“ناشيونال ريفيو”: كورونا تجتاح روسيا والصين وإيران 

حسناء بو حرفوش

نشر موقع مجلة “ناشيونال ريفيو” (NationalReview) الأميركية مقالاً بعنوان “الوباء يجتاح روسيا والصين وإيران”، حذر فيه من أن تأثير فيروس كورونا على الأميركيين لا يضاهي تأثير الفيروس “الكارثي على سكان هذه البلدان ذات الأنظمة المعادية”، كما حمّل علاقات التبادل بين الصين وإيران، بالإضافة إلى التعصب الديني، مسؤولية تفشي المرض خارج حدود مدينة ووهان بوسط الصين، حيث اكتشف الفيروس للمرة الأولى. وفي ما يأتي ترجمة لأهم ما ورد في المقال.

روسيا: نظام بوتين وعدم الأمانة

“لقد شهدت روسيا منذ بداية شهر حزيران، ارتفاعاً هائلاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا والتي قفزت من حوالي 7 آلاف يومياً إلى أكثر من 25 ألفاً (…) وعانت روسيا وفقاً للإحصاءات الحكومية الرسمية، من زيادة عشوائية وغير مبررة في الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي والسكري وأمراض الجهاز العصبي والوفيات في صفوف كبار السن في العام 2020 والتي لا علاقة للفيروس بها (…) وبحسب الإحصاءات الرسمية، يحتل عدد الوفيات في روسيا المرتبة السادسة في جميع أنحاء العالم (…) بينما تشير بعض الدلائل إلى أن تفشي المرض يزداد سوءًا (…) وتوثق أعلى الأرقام حالياً في المقاطعة الفيدرالية الشمالية الغربية، في ظل وضع غير مستقر تماماً في باقي أنحاء البلاد. وفي هذا السياق، تأسف مجلة “إيكونوميست”  (Economist) لأن عقوداً من عدم الأمانة التي مارسها نظام فلاديمير بوتين كسرت الثقة بين النظام والشعب. الغريب أن كل ذلك يحدث في بلد يمتلك بالفعل لقاحاً جيداً، على الأقل وفقاً لأرقام العدوى ونسب دخول المستشفى في المناطق التي تأمّن فيها اللقاح. 

الصين تصعّب المهمة على الآخرين

 أما في ما يتعلق بالصين (…) تتفق دول كثيرة وعلى نطاق واسع منذ بداية الوباء في ووهان، على أن الإحصائيات الرسمية الصينية مجرد هراء (…) فالبيانات التي جمعتها ” إيكونوميست ” تشير إلى أن إجمالي الوفيات في ووهان بين 1 ك2 2020 و 31 آذار 2020 بلغ أكثر من ثلاثة أضعاف العدد المعلن بشكل رسمي (…) وبغض النظر عن التشكيك بنظرية تسرب الفيروس من المختبر، لم تتخذ السلطات الصينية القرار بفرض الحجر الصحي إلا بعد فوات الأوان وهذا يعني حرمانها بقية العالم من فرصة الوقاية من جائحة عالمية. ومن بعدها، أرسلت الصين بحلول نهاية نيسان 2020، 10 ملايين اختبار لم يعمل أي منها بشكل جيد، إلى دول أخرى وتلقت البلدان التي اشترت لقاح كورونا الصيني طوال العام 2021، ضربة عدم فعاليتها بشكل كبير. وخلصت دراسة برازيلية إلى أن فعالية لقاح سينوفارم  تتخطى بالكاد نسبة الـ 50%.

كما صعبت الحكومة الصينية المهمة على باقي الدول في كل خطوة في رحلة مكافحة الفيروس حول العالم (…) وقلة من يضعون ثقتهم بالرئيس الصيني شي جين بينغ في ما يتعلق بالقيام بالصواب في الشؤون العالمية. وتحقق التقييمات السلبية له مستويات تاريخية عالية (…) لقد أقنع الكثير من المتحمسين وعذراً، الأغبياء، في الصين أنفسهم بأن “دبلوماسية اللقاح” في بكين كانت ضربة بارزة. وقد تنجح الصين بتصوير مراسم محادثات سعيدة مع وزارات خارجية الدول الأخرى، لكن السكان الأجانب ينظرون إلى النظام في بكين على أنه متهور وخطير، بشكل متزايد. نستذكر في هذا السياق تساؤل هيئة تحرير صحيفة “واشنطن بوست” في كانون الثاني، “إن لم تصدق الصين وتتعامل بشفافية حول تفشي المرض بادئ ذي بدء قبل عام، فهل يمكننا تصديقها الآن؟”

إيران: غياب الشفافية

والحال سيان في إيران حيث تتضارب حصيلة القتلى المعلنة بشكل رسمي مع النسب التي تكشفها جماعات المعارضة وسط توقع لانتشار موجة خامسة في البلاد (…) وبالكاد يخفي النظام حقيقة حظره للاحتفاظ بسجلات دقيقة لتأثيرات الوباء، بالإضافة لتوجيه الاتهامات والأحكام على صحافيين بتهمة “نشر أكاذيب وإزعاج الرأي العام وتقديم صورة سلبية عن رجال الدين ونشر الإحصائيات حول عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا”.

يضاف إلى ذلك دور التعصب الديني في نشر الجائحة خصوصاً في مدينة قم المقدسة، حيث أظهرت عشرات مقاطع الفيديو على الإنترنت مؤيدين للنظام وهم يقبلون الجدران والقضبان المحيطة بالأضرحة المقدسة لإظهار عدم خوفهم من الفيروس. حتى إن بعض مقاطع الفيديو أظهرت أن مؤيدي نظام الملالي يشجعون أطفالهم على تقبيل الأضرحة. دون أن ننسى حظر آية الله علي خامنئي لاستيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية، لاعتقاده أن حلفاءه الروس والصينيين سيساعدون بلاده. لكن تكمن إحدى المشكلات الكبيرة في تشكيل تحالف عالمي مع مستبدين مهووسين بجنون العظمة في ميلهم إلى إفساد المهام الأساسية بشكل متكرر (…) وقد ترجم ذلك باتهام علي رضا ناجي، رئيس مركز أبحاث الفيروسات وعضو لجنة كورونا العلمية الشركات الصينية والروسية التي تنتج لقاحات سينوفارم وسبوتنيك بعدم الوفاء بالتزاماتها.

إقرأ أيضاً: موقع إيراني: النظام يستغل الناس ويضمن خامس موجة كورونا

التحالف بين البلدان الثلاثة

وفي حين أنه من غير المرجح أن تنشئ روسيا والصين وإيران تحالفاً عالمياً رسمياً، قد تدفع مصالح الدول الثلاث المتبادلة وكراهيتها للغرب باتجاه زيادة تعاونها ضد مصالح الولايات المتحدة الإقليمية وتقويض الديمقراطيات الغربية. وهناك علاقة بين تفشي الوباء في البلدان الثلاثة (…) الجدير بالذكر أن علاقات إيران الوثيقة مع الصين، على سبيل المثال، كلفت من كانون الثاني 2019 إلى آذار 2020 تكاليف باهظة، حيث تم إرجاع أول حالة تفشي لكورونا في إيران إلى مدينة قم، حيث تقوم شركة هندسة السكك الحديد الصينية ببناء خط سكة حديد سريع يمر عبر قم بكلفة 2.7  ملياري دولار. كما يساعد الفنيون الصينيون في تجديد محطة طاقة نووية قريبة من المدينة، وهناك طلاب دينيون صينيون يدرسون أيضاً في مدارس قم، بالإضافة إلى حركة سفر العمال الصينيين إلى المدينة في هذه الفترة”.

المصدر: National Review

شارك المقال