موقع أميركي: إيران تواصل عرض عضلاتها أمام العالم

حسناء بو حرفوش

تصر إيران على عرض عضلاتها أمام العالم والتأكيد على قدرتها الحربية مقابل الولايات المتحدة من خلال تكرار رغبتها بإغراق حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية، بحسب قراءة للكاتب كيليب لارسون، المتخصص بالشؤون الدفاعية وفي الأمن الروسي والأميركي، أعاد فيها تسليط الضوء على المناورات الإيرانية في الخليج العربي وفي مضيق هرمز.

ويسطّر مقال الرأي الذي نشر الجمعة على موقع “ناينتين فورتي فايف” (19fortyfive) الأميركي، إصرار إيران على أن تؤكد أمام العالم على القدرة على التغلب على الأميركيين. ووفقاً للارسون، “تعكس المناورات الحربية الدورية التي تحمل اسم “الرسول الأعظم” محاولة الحرس الثوري الإيراني إقناع العالم بقدراته الفريدة، والتي تشمل الصواريخ المضادة للسفن وأسراب الزوارق الحربية السريعة وغيرها من المعدات البرمائية.

ويعتبر الحرس الثوري الإيراني القوة الأولى في البلاد، وهو ضليع بالحروب غير المتكافئة ويتولى كذلك مهمة حماية الصواريخ الباليستية الإيرانية. عدا عن ذلك، يقوم بدوريات في الخليج العربي وفي مضيق هرمز. ويتميز عتاده بعدد من الأسلحة القوية، بما في ذلك بعض نسخ الصواريخ المصنعة بواسطة الهندسة العكسية للصواريخ الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، ربما ترتبط أحد أخطر أصول الحرس الثوري الإيراني بالقدرة على زرع الألغام، والتي قد يكلف بها كل من الغواصين المقاتلين وباستخدام فئات عديدة من الغواصات الإيرانية الصغيرة. وفي هذا السياق، تذكر من ضمن الصناعات العسكرية الإيرانية، نماذج من الألغام البحرية المصنعة في إيران، والتي استخدمت في هجمات طالت ناقلات نفط وسفنا تجارية في البحر الأحمر.

الحاملة الأميركية العملاقة

وشكل استهداف نموذج لحاملة طائرات عملاقة من فئة “نيمتز” (USS Nimitz) النقطة الأبرز في مناورات “الرسول الأعظم” التي أجريت في العام الماضي، باستخدام وحدات صاروخية وبحرية والزوارق السريعة وراجمات الصواريخ من ضمن تجهيزات أخرى. واستأنفت نسخة جديدة من هذه المناورات هذا العام بالإعلان عن إضافة كاسحة ألغام وزيادة القوة العسكرية.

وبالعودة إلى حاملة الطائرات الأميركية، أعاد المقال التذكير باستخدام نموذج مصغر لحاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية، مع الإشارة إلى توخي نسخ النموذج، والذي ربما يكون عبارة عن بارجة كبيرة وعلى متنها سقالات، بشكل أقرب ما يكون إلى الحقيقة. ويترجم ذلك بإضافة طائرات نموذجية على سطح السفينة مع إضافة علامات أميركية عليها.

وبحسب مقطع فيديو مصور للمناورة الحربية، تظهر طائرة هليكوبتر وهي تطلق صاروخاً أو صاروخين على نموذج “نيميتز”. وتقوم الزوارق الحربية الإيرانية بالتحلق حول الحاملة. ويتوخى الفيديو إظهار الضربة الصاروخية وتكتيكات سرب الحرس الثوري الإيراني في إطار عملية سهلة وحسنة التنفيذ، على الرغم من أنه ينبغي الإشارة إلى أن حاملة الطائرات لن تبحر في الحقيقة، بمفردها وبدون مرافقة. علاوة على ذلك، يبدو النموذج الإيراني أصغر بكثير من الناقلة العملاقة في الحياة الواقعية، دون أن ننسى المرساة. وفي الفيديو، يبدأ نموذج حاملة الطائرات بالجنوح بعد عدة ضربات صاروخية، قبل أن يغرق في النهاية على جنبه، في المياه الإيرانية الضحلة.

إعادة استخدام النموذج

وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها الحرس الثوري بتفجير حاملة طائرات أميركية من هذا النموذج تحديداً. فخلال نسخة العام 2015 من المناورات الحربية للرسول الأعظم (9)، فجر الحرس الثوري الإيراني حاملة الطائرات نفسها، على الرغم من أنه بدا واضحاً أن النموذج تعرض للصيانة والإصلاح تحديداً لإعادة استخدامه في ذلك العام. ومع ذلك، من المحتمل أن يرتبط إغراق النموذج الأخير بحادثة عن طريق الخطأ. وكانت صحيفة “ديلي ميل” قد كتبت في هذا السياق، أن “إيران أغرقت عن طريق الخطأ نسخة طبق الأصل من حاملة طائرات أميركية تعرضت للتفجير بالصواريخ بحسب ما يظهر مقطع فيديو دعائي.

خطر على حركة السفن

ويتساءل المقال حول الخطر الذي قد يمثله وجود النموذج الغارق بالنسبة للسفن الأخرى التي تبحر في منطقة وجوده. وتظهر صور نموذج حاملة الطائرات بعد غرقها تحت حوالي 14 متراً من الماء، أي بعمق يقدّر بـ 45 قدماً. وقد وضع النموذج بحسب صور الأقمار الصناعية، في مكان قريب جداً من بندر عباس، أحد أكبر وأهم موانئ إيران. ولكن النموذج قد يمثل خطراً على السفن التي تدخل الميناء أو تغادره، بسبب المياه الضحلة نسبياً، ومن المحتمل ألا يسهل رفعه وانتشاله.

يبقى أن نترقب نية إيران السماح بإبقاء النموذج الذي يحاكي “نيميتز” في مكانه، أو اتخاذها قراراً بنقله إذا كان يمثل خطرًا على الشحن. وبالتوازي، يتمحور السؤال المطروح أساساً حول قدرة إيران على رفع النموذج الغارق، والوقت وحده كفيل بإثبات ذلك أو العكس.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً