالاً للقاءات سابقة بدأت في بعبدا الصيف الماضي على إثر حادثة قبر شمون ومن ثم في عين التينة وكليمنصو. وجاء بعد تصريحات لافتة لزعيم المختارة، حيث اجمع معظم المراقبين أن هناك إشارات جديدة التقطها رادار أبو تيمور، إذ أثنى على دور الجيش السوري في عهد حافظ الأسد تجاه حفظ الجبل واستقراره، وشدد على ضرورة اعتماد مبدأ التسوية في هذه الظروف العصيبة على المستوى الداخلي.

وعملاً بأسلوب جنبلاط السياسي لمواجهة المراحل الصعبة، واستشرافه لتحولات المنطقة، كانت الدعوة للقاء من أجل التباحث بمسؤولية وردم الأحادية لحفظ الجبل عبر تخفيف الاحتقان على مستوى الوطن وتنظيم الخلاف بين كل الأطراف، تمهيداً لمواجهة المرحلة المقبلة المليئة بالاستحقاقات والتي تتطلب تحصين البيت الداخلي في الجبل.

وانطلاقاً من ذلك يطرح السؤال هل سيسجل التاريخ أن هذا اليوم سيكون محطة مفصلية في تاريخ طائفة الموحدين الدروز التي كان لها دور محوري في بناء لبنان الكيان والدولة والهوية؟

لا شك أن كل المكونات والأحزاب يتعاملون مع اللحظة الإقليمية الحالية بأعلى منسوب من التوجس والترقب في ظل انسداد الأفق محلياً والتعقيد والتشابك السياسي القائم في لبنان، وبعد أن وصلت ارتطم تشكيل الحكومة بحائط مسدود، ما زاد من منسوب القلق والتوجس عند الجميع.

في هذا السياق تطرح الأسئلة حول أبعاد لقاء خلدة، وماهية القراءة الجنبلاطية الصحيحة للتطورات في المنطقة العربية، وهل هناك “تكويعة” مدروسة بدقة لجنبلاط، تحكمها واقعية سياسية مرنة تجاه المسائل الخلافية وتحصين البيت الدرزي؟ وهل ستحصل تفاهمات متعلقة بالانتخابات النيابية المنتظرة؟

يرى مسؤول الإعلام في الحزب الديمقراطي جاد حيدر في حديث الى “لبنان الكبير” أن “المشكلة في لبنان لا حل لها إلا بتغيير النظام، فالنظام الحالي سقط وعلينا التفكير بكيفية العمل حتى نحكم أنفسنا بأنفسنا”.

ويقول: “لقاء خلدة اليوم، رغم أن طابعه درزي إنما ستكون له مساهمة في إراحة الوطن والتخفيف من الاحتقان، وأحد أهدافه أيضاً تحصين وضع الطائفة والجبل وذلك من خلال تكثيف الحوار والتنسيق والتعاون والتضامن”.

من جهته، يوضح مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة أن “هذا اللقاء هو استكمال للقاءات سابقة للبحث في مواضيع عديدة تتعلق بقضايا الجبل، إنما على المستوى الوطني فنحن نمارس قناعتنا، ونرى أن مسؤولية هذا الوطن تقع على الكل، الكل مسؤول والكل معني، وبالنسبة لمسألة الانتخابات فـ”القصة” بكير عليها بعد، والحديث عن تحالفات انتخابية ليس ممكناً الآن، فالأولوية هي لضرورة الوقوف إلى جانب قضايا الناس المعيشية والحياتية وهي أمور ضاغطة وملحة ولها أهمية في سياستنا وأعمالنا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن والناس”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً