عودة الى مشكلة “الثنائي المسيحي” مع الاستحقاق الرئاسي

رواند بو ضرغم

لم يغلق رئيس مجلس النواب نبيه بري باب عين التينة يوماً، في وجه أي طرف سياسي مهما اشتدت الخصومة السياسية معه. ولم يقطع حبل تواصل مع الداخل على اعتبار أن لا عداء مع لبنانيين، والخصومة لا تفسد في الودّ قضية، والمصلحة الوطنية تبقى فوق كل اعتبار.

يبقى الرئيس بري ثابتاً على محورية الوحدة الوطنية وعلى التعاون البنّاء لما فيه مصلحة الاستقرار، وهذا ما حصل في جلسة التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، ويطرح الحوار سبيلاً لتفكيك الأزمات، وعلى رأسها أزمة الرئاسة الأولى.

الا أن الطرفين المسيحيين (“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”) رفضا الحوار كل لأسبابه ولوجهة نظره. فالأول أجهض دعوة الرئيس بري الحوارية لاعتبارات شخصية متذرّعاً بصلاحيات رئاسة الجمهورية، على الرغم من مشاركته سابقاً في طاولات حوار في ظل الفراغ الرئاسي، أما جوهر الرفض فيتمحور حول خوف جبران باسيل من التوافق على حليفه اللدود رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أو إيصال منافسه على شعبية التيار، قائد الجيش جوزيف عون. لذلك ينتظر باسيل غرق مركب المرشحين الرئاسيين الأقوى ليُبحر في زورق الترشيح ويُلزم حليفه الشيعي بدعم نهَمِهِ الرئاسي.

أما “القوات اللبنانية” فترفض الحوار لعدم جدواه، كما يقول رئيسها سمير جعجع، ولكنه يقرّ بأن طريق الوصول الى انتخاب الرئيس يمرّ في التوافق. لذلك اقترح على رئيس المجلس الاتصالات الجانبية واللقاءات الثنائية من أجل حلحلة الأزمة الرئاسية.

مصادر قيادية في “القوات اللبنانية” تقول لموقع “لبنان الكبير” إن الاتصالات مع عين التينة لم تنقطع، ولكن ليس هناك أي اتفاق يُحضّر كما يتهيّأ للبعض. وتستبعد هذه المصادر بصورة جدّية أن يقوم جعجع بزيارة عين التينة لكي لا تُؤخذ بعكس الاتجاه الذي تسير به “القوات”، فأي زيارة قد تُعطي انطباعاً خاطئاً بأن اتفاقاً رئاسياً مع بري يلوح في الأفق، وهذا مستبعد لأن “القوات” ثابتة على مبدئها، والرئيس بري “ما بيطلع من حزب الله”.

“مبادرة جعجع” لا شيء جديد فيها، كما تقول مصادر “القوات” لموقع “لبنان الكبير” بحيث إن موقفها من اليوم الأول داعٍ للانتخابات الرئاسية، لا لحوار من أجل انتاج رئيس، ولكن ما يطرحه جعجع هو أن الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية يتطلب تواصلاً بين الكتل السياسية، وتحديداً أثناء جلسات الانتخاب، من أجل الوصول الى الأكثرية المطلوبة لانتخاب الرئيس.

لذلك، حتى “القوات” لا تعوّل كثيرا على مبادرتها، ولكنها مستمرة في تواصلها مع عين التينة، ويعمل على خط التقارب كل من النائب جورج عدوان والنائب ملحم الرياشي، كلّ وفق الملف المكلف به… فهل ينجح الرياشي في إحداث خرق رئاسي، تماماً كما فعل عام 2016؟ “بلا قياس وتشبيه” بين ميشال عون وسليمان فرنجية!

شارك المقال