جبران والأمير

الراجح
الراجح

آمل من الأصدقاء القراء الانتباه إلى حرف الواو في العنوان كي لا يحصل أي التباس.

كتاب الأمير لمكيافيلي، الذي يعتبر أساس العلوم السياسية وركناً من أركان فهم التناقضات والتحالفات، تراه قائماً على ثلاثة مبادئ أو بالأحرى ثلاث نصائح قدمت للأمير، أي الحاكم المطلق في ذاك العصر “الديكتاتور”. ولعلمنا بأنه لا وقت لدى جبران باسيل لقراءة الكتاب نقدم له النصائح الثلاث والتي تلخص ما قُدّم للأمير في حينه:

النصيحة الأولى:

“إذا أقدمت على إقامة أي تحالف، فيجب أن يكون مع مَن هو أضعف منك كي توظّف كل إمكانياته في خدمة مشروعك السياسي”.

خرج جبران وتياره ومن أعلى الهرم على هذه النصيحة بإقامة تحالف مع “حزب الله” وهو الأقوى والأقدر، وهذا ما أكده الأمين العام لـ”حزب الله” في إطلالته الأخيرة ممظهراً لجبران أن الفارق في موازين القوى بينه ومَن يمثل وبين الحزب شاسع، وشاسع جداً في الموقع المختلف والأهداف المختلفة ونوع التمثيل وأخيراً حجم التمثيل… هذا ما قاله الأمين العام لجبران باسيل حرفياً.

النصيحة الثانية:

“إذا أردت أن تهزم عدوك فاضربه بالضربة القاضية وفي زمن محدود وفي مكان محدد”.

وأيضاً خرج جبران على هذه النصيحة ففتح معركة مع كل القوى السياسية وفي كل الأمكنة وبزمن مفتوح.

النصيحة الثالثة:

“لا تسعَ لأن يحبك الناس بل اجعلهم يخافونك”.

وأيضاً، وأيضاً خرج جبران على هذه النصيحة، فلا أحبه الناس ولا خافه أحد.

النصيحة الرابعة:

لا علاقة لهذه النصيحة بكتاب الأمير، لكنها ضرورية: لا تحاول قراءة كتاب الأمير، لا لشيء إلا لأن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأنت مَن ينطبق عليه قول خروتشوف للزعيم النقابي والتر روثر: “أنت مثل البلبل فهو عندما يغني يغمض عينيه كي لا يسمع إلا صوته” (أعتذر من البلبل).

كلمات البحث
شارك المقال