القواعد الداعمة لاسرائيل عسكرياً… أميركا تتصدر القائمة

عبدالرحمن قنديل

تنتشر قواعد وقوات عسكرية أجنبية في مناطق الشرق الأوسط، وتتصدر الولايات المتحدة القائمة، اذ ينتشر ما بين 40 و60 ألف جندي أميركي في نطاق عمل القيادة الأميركية الوسطى، وهذه القوات موزعة على 21 دولة، من مصر غرباً إلى كازاخستان في الشمال الشرقي، لأغراض التدريب والمشورة وخدمة القواعد الأميركية.

وحافظت الولايات المتحدة على وجود قوي في الشرق الأوسط منذ إنشاء الأسطول الخامس. وغالباً ما تبقي على اثنتين من حاملات الطائرات، بمجموعاتها القتالية، ويتم تجهيزهما بآلاف الأفراد. وتشير بيانات لوكالة “فرانس برس” إلى وجود 18 سفينة، بينها حاملة طائرات من طراز نيميتز “يو أس أس هاري ترومان”، و3 مدمرات صواريخ موجهة، هي “يو أس أس لاسين” و”يو أس أس فاراغوت” و”يو أس أس فوريست شيرمان” وطراد صواريخ موجهة “يو أس أس نورماندي”، بالاضافة إلى أن قوة الرد السريع التابعة لمشأة البحرية الأميركية “المارينز” تتحرك باتجاه شرق المتوسط، وسط مخاوف من تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي.

وحول تأثير هذه القواعد العسكرية على مجرى الحرب في غزة وجبهة الجنوب، أشار الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو في حديث لـ”لبنان الكبير” إلى أن هناك مجموعتين بحريتين قتاليتين، الأولى حاملة الطائرات “جيرالد فورد” تحمل أربع مدمرات بالاضافة إلى الـ “كروزر” وهي قوة نار تمثل حوالي مئات صواريخ الكروز العابرة التي تصيب أهدافاً بدقة على مجال يتراوح ما بين 2000 و3000 كلم يصل صداها إلى إيران والشرق الأوسط كله، فضلاً عن قدرات مضادة للصواريخ الباليستية، ففي حال كانت هناك رمايات صاروخية من إيران تجاه إسرائيل هاتان المجموعتان قادرتان على التصدي لهذه الصواريخ.

ولفت إلى أن هناك إحتمالية وجود غواصات ما بين إثنتين إلى أربع تحمل صواريخ عابرة و مضادة للصواريخ الباليستية بالاضافة إلى القوة الجوية أي بحدود الـ200 طائرة ولواءي “المارينز” الموجودين.

وعن إرسال لواءي “المارينز”، قال الحلو: “ان المجموعتين اذا لم تستطيعا ردع إيران عن التدخل أو تعرض القواعد الأميركية للخطر في المنطقة سواء في العراق أو سوريا أو الأردن، فمن الممكن أن تساندهما قوات المارينز، فوجودها بهدف الدعم المعنوي لإسرائيل ولكنها لم تتدخل في المعارك بالتأكيد لا في غزة ولا في لبنان، لأن إسرائيل لديها قدرات تسمح لها بأن تكون في معركة على جبهتين على الرغم من أنها تفضل أن لا تكون، ولكن في حال حدث ذلك الطيران الأميركي لا يتدخل مباشرة في المعارك لعدة أسباب، وكما رأينا أن غارة أميركية حصلت على سوريا للمرة الثانية لاستهداف حلفاء إيران في العراق وسوريا، الذين من الممكن أن يشكلوا خطراً على القوات الأميركية الموجودة في سوريا وعددها 900 عسكري تقريباً وفي العراق وعددهم حوالي ألفي عسكري”.

وأكد أن “وجود هذه القوة في الشرق الأوسط هي لحماية القوات الأميركية من الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق ولردع إيران عن التدخل لأنها في حال تدخلت في هذا الصراع فستصبح هدفاً لهذه القوات، وهنا القوات الأميركية الموجودة في الخليج ستصبح متورطة لأن الموجودة في السعودية والامارات وقطر والبحرين والكويت بعيدة عن إيران 200 كلم فقط لا غير. ولكن على الرغم من هذا فإيران ليست في وارد الدخول في معركة ضد الولايات المتحدة الأميركية إلا في حال الخطأ في حسابات الطرفين”.

الى ذلك، أشارت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، الى أن الصين نشرت ٦ سفن حربية في الشرق الأوسط، من بينها ثلاث سفن، هي مدمرة الصواريخ الموجهة Zibo 052D، وفرقاطة الصواريخ الموجهة Jingzhou، وQiandaohu الشاملة.

وأفاد الجيش الصيني، أنه في صباح يوم 15 تشرين الأول، غادرت سفن أسطول المرافقة البحرية الصينية، التي ترفع العلمين الوطنيين للصين وعُمان، ميناء السلطان قابوس في مسقط، ووفقاً لوسائل إعلام صينية، فقد أجرت مدمرة الصواريخ الموجهة “زيبو” والفرقاطة الصاروخية “جينجتشو” من تشكيل المرافقة، مناورات بحرية مشتركة مع سفينة الدورية “سعدة” التابعة للبحرية العُمانية في المياه القريبة من مسقط.

أما على الصعيد الفرنسي، فنظم مركز الأزمات والدعم التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية منذ يومين مؤتمراً صحافياً مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية، لتقديم معلومات بشأن السفينة “تونير” المتجهة إلى سواحل قطاع غزة. يأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى الشرق الأوسط، حيث أعلن من القاهرة عن إرسال هذا المستشفى العائم إلى سواحل غزة بهدف مساعدة المستشفيات.

وغادرت السفينة “تونير” وهي واحدة من 3 حاملات طائرات مروحية برمائية في أسطول البحرية الفرنسية ميناء تولون الأربعاء، للمشاركة في عمليات إغاثة السكان المدنيين، وفقاً للمتحدث باسم رئيس أركان القوات المسلحة. وتستطيع حاملة المروحيات البرمائية “تونير” تنفيذ عمليات إدارة الأزمات، بحيث شاركت الأسبوع الماضي في مناورة للاتحاد الأوروبي في جنوب إسبانيا، فضلاً عن النقل والاخلاء الطبي والدعم الطبي.

وتحتوي السفينة على غرفتي عمليات وغرفة للأشعة السينية والماسح الضوئي و4 أسرة إنعاش وأكثر من 60 سريراً، أي ما يعادل مركزاً طبياً في مدينة يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، ويبلغ طولها 200 متر ومساحة سطحها 750 متراً مربعاً، فيما تتجاوز حمولتها أكثر من 21 ألف طن، كما بإمكانها حمل عشرات الطائرات المروحية التي يمكنها تنفيذ الضربات أو عمليات المراقبة.

وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن المملكة المتحدة قررت إرسال سفينتين حربيتين وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم “دعم عملي” لإسرائيل وضمان “الردع”. وكانت ألمانيا قررت الأربعاء وضع مسيرتين من طراز “هيرون تي بي” تحت تصرف تل أبيب.

في هذا الاطار، قال سوناك في بيان: “إلى جانب حلفائنا، سيدعم نشر قواتنا العسكرية ذات المستوى العالي الجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار الاقليمي ومنع المزيد من التصعيد”. وأشار الى أن “الدوريات البحرية وطائرات المراقبة ستبدأ بالعمل في المنطقة اعتباراً من الجمعة لرصد التهديدات للاستقرار الاقليمي، مثل نقل الأسلحة إلى جماعات إرهابية”.

وأوضح أن التجهيزات العسكرية المرسلة تشمل طائرة من طراز “بي 8” وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز “ميرلين” وسرية من مشاة البحرية الملكية.

شارك المقال