جريصاتي وباسيل يهددان التأليف وميقاتي يمهل نفسه شهراً

رواند بو ضرغم

هل أخطأ الرئيس سعد الحريري في تسمية الرئيس نجيب ميقاتي بديلاً منه لتأليف حكومة الإنقاذ والخروج من الانهيار؟ أم أنه خير خلف لخير سلف، وسيكون أميناً له من خلال استكمال مسعاه الحكومي وعدم المساهمة في كسره سياسياً لصالح خصمه النائب جبران باسيل؟

ما هو مؤكد أن استراتيجية ميقاتي تختلف عن تلك الخاصة بالحريري، وميقاتي منفتح على تكرار اللقاءات مع باسيل وإبرام التسويات مع الخصوم، ولكن همّ وريث الرئيس الشهيد خلاص لبنان وإبقاؤه على الخريطة العالمية من خلال الحفاظ على مؤسساته وأمنه وأمانه وقدرة شعبه على الصمود وتخطي الأزمة، فنقل الأمانة لميقاتي ومشى في تغطيته سنياً، وهو أول من رشحه أمام الرئيس نبيه بري قبل إعلان اعتذاره من بعبدا.

عشية الاستشارات النيابية الملزمة، التقى الرئيس ميقاتي رؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط، وتلقّى دعمهم وتسميتهم له لتأليف حكومة الإنقاذ، تنطلق من المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس بري، مؤلفة من المستقلين غير الحزبيين، وأصحاب الاختصاص بعيداً عن تسلط القوى والأحزاب السياسية، تحت ذرائع أثلاث معطلة أو غيرها تدفعها إلى الاستقالة.

دعم رؤساء الحكومات للرئيس ميقاتي مبني على ضرورة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، واحترام وثيقة الوفاق الوطني واستكمال تطبيقها، والتزام الدستور اللبناني بعيداً عن البدع والانتهاكات وحفاظاً على صلاحيات الرئاسة الثالثة.

عاد ميقاتي إلى بيروت فجر السبت، باندفاعة المفاوض المنفتح على الحلفاء والخصوم بهدف تسهيل عملية التكليف ومن بعدها التأليف، فالتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة في لقاء مطول على طاولة الغداء، مؤكداً أمامه أنه ينطلق من المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس بري، أي حكومة إنقاذ من الاختصاصيين غير الحزبيين لا أثلاث معطلة فيها، تحصل على أكبر مروحة من التوافق بين الأطراف السياسية.

كذلك التقى ميقاتي فور عودته الى بيروت المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين الخليل، فكان موقف “حزب الله” مكرراً على مسمع ميقاتي، بأن الحزب لا يتدخل في التفاصيل الحكومية، وسيبقى على الحياد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ويكفي حزب الله ما يواجهه من مشاكل مع رئيس التيار الوطني الحر نتيجة عدم التنسيق معه بفعل التكليف…

تشير المصادر المطلعة الى أن كتلة الوفاء للمقاومة ستسمي الرئيس ميقاتي لتكليفه تأليف الحكومة، وموقف حزب الله هذا غير منسق مع حليفه التيار الوطني الحر، واستفز باسيل… إلا أن ميقاتي وفق المصادر المطلعة على موقفه أكد أنه في غير وارد الطلب من حزب الله أي وساطة مع باسيل، وهو سيتكفل بالتواصل معه مباشرة أو عبر قنواته الخاصة. وتؤكد مصادر الثنائي الشيعي أن ميقاتي لم يبحث في لقائه مع كل من بري والخليل، لا في الأسماء ولا في الحصص ولا في التوزيعة الطائفية وخانات الرئاسة الأولى، مكتفياً فقط بإيجاد أرضية مشتركة للتكافل والتضامن من أجل انتشال البلد من الانهيار، حيث إن شعار ميقاتي هو حل أزمة لبنان، وهو وضع لنفسه والفرقاء السياسيين مهلة شهر بدءاً من يوم التكليف لتأليف حكومته وإلا سيذهب إلى الاعتذار.

وعلى هذا الأساس، التقى ميقاتي مساء السبت مع باسيل للبحث في التكليف والتأليف، الا أن اللقاء وفق معلومات “لبنان الكبير” اصطدم بقرار باسيل باللاتسمية لميقاتي وعدم المشاركة في حكومته، طالبا أن تكون وزارتي الداخلية والدفاع من حصة رئيس الجمهورية، وعاد والتقى ميقاتي يوم الأحد بموفد الرئيس عون الوزير السابق سليم جريصاتي مؤكدا مطلب عون بالتمسك بالداخلية والدفاع، غير أن ميقاتي رفض المطلب متمسكا بالداخلية للسنة طالما وزارة المال بقيت من حصة الشيعة، وعليه كانت لقاءات ميقاتي بفريق رئيس الجمهورية سلبية وغير مبشرة بخير التأليف.

الرئيس ميقاتي سيخرج غدا من قصر بعبدا مكلفا تأليف الحكومة، الا أن التأليف لن يكون سهلا ومحصورا بمهلة شهر والا الاعتذار.. ليبقى العهد وصهره يتخبط بصفة التعطيل والعرقلة، فتحترق البلاد ولا حول ولا قوة للإنقاذ الا بعد الاحتكام لشروط باسيل التحكمية، وهذا ما يرفضه حلفائه قبل خصومه..

فما هي حصيلة الأصوات التي سيحصل عليها الرئيس ميقاتي في الاستشارات الملزمة؟ بالإضافة الى أصوات كل من: نجيب ميقاتي، سعد الحريري، تمام سلام، إيلي الفرزلي، سيحصل ميقاتي على أصوات كتلة المستقبل النيابية 17 نائباً، التكتل الوطني 5 نواب، الوسط المستقل نائبان، القومي الاجتماعي 3 نواب، اللقاء الديمقراطي 7 نواب، التنمية والتحرير 17 نائباً والوفاء للمقاومة 12 نائباً، اللقاء التشاوري 4 نواب، الأرمن 3 نواب، والنائب طلال أرسلان، أي بمجموع 75 صوتاً لصالح ميقاتي ، هذا العدد مرجح للارتفاع مع انضمام النواب المستقلين منهم أي جهاد الصمد ونهاد المشنوق وجان طالوزيان وادي ديمرجيان وميشال الضاهر، أما كتلة الجمهورية القوية 14 نائباً فلن تُسمّي أحداً.

شارك المقال