أبو فاعور لـ”لبنان الكبير”: الكلام عن حكومة انتخابات غير واقعي

رواند بو ضرغم

قرأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المرحلة التي يمر بها لبنان بسوداوية، لذلك سارع إلى ترسيخ معادلة “صفر مشاكل” مع الحلفاء والخصوم. فقتامة المشهد الاجتماعي تتطلب مسارعة إلى الحل الذي يبدأ بتأليف حكومة والحفاظ على السلم الأهلي. هاجس “الاشتراكي” المواطن وانتشاله من أزماته، وهذا ما يعكسه نواب اللقاء الديمقراطي، مع عدم استبعادهم تعمّق الأزمة وتحولها إلى فوضى.

 في مقابلة مع موقع “لبنان الكبير” يعرب النائب وائل أبو فاعور عن أسفه لأن لبنان يتجه من انهيار إلى انهيار أكبر، في ظل تعذر وجود أي أمل لحل سياسي، والأخطر في المشهد المستجد هو حالة الفوضى والاضطراب الأهليين، التي يتعامل معها المسؤولون على طريقة العلاجات العسكرية والأمنية المؤقتة التي لا تعتبر حلاً كافياً. لذلك تنذر الأمور بالأسوأ إذا لم نسر بالحل وهو التفاهم وتأليف حكومة ذات برنامج إصلاحي، تبدأ مسار إخراج البلاد من مشكلاته، ومن دون ذلك فنحن ذاهبون في مسار انحداري.

يرى أبو فاعور أن كلام النائب جبران باسيل من مجلس النواب الذي دعا خلاله الرئيس المكلف سعد الحريري إلى أن يحسم أمره بالتأليف أو الاعتذار وإلا فليحسم مجلس النواب قراره، لا يساعد لحل المشكلة، لا بل يعقّد الأمور أكثر، وفيه نوع من التحدي، في حين أن المواطن اللبناني لا يأبه بمن المسؤول عن التعطيل ويريد مخرجاً للأزمة، وإذا كان 30% من أطفال لبنان ينامون جياعاً، فما قيمة كل السياسات والإجراءات، وما قيمة نقاش الصلاحيات والأعراف والخلاف الدستوري.

ويؤكد أبو فاعور موقف الحزب الاشتراكي بعدم حياده عن الدستور لأن جنبلاط هو من صنع الطائف، لكن صراع الصلاحيات الذي هو في الحقيقة صراع نفوذ بدأ قبل نشأة لبنان الكبير وسيبقى مستمراً، والوقت ليس مناسباً اليوم لحسم هذه الإشكالية. فالمواطن لا يستطيع أن يأكل الصلاحيات ولا يأخذها جرعات بدلًا من دوائه المفقود، لا بل هو يريد حلاً، والحزب الاشتراكي يدعو كل القوى السياسية إلى تقديم التنازلات المتبادلة لأن القهر الذي يعيشه المواطن يقود إلى انفجار كبير. 

يفترض أبوفاعور أن مزاعم باسيل حول العقبات الخارجية التي تمنع الحريري من تأليف الحكومة، حتى لو افترضنا أنها حقيقة، فإن الحد الأدنى من الحس الوطني عند المعنيين يحتم إيجاد مخرج لها، فإذا توافقت الأطراف الداخلية على العقبتين الحكوميتين المتبقيتين (إعطاء التيار الوطني الحر الثقة، وتسمية الوزيرين المسيحيين) هل يمكن للدول الخارجية أن تمنع توافقنا؟ يمكننا أن نضخم الأمور ونربطها بعوامل خارجية، على الرغم من عدم انتفائها، ولكن على كل الأطراف السياسية وليس على طرف دون آخر، أما الحقيقة فهي متى وُجدت إرادة داخلية فعلية للعلاج ونية صادقة لدى طرفي المعادلة، فستتألف الحكومة. 

يؤكد أبو فاعور موقف “الاشتراكي” بدعم مبادرة الرئيس بري وتقدير جهوده للخروج من المأزق، ولكنه سئم نقاش الأعداد والصلاحيات والثلث المعطل والصيغ العديدة. ويقول إن الحزب والمواطن باتا في مكان آخر، ومن يظن أن المواطن لا يزال يحفل بالكلام السياسي فهو خاطئ ويسيء إلى نفسه وللأمانة السياسية التي يتولاها، فكل كلام عن حكومة انتخابات غير واقعي، لأنه إذا استمر الانهيار على حاله، فلن يبقى بلد يمكنه أن يقوم بأي إجراء سياسي، انتخابات أو غيرها، فإذا لم تتألف حكومة لديها الحد الأدنى من المصداقية ومن الإجراءات الإنقاذية والإصلاحية، وإذا لم تباشر بالتواصل مع المجتمع الدولي وتأخذ الاجراءات السياسية والاقتصادية، هل يصدق أحد أن لبنان سيعود إلى حياته السياسية الطبيعية؟! هذا وهمٌ…

لا ينفي أبو فاعور أن العلاقة بين الحريري وجنبلاط باردة في هذه الأيام وليس هناك أي اتصالات مباشرة بينهما، ولكن تجمعهما علاقة سياسية وتاريخية، والاشتراكي دائماً منفتح على أي علاقة إيجابية مع الرئيس الحريري. وعليه يؤكد أبو فاعور أن ما يُنقل عن جنبلاط من كلام قاله أمام بري بالدفع نحو إرضاء المملكة العربية السعودية على حساب التخلي عن الحريري غير صحيح، ولم يُطرح أو يُناقش أمام بري أو أي أحد آخر. ويُذكر أبو فاعور بأن جنبلاط أوعز إلى كتلته بتكليف سعد الحريري وأعاد تثبيت تكليفه عندما حاول الرئيس عون انتزاع التكليف منه في مجلس النواب…

وعن السعودية، قال أبو فاعور إنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وهي لم تطلب منا التصويت لأي مرشح أو عدم التصويت لآخر، كما أنها لم تضعنا يوماً في موقع الاختيار بينها وبين الحريري على الإطلاق، فإن موقف المملكة السياسي ناتج عن جحود بعض اللبنانيين بحقها، وعن تدخل بعضهم ضدها من اليمن إلى العراق إلى داخل المملكة عبر استهداف الشباب السعودي بالمخدرات.

شارك المقال