حيلةٌ “اصطادت” ضحية وأقلقت ليل طرابلس… وهروب المرتكبين؟

إسراء ديب
إسراء ديب

تمكّن الشيخ أيمن خرما من إخفاء غصّته ودموعه بعد معرفته بخبر مقتل ابنه الشاب عبيدة إثر إشكال دمويّ وقع في المعرض وأقلق الطرابلسيين لساعات متواصلة، فيما عجز أبناء منطقة باب التبانة عن التحلّي بالصبر والحكمة بعد تلقّيهم هذا الخبر الذي طال ابن منطقتهم المعروف بسيرته الحسنة التي تحدّث عنها كلّ من عرفه، ما دفعهم إلى إطلاق النار عشوائياً لأكثر من ساعتين ليلاً، تعبيراً عن غضبهم واستيائهم من هذا “الكمين” أو “الفخ” الذي أدّى إلى وقوع ضحية وجرحى نقلوا إلى مستشفيات المدينة وهم: عمر شاهين، جواد الصباغ ومصطفى الراوي.

ويُعدّ الشيخ خرما أحد مشايخ باب التبانة ويتمتّع أيضاً بسيرة حسنة في دار الافتاء من جهة، وعلى صعيد منطقته من جهة ثانية، وعلى الرّغم من قدرته على ضبط أعصابه وحثّه المواطنين على عدم إطلاق الرصاص الذي تأجّل بسببه التشييع إلى اليوم التالي، إلا أنّه كان أشار في تصريح، إلى أنّ بعض المعطيات الأوّلية التي وصلته تلفت إلى أنّ عميداً من آل السبسبي كان سبباً في مقتل ابنه في هذه الحادثة. 

وتُشير المعطيات إلى أنّ التحقيقات الأمنية بدأت بالبحث في تفاصيل هذه الجريمة التي نفذت أمام مكتب عقاريّ في المعرض، ووفق مصدر موثوق من باب التبانة، قد يكون طمس الحقيقة هذه المرّة قضائياً وأمنيأ، السبيل الوحيد الذي يتخذه أيضاً الخارجون عن القانون في هذه الحادثة التي “ارتكبت بدم بارد وبأسلوب تكتيكي أخطأ في اختيار الضحية”.

ويتحدّث المصدر عن تفاصيل هذه الحادثة التي يؤكّد أنّها لم تكن اشتباكاً عادياً، بل كمين نصب لأحد الأشخاص من التبانة وليس لعبيدة، ويروي لـ”لبنان الكبير” أنّ “الإشكال قديم أساساً، إذ حصل عراك سابق بين شخص من التبانة وآخر هو آ. س. صاحب مكتب عقارات كبير في طرابلس، وحين اشتبك الطرفان مع بعضهما البعض، قام ابن التبانة بأخذ مسدّس آ.، فتدخل عمّ آ. وهو عميد في الجيش اللبناني في الموضوع، ما أدّى إلى سجن الشاب لمدّة 6 أشهر وخرج ليلة العيد من السجن”.

ويُضيف: “بعد خروجه من السجن، اتصل العميد بالشاب الذي اعتقد أنّ المسألة حلّت، لكنّ العميد عاد وطالبه بالمسدّس الذي أخذه من ابن أخيه، الا أنّه رفض إعادته إليه على اعتبار أنّه تعويض له عن الشهور التي حبس فيها بسببه، ووقع جدال كلاميّ حينها بين الطرفين”.

ويتابع المصدر: “بعد الجدال، اتصل آ. بالشاب وحدث تطاول واضح وصل إلى حدّ الشتم والمسّ بالشرف، وتحدّاه آ. وقال له حرفيَاً: إذا كنت رجلاً تعال لمواجهتي، فشكّ الشاب في أنّ كميناً سينصب له معتقداً أنّ الموضوع لو كان طبيعياً وسليماً لما تطاول عليه آ. بهذه الطريقة”. 

والشاب الذي نصح أصدقاءه والمقرّبين منه بعدم الذهاب معه إلى المعرض، لم يقتنع أخوه بهذه الحيلة فأخذ بعض أصدقائه معه لمحاسبة آ. على كلامه وحماية أخيه (وكان عبيدة من ضمن الأصدقاء حسب المصدر)، “لكن عند وصولهم، فوجئ الجميع بالرصاص الذي انهال عليهم وكان يُقصد به الشاب المسجون لا عبيدة الذي كان صديقاً للشابين من التبانة، ولم يحصل اشتباك أساساً بين الطرفين، بل قام المسلّحون بتصيّد الأفراد عند نزولهم عن الدراجات النارية باطلاق الرصاص عليهم فوقعت الفاجعة”. 

وإذْ يُؤكّد أنّ المعلومات تُشير الى أنّ مأجورين من آل س. هم من قاموا بإطلاق الرصاص عبر شقق عائدة لمكتب العقارات، يُشدّد على أنّ ضباطاً مهمّين كانوا في المخفر أمس لـ “لفلفة” الموضوع بناءً على طلب العميد، الذي تلفت معطيات إلى هروبه مع بعض أفراد العائلة وصولاً إلى تسوية مناسبة أو خوفاً من العقاب بعد وقوع الجريمة، التي يُؤكّد والد الضحية الشيخ أيمن أنّه صابر على هذا المصاب ليأخذ الله حقّه، أيّ أنّه لن يردّ هذه الضربة التي تلقّاها أو “الصفعة” إذا صح التعبير، بصفعة أخرى لأيّ فرد، ولن يسمح بسريان هذه الطريقة التي تُخالف العقل والشريعة في باب التبانة التي أشعلت بنار غضبها ليلاً ونهاراً بعد عملية تشييعه التي مرّت بسلام.

شارك المقال