موقع إيراني: النظام يستغل الناس ويضمن خامس موجة كورونا

لبنان الكبير

يواجه النظام الإيراني سيلاً من الانتقادات والاتهامات بالتقاعس لناحية اتخاذ الإجراءات الضرورية لكبح تفشي كورونا من خلال عملية التلقيح ضد الفيروس. ويمكن اختصار الانتقادات بعنوانين عريضين: غياب الشفافية حول منحنى الإصابات والوفيات وعلامات الاستفهام المحيطة باللقاح عينه. في هذا السياق، سلّط موقع “إيران فوكوس” (iranfocus) الإيراني الضوء على التفاوت المرعب بين أعداد الوفيات نتيجة الفيروس والتي تبدو “منخفضة بشكل لا يصدق مقارنة بالواقع، حيث أفادت المقاومة الإيرانية أن أكثر من 319 ألف شخص قضوا نحبهم بسبب الفيروس بينما أرقام وزارة الصحة مختلفة تماما وأقل بكثير”.

فشل النظام وتباطؤ في التطعيم

ووفقاً لمقال “إيران فوكوس”، “بادرت العديد من الدول لاتخاذ إجراءات قوية لوقف الفيروس من خلال حملات التطعيم الشامل، لكن إيران لم تتخلص بعد من الوباء الذي يجتاح البلاد بسبب نظام الملالي الذي فشل حتى الساعة باتخاذ الإجراءات المناسبة. وبدأ المسؤولون الإيرانيون مؤخراً بالحديث عن تباطؤ عملية التطعيم بشكل كبير بسبب إصرار الملالي على استخدام اللقاح “الوطني” بعدما عمد المرشد الأعلى علي خامنئي إلى حظر استيراد اللقاحات الغربية. ولا تتخطى نسبة السكان الذين حصلوا على اللقاح الـ 5.7٪ ، وهي نسبة أقل بكثير مما هي عليه في البلدان المجاورة.

إشارة إلى أن خامنئي، حظر بداية هذا العام استيراد اللقاح من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، معتبراً أن لا لقاح أجنبياً جدير بالثقة.

“سابقة” الموجة الخامسة

وينبئ التباطؤ على مستوى تحصين المناعة من خلال التطعيم “بخطر تعرض البلاد قريباً لموجة كورونا الخامسة، في سابقة لم يسمع عنها من قبل في بقية المعمورة، خصوصاً وأن المتغيرات الهندية والجنوب أفريقية تنتشر بسرعة هائلة. وفي هذا الإطار، حذر علي رضا ناجي، مدير مركز أبحاث الفيروسات في جامعة بهشتي، الخميس الماضي من أن التأخر باتخاذ الإجراءات اللازمة قد يعرض البلاد  لذروة خامسة مع المتحور الهندي أو متحور كورونا الجديد الذي يعرف باسم “دلتا”.

استغلال أوضاع الناس

وقد سارع مسؤولون إيرانيون بالطبع لزعم عدم توفيرهم أي جهد لتأمين اللقاحات، بيد أن الحقيقة هي أنهم قاموا على العكس تماماً، بكل ما في وسعهم لمنع الناس من الحصول على لقاحات آمنة وفعالة. وبدلاً من ذلك، استخدموا اللقاح الوطني، الذي لا يحظى بموافقة منظمة الصحة العالمية أو حتى بموافقة خبراء الصحة الإيرانيين، بل وفرضوا حتى تكلفة 196 ألف تومان للحصول على اللقاح، ما يعني أن نظام الملالي يستغل مرة أخرى قلة حيلة الناس.

وقد نقل موقع iranintl الإيراني في وقت سابق عن ردود الأفعال ضد سعر اللقاح المعروف باسم “بركت” والذي اعتبر “أغلى من اللقاحات الأجنبية”، مع الإشارة إلى أن الجهة التي تتولى “إنتاجه وبيعه للحكومة تابعة للمقر التنفيذي لأوامر الإمام ومن المؤسسات التابعة للمرشد الأعلى”.

ولفت موقع المقاومة الإيرانية إلى أن “المرشد الأعلى خامنئي ونظامه يواجهان مجتمعاً مضطرباً، حيث تشهد المقاطعة الأخيرة لانتخابات النظام الوهمية والاحتجاجات التي تنظم بشكل يومي على الحالة المتفجرة للمجتمع. ومع ذلك، انتهج النظام سياسة غير إنسانية في ظل أزمة كورونا، قوامها التقاعس والخداع والنهب لقمع هذا المجتمع. وحظر خامنئي دخول اللقاحات رغبة منه باستغلال الفيروس القاتل وارتفاع عدد القتلى، لكبح أي انتفاضة وطنية أخرى”.

ويختم المقال: “نظام الملالي يتحمل ببساطة مسؤولية ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا لأنه يسعى لاستثمار الوباء من أجل قمع الاحتجاجات الشعبية، ولهذا وصفه خامنئي بـ”النعمة”. ومع ذلك، تظهر الاحتجاجات المتزايدة من الشعب أن خطته قد باءت بالفشل لأن الإيرانيين، بطبيعة الحال، يرفضون التخلي عن حياتهم بسبب تقاعس حكومتهم عن العمل في مواجهة الوباء”.

“دلتا في كل مكان”

ونقلت مواقع إيرانية مطلع هذا الأسبوع عن انتشار سلالة “دلتا” في جميع المحافظات الإيرانية، مع إبلاغ “مسؤولين في ثماني محافظات على الأقل عن زيادة عدد المصابين” وتأكيد الناطق باسم مقر مكافحة كورونا علي رضا رئيسي، على “انتشار الفيروس في كل مكان في إيران” وسط ارتفاع الدعوات المطالبة بإغلاق حدود إقليم بلوشستان.

شارك المقال