اسرائيل تهدد ماسك… خطر “ستار لينك” في غزة كما أوكرانيا

محمد شمس الدين

وعد الملياردير الأميركي ايلون ماسك بتأمين خدمات شبكة “ستار لينك” للمؤسسات المعترف بها دولياً في غزة، عقب حملة طالبته بذلك عبر منصة “إكس”، إثر قطع الجيش الاسرائيلي كل الاتصالات عن غزة.

وفور إعلان ماسك عن إتاحة الشبكة للمنظمات الانسانية في غزة، علق وزير الاتصالات الاسرائيلي شولوم كرعي، بالقول: “إسرائيل كل الوسائل متاحة لها لمحاربة ذلك”. ولفت إلى أن “حماس سوف تستخدمها في الأنشطة الارهابية. لا شك في ذلك، نحن نعرف ذلك، ماسك يعرفه، حماس هي داعش”.

وأشار إلى أن ماسك ربما قد يكون على استعداد لتأمين الاتصال بالشبكة شرط إطلاق سراح الرهائن، وحتى ذلك الوقت سيقطع مكتبه علاقته بـ “ستار لينك”. ليرد عليه ماسك قائلاً: “نحن لسنا سذجاً، ووفقاً لمنشوري لم تحاول أي محطة تابعة لـ Starlink الاتصال من غزة، وإذا حدث ذلك فسنتخذ إجراءات استثنائية للتأكد من أنه يستخدم لأهداف إنسانية بحتة”.

أضاف: “وقبل ذلك سنقوم بإجراء فحص أمني مع كل من الحكومتين الأميركية والاسرائيلية قبل تشغيل ولو محطة واحدة هناك”.

وتخاف إسرائيل من شبكة “ستار لينك” لعدة أسباب، منها عسكري، وآخر إعلامي، بحيث يمكن لمقاتلي “حماس” الافادة من الشبكة للتواصل مع الوحدات المنتشرة لتنسيق الضربات على إسرائيل، إن كان من داخل غزة أو خارجها.

أما السبب الثاني فمتعلق بنشر مقاطع من الفلسطينيين تؤلب العالم ضد إسرائيل التي ترتكب مجازر بحقهم تحت حجة الانتقام من “حماس”، بحيث تخاض المعركة الاعلامية بصورة شديدة على مواقع التواصل ووسائل الاعلام، وتمكن العديد من الناشطين من التأثير في الرأي العام العالمي، الذي بدأ فعلاً ينقلب على العملية الاسرائيلية في غزة.

وتمت الافادة من شبكة “ستار لينك” في المناطق المنكوبة وتلك التي تشهد حروباً، خصوصاً في أوكرانيا، حيث استفاد منها الجيش بصورة كبيرة، بعد التشويش الروسي الكبير على شبكات الانترنت المعتمدة، ما اضطر أوكرانيا إلى البحث عن بديل للتواصل. وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخائيلو فيدوروف: “إن شركة ستار لينك لعبت دوراً حيوياً في إعادة إنشاء الخدمات الأساسية في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية”.

وكتب على “تويتر” تغريدة يقول فيها: “ان أكثر من 100 صاروخ كروز هاجمت البنية التحتية للطاقة والاتصالات، لكن سرعان ما استعدنا الاتصال في المناطق الحساسة بفضل ستار لينك”.

وتشير المعطيات الى أن أكثر من 20 ألف مجموعة من أطباق الاستقبال وأجهزة التوجيه إلى أوكرانيا من أجل الاتصال بشبكة “ستار لينك”، ويعتبر الأوكرانيون أن الشبكة أساسية لعملياتهم، لا سيما في التنسيق بين المجموعات المقاتلة، فالاتصالات هي أهم عامل مساعد لخوض الحروب، وعلى الرغم من أن الروس يحاولون التشويش كثيراً على الشبكة، وينجحون في ذلك، إلا أن التشويش ليس دائماً، ما يفسح المجال لتواصل الفرق المقاتلة في أوكرانيا، وتنسيق الضربات لا سيما للمسيرات.

ولكن ماسك ليس سعيداً باستعمال شبكته للعمليات الحربية، وقد أعلن عن ذلك عدة مرات، وتم الكشف عن قطعه الشبكة عن الجيش الأوكراني الذي كان يحاول تنفيذ مهمة عسكرية هدفها إغراق الأساطيل البحرية الروسية في ميناء سيفاستوبول، وأعلن لاحقاً أنه لن يقبل بتوريطه وشبكته في الحرب.

و”ستار لينك” هي خدمة إنترنت قائمة على الأقمار الاصطناعية أنشأتها شركة “سبيس إكس” التابعة لماسك، وهدفها توصيل الانترنت في المناطق المحرومة التي لا تصلها خدمة الانترنت التقليدي، وتتكون الشبكة من آلاف الأقمار الاصطناعية التي أطلقت على مدار أرضي منخفض، ويتم ربطها ببعضها البعض، لانشاء شبكة متداخلة قادرة على إتاحة الشبك بسرعة على الانترنت، وتعمل من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الاصطناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم.

وستتمكن الشبكة في نهاية المطاف من تغطية كل العالم وتتيح له الاتصال بالانترنت، وقد وصلت حتى الآن إلى 40 دولة، ويعتبر الاتصال بها سهلاً نسبياً.

شارك المقال