لا هواجس سعودية تجاه فرنجية… وباسيل “سحب” جعجع الى أزعور؟

رواند بو ضرغم

غلبت الديبلوماسية الكلام الرئاسي الحاسم، وخلطت لقاءات السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري الأوراق السياسية، مكرسةً خواتيم اللعبة الديموقراطية.

فباستقباله رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أكد بخاري أن لا فيتو سعودياً عليه كمرشح، ولكن المملكة في الوقت نفسه لن تخوض معركته. وفي كلامه أمام تكتل “الاعتدال الوطني” اعتبر بخاري أن التوافق “الوطني” إلزامي ويؤمنه نصاب الجلسة وإن حصل المرشح على النصف زائد واحد، بانتظار ما سينتج عن التفاهمات المسيحية بخصوص رئاسة الجمهورية. أما اختيار رئيس الحكومة فيخضع لاستشارات نيابية ملزمة، بما تتضمن من رسالة بأن لا مرشح مسبقاً للمملكة بما يخص الرئاسة الثالثة.

ثلاث مواصفات أعاد ذكرها سفير المملكة أمام تكتل “الاعتدال” وهي أن يكون لرئيس الجمهورية خلفية اقتصادية، وأن لا يكون من عداد منظومة الفساد، والأهم أن يكون تاريخه السياسي معروفاً. مواصفات رأى البعض أنها لا تنطبق على فرنجية من باب الخلفية الاقتصادية والمنظومة، وفسرها البعض الآخر بأن بخاري استبعد قائد الجيش جوزيف عون من باب أنه سمع من كل الكتل النيابية أنه بحاجة الى تعديل دستوري، وهذا أمر يستحيل في ظل الوضع الراهن.

كل ما تقدم لا يعني أن المملكة تعارض وصول فرنجية الى سدة الرئاسة، وكذلك هي لا تخوض معركة جهاد أزعور الرئاسية في حال توافقت قوى المعارضة عليه، إنما تترقب أن يكون للفريق الآخر مرشح يتوجه به الى مجلس النواب. وفي هذه الحالة، يصبح المسار ديموقراطياً بحيث تُحصر المعركة الرئاسية بين هذين الاسمين، وليربح صاحب أكثرية الأصوات.

سأل تكتل “الاعتدال” عما إذا كان اللقاء بفرنجية بدد هواجس المملكة، فأجاب بخاري أن لا هواجس تجاه فرنجية، إنما كان هناك بعض التساؤلات التي أجاب عنها بصراحته المعهودة.

وقالت مصادر تكتل “الاعتدال” إن سفير المملكة تحدث عن مسار دولي في حال جرت الدعوة الى جلسة انتخابية، وامتنع بعض النواب عن الحضور وتعطيل نصابها، بحيث يصبح حينها الاتجاه نحو انعقاد اجتماع جديد للدول الخمس للبحث في وضع عقوبات على معرقلي الاستحقاق الرئاسي، من غير تحديد نوع العقوبات ما إذا كانت أميركية أم اوروبية أم عربية.

مصادر عين التينة تنقل لموقع “لبنان الكبير” ارتياح الرئيس نبيه بري اللامحدود للمسار الرئاسي ولموقف المملكة العربية السعودية الهادف الى إنهاء الشغور في أسرع وقت ممكن، وما في جعبة الرئيس بري لا يعرفه حتى المقربون، بحيث تسيطر السرية والتكتم على لقاءاته الرئاسية المعلنة وغير المعلنة.

أما على المقلب المسيحي، فيُنقل عن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أن أجواء التوافق باتت قريبة جداً لمصلحة مرشحه جهاد أزعور، وأنه استطاع من غير أي مجهود أن يسحب رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى ضفته الرئاسية. وتقول مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” إن جعجع جعل من باسيل بيضة القبان الرئاسية وفك عزلته السياسية من غير أن يعلم، وهذه هي الجولة الأولى التي ربحها باسيل على خصمه المسيحي.

شارك المقال