بري يرفع الحصانة… القوات تناصر التيار بحماية عون

محمد شمس الدين

جال وفدٌ من كتلة “المستقبل” أمس على المرجعيات السياسية لمناقشة اقتراح الرئيس سعد الحريري، الذي يقضي برفع الحصانة عن كل المسؤولين في الدولة، من الرؤساء الثلاثة إلى النواب والوزراء وكل الموظفين والقضاة، من أجل تحقيق العدالة بجريمة انفجار المرفأ.

بدأ الوفد زيارته عند رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الذي أيد الاقتراح قائلاً: ” إنَّ المجلس النيابي وضمناً كتلة التنمية والتحرير على أتم الاستعداد لرفع الحصانات عن الجميع من دون استثناء، بما في ذلك عن القضاء الذي وضع يده على قضية النيترات منذ لحظة رسو الباخرة المشؤومة إلى لحظة حدوث الانفجار، نعم مع تعليق كل الحصانات تماشياً مع الاقتراح الذي تقدمت به كتلة المستقبل.

أما الزيارة الثانية فقد كانت إلى كليمنصو للقاء كتلة “اللقاء الديمقراطي” ورئيسها تيمور جنبلاط، وقد أبدى اللقاء تأييده لرفع الحصانات عن جميع المعنيين وفقاً لعضو الكتلة النائب هادي أبو الحسن، الذي قال: “نحن نصر على رفع الحصانات من رأس الهرم حتى آخر موظف في الدولة اللبنانية”.

وبينما أيد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الاقتراح، معلناً أنه سيوقع عليه دون تردد، كانت زيارة وفد “المستقبل” لميرنا الشالوحي غير موفقة، حيث أعلن أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابرهيم كنعان رفض كتلته للاقتراح، متذرعاً بأنه يحتاج وقتاً لإقراره.

أما المفاجأة فكانت من حزب “القوات اللبنانية” حيث أطلق رئيسه سمير جعجع النار على الاقتراح عبر تغريدة له على حسابه على تويتر، والتذرع أيضاً بأن الاقتراح يحتاج إلى وقت لإقراره.

إقرأ أيضاً: نواب مستعدون للمشاركة مع المستقبل برفع الحصانات

إقتراح الرئيس الحريري يرفع الحصانة عنه وعن رئاسة مجلس الوزراء بشكلٍ عام، وهو أيده فيه الرئيس نبيه بري الذي يبدو مؤيداً لرفع الحصانة عن نواب المجلس ورئاسته، وهي خطوة تحسب للرئيسين، أما التيار الوطني الحر فلم يفاجئ أحداً برفض الاقتراح، فهو واضحٌ منذ بداية عهد جهنم، أنَّ الهيبة المزعومة لكرسي الرئاسة أهم من الشعب والبلد، مع أنَّ رئيس الجمهورية كان يعلم قبل ٢٠ يوماً بوجود النيترات ولم يحرك ساكناً. 

ولكن المفاجأة كانت من حزب الشعبوية، الذي يزايد على “المستقبل” و”أمل” وكل الأطراف السياسية، في البلد، حيث أنَّ “القوات اللبنانية” حاولت ركوب موجة الثورة منذ البداية، واليوم تتاجر بدماء شهداء مرفأ بيروت، ولكن يبدو أنَّ للقوات خطوطاً حمراً أيضاً لا تستطيع أن تكون شعبويةً فيها… وكأن تغريدة رئيسها تقول: هيبة كرسي رئاسة الجمهورية أهم من دماء شهداء المرفأ.

شارك المقال