غارات ومعارك عنيفة في غزة و”حماس” لن تفرج عن رهائن من دون تفاوض

لبنان الكبير

يشهد قطاع غزة اليوم الاثنين غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة بعد تأكيد حركة “حماس” أن الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، لن يتم سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.

بعد غارات جوية عنيفة ليلاً على خان يونس في جنوب القطاع، استهدفت ضربات جديدة صباح اليوم الاثنين وسط وشرق المدينة التي لجأ إليها آلاف المدنيين بعد الفرار من القتال في الشمال.

وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” عن “عشرات” القتلى في القطاع لا سيّما في خان يونس ومدينة غزة ومخيم جباليا (شمال) ومخيمَي النصيرات والمغازي (وسط)، فيما لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض.

ونُقلت 32 جثة إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال 24 ساعة، بحسب الوزارة.

وعلى صعيد العمليات الميدانية، أعلنت حركة “الجهاد الاسلامي” عن قتال عنيف في مدينة غزة شمال القطاع، مشيرة الى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الاسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض.

وبعدما أفاد الأحد عن “قتال عنيف” في أحياء بمدينتي غزة وخان يونس، أكد الجيش الاسرائيلي اليوم إطلاق صواريخ من غزة. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية عن سقوط شظايا صواريخ في حولون بضواحي تل أبيب، متحدثة عن “أضرار مادية وإصابة مدني بجروح طفيفة”.

وكان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي أكد الأحد “لا أريد أن أقول إننا نستخدم قوتنا الكاملة لكننا نستخدم قوة كبيرة ونحقق نتائج مهمة”. وقال الجيش الاسرائيلي لوكالة “فرانس برس” انّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت الى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشفت هوياتهم اليوم الاثنين.

مفاوضات وتبادل أسرى

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعاً نهاية تشرين الثاني إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيلياً، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجيناً فلسطينياً. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.

وحذرت “حماس” الأحد من أن ما من رهينة ستغادر القطاع “حية” إذا لم تُلبَ مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم “كتائب القسام”، الجناح العسكري لـ “حماس”، في رسالة صوتية: “لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء من دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام”.

“لا مكان آمن”

وفي قطاع غزة يضطر السكان إلى العيش في منطقة تكتظ بصورة متزايدة وحيث النظام الصحي “ينهار” وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى، التي وصلت الى 17997 شخصاً، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال، بحسب أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة.

وفي غزة يحوّل القصف أحياء بكاملها أنقاضاً ويحاول السكان يائسين الهروب من الاشتباكات إلى الجنوب. وطلب الجيش الاسرائيلي من المدنيين فيها التوجه إلى “مناطق آمنة” لتجنب المعارك. الا أن سكان القطاع والعديد من المنظمات الدولية يؤكدون عدم وجود مكان آمن في القطاع، إذ إن القصف الاسرائيلي يطال مختلف مناطقه.

وقالت منسقة العمليات الانسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز التي لم يتم تجديد تأشيرتها في إسرائيل: “إن إعلاناً أحادياً من جانب قوة احتلال بأن الأراضي التي ليست فيها بنية تحتية أو أغذية أو مياه أو رعاية صحية (…) هي +مناطق آمنة+ لا يعني أنها كذلك”.

ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحياناً بواسطة عربات أو سيراً. وقال أبو محمد لوكالة “فرانس برس” وهو في طريقه إلى رفح: “ننتقل من منطقة إلى أخرى ولا يوجد مكان آمن”.

وتحولت هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” أن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول “يواجهون ظروفاً كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها”.

أضاف: “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصاً عندما تسبب الأمطار فيضانات.

ووصف رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس النظام الصحي في غزة بأنه “منهك”. واعتمدت المنظمة قراراً يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية للقطاع المحاصر. ولا تزال إمدادات الغذاء والدواء والوقود التي تصل إلى القطاع غير كافية إلى حد كبير وفق الأمم المتحدة ولا يمكن نقلها خارج رفح.

ضربات في سوريا

بعد فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة في التصويت على “وقف إطلاق نار إنساني” بسبب عرقلة واشنطن مشروع قرار في هذا الاتجاه عبر استخدامها حق النقض “الفيتو”، من المقرر أن تجتمع الجمعية العامة بعد ظهر غد الثلاثاء لمناقشة الوضع في غزة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لشبكة “سي ان ان”: “إن وقفاً لاطلاق النار في هذا الوقت لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المشكلة لأن حماس لا تزال موجودة وتخطط لعمليات 7 أكتوبر (تشرين الأول) أخرى”.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من 260 فلسطينياً بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين منذ السابع من تشرين الأول، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.

ومع تواصل الحرب في غزة، تستمر المخاوف والتحذيرات من اتساع نطاق النزاع ليشمل جبهات إقليمية أخرى.

وشنت إسرائيل ليل الأحد الاثنين ضربات استهدفت مواقع في محيط دمشق، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن القصف الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين “استهدف مواقع لحزب الله اللبناني” في منطقتي السيدة زينب ومطار دمشق الدولي في محيط العاصمة.

وأدى القصف إلى “مقتل مقاتلَين لبنانيَين من حزب الله وسوريين اثنين” من العاملين في حراسة المقرات العسكرية التابعة للحزب، بحسب ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

ولم يعلق الجيش الاسرائيلي على الضربات التي استهدفت محيط دمشق، إلا أنه أفاد ليل الأحد بحصول قصف من لبنان نحو شمال إسرائيل. وقال في بيان إنه “ردّ باستهداف مصدر إطلاق النار”، مضيفاً: “قصفنا خلية إرهابية تابعة لحزب الله”.

شارك المقال