قطاع غزة شوكة في خاصرة الاحتلال الاسرائيلي

حسين زياد منصور

لم تغب غزة يوماً عن الساحة السياسية والعسكرية العربية، منذ نكبة 1948، الى يومنا هذا مع نهاية الأسبوع الأول لعملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس”.

غزة أو قطاع غزة، على الدوام محور العمليات العسكرية، أو المعارك بين المقاومة الفلسطينية والقوات الاسرائيلية. واليوم بعد تشديد الحصار على القطاع، وقطع المياه والكهرباء عنه، ووصول أبنائه الى حالة لا توصف، الى جانب القصف المتواصل منذ أسبوع، من دون رحمة، والتهديد بالاجتياح البري للقطاع واحتلاله، ثم القاء المناشير على الغزاويين، لاجبارهم على الخروج من مناطقهم، والنزوح نحو وادي غزة، أسئلة كثيرة تطرح حول غزة، فسحة الأرض هذه التي تشغل العالم كله، وترعب إسرائيل بالصواريخ التي تطلق منها.

قطاع غزة

اكتسبت هذه المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي لفلسطين، والتي تطل على البحر الأبيض المتوسط هذا الاسم، نسبة الى أكبر مدنه غزة، والتي تعد أيضاً ثاني أكبر المدن الفلسطينية، بعد القدس.

هذا القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً، يتراوح عرضه بين 6 و12 كيلومتراً، وطوله 41 كيلومتراً، وتحده مصر من الجنوب الغربي. ويتمتع بموقع إستراتيجي وتاريخي، ويشكل ما يقارب 1,33٪ من مساحة فلسطين التاريخية. ويضم تجمعات سكنية غالبيتها معروفة منها: بيت لاهيا وغزة ورفح، خان يونس وجباليا وبيت حانون، ويعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

يعيش في القطاع مليونان و375 ألف و259 نسمة، وهذه الأرقام استناداً الى تقديرات الادارة العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية في غزة. وأفاد الاحصاء أن عدد الذكور بلغ مليونين و204 آلاف و986 نسمة، أي ما يعادل 50,7٪، في حين بلغ عدد الاناث مليوناً و170 ألف و273 نسمة، أي 49,3٪.

وتضم محافظة غزة العدد الأكبر من السكان، حيث يعيش فيها 893 ألفاً و932 نسمة، ثم محافظة خان يونس جنوب القطاع بمجموع 463 ألفاً و744 نسمة، اما محافظة شمال غزة فهي في المركز الثالث بـ 388 ألفاً و977 نسمة، والمحافظة الوسطى في المرتبة الرابعة بمجموع 331 ألفاً و945 نسمة، ومحافظة رفح تحتل المرتبة الخامسة، وعدد سكانها 296 ألفاً و661 نسمة. وتجدر الاشارة الى أن معظم سكان القطاع هم من لاجئي 1948.

وكانت غزة في الماضي جزءاً من السلطنة العثمانية، لتخضع للانتداب البريطاني، اما بين العام 1948 أي بعد النكبة وإعلان قيام دولة اسرائيل والعام 1967 أي النكسة، فكانت تابعة لمصر حينها.

استولت إسرائيل على قطاع غزة والجولان السوري والضفة الغربية من الأردن بعد حرب 1967، وفرضت سيطرتها لمدة 38 عاماً عليها. في العام 2005، ونتيجة الضغوط الداخلية والخارجية، انسحبت إسرائيل من القطاع، الذي سيطرت عليه حركة “حماس” في 14 حزيران 2007 في إطار الصراع الداخلي الفلسطيني. وشنت إسرائيل العديد من الحروب عليه منذ العام 2008، ففي كانون الأول من العام نفسه أطلقت إسرائيل “عملية الرصاص المصبوب”، فردت المقاومة الفلسطينية عليها بعملية “معركة الفرقان”. وفي تشرين الثاني من العام 2012، شنت إسرائيل حرباً سمتها “عمود السحاب”، وردت المقاومة الفلسطينية بمعركة “حجارة السجيل”. وفي 7 تموز 2014، أطلقت إسرائيل عملية “الجرف الصامد”، وكان رد الفلسطينيين بمعركة “العصف المأكول”. وفي تشرين الثاني من العام 2019، اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية في “سرايا القدس”، فاندلعت معركة “سيف القدس” والتي أسمتها إسرائيل حينها “حارس الأسوار”.

غلاف غزة

وبالنسبة الى غلاف غزة، الذي سيطرت المقاومة الفلسطينية على بعض المستوطنات فيه واقتحمته مع بداية “طوفان الأقصى”، فهو عبارة عن مجموعة مستوطنات إسرائيلية تحيط بقطاع غزة وعددها ما يقارب الـ 50، على مسافة 40 كيلومتراً، وتبعد عن القطاع بحدود 7 كيلومترات، وتحده من جهات الشمال والشرق والجنوب الشرقي. ويقدر عدد سكانه، وهم من المستوطنين بأكثر من 55 ألفاً.

ويعد الغلاف نقطة تماس بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي، وهو المنطقة الفاصلة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعلى الرغم من الامتيازات والتشجيعات التي تطلقها الحكومة الاسرائيلية للمستوطنين للسكن فيه، الا أنهم يخافون لأسباب عدة أبرزها صواريخ المقاومة وعملياتها التي تحصل، بفضل قربها من قطاع غزة.

يتكون الغلاف من مجالس إقليمية عددها 3، تابعة للحكومة الاسرائيلية، وهي “مجلس اشكول”، “مجلس أشكلون” و”مجلس شاعر هنيغف”.

ومن أبرز المستوطنات في الغلاف: مدينة سديروت، أفشالوم، بئيري، سدي نيتسا، سدي أبرهام وعالوميم.

شارك المقال