الحوثي وداعش والقاعدة مثلث خدمة إيران في اليمن

سعد الباز
سعد الباز

تخوض الحكومة الشرعية اليمنية معارك على أكثر من جبهة ومسار لترسيخ مفهوم الدولة، فإلى جانب المعارك المحتدمة منذ سنوات مع ميليشيات الحوثي التي تسيطر بدعم إيراني على صنعاء، تتكشف يوماً بعد يوم طييعة العلاقة الوثيقة ومستوى التنسيق بين تلك الميليشيات وتنظيمي القاعدة وداعش.

فالتخادم بين الحوثيين والقاعدة وداعش أخذ مدىً واسعاً في ظل انصهار مخططاتهم في بوتقة واحدة رغم الاختلافات العقائدية والمذهببة من أجل بقاء اليمن ضعيفاً ومنقسماً والتأثير على الموقف العسكري للجيش والأجهزة الأمنية وأداء دورها في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره، والحد من أنشطتها المزعزعة للأمن والسلم الإقليمي والدولي‏.

ويقول عايش عناد المحلل السياسي اليمني أن ‏”الحوثي بحد ذاته إرهابي قاتل بل يقوم بأبشع مما تعمله القاعدة، “مشيراً إلى وجود “تنسيق وتعاون مشترك بين الحوثيين والقاعدة”.

‏ويؤكد عناد في حديث لـــ “لبنان الكبير” أن “إرهاب الحوثي فاق تنظيم القاعدة بالإجرام، والقاعدة أساساً لم تكن موجودة، فهي مجرد تنظيم يخضع لسياسة وطلبات طرف سياسي ما أو   مخابرات دول، ‏بينما الحوثي ما يزال يوهم المجتمع الدولي وأميركا بأنه يحارب القاعدة، بينما الحوثي هو الوجه الآخر لتنظيم القاعده ضمن الإرهاب العالمي والممنهج على غرار الحركات المتطرفة في العراق وسوريا ولبنان وغيره”.

ويلفت إلى أن “الدور الإيراني أسهم في دعم تنظيم القاعدة وفقاً للتقارير الدولية، فهل سمعنا يوماً أن تنظيم القاعدة هاجم في إيران التي هي كما الحوثيين وجهان لعملة واحده، فتتعدد الأسماء أما الهدف والغرض فهو واحد يتمثل بقتل المواطن المسلم العربي بالذات”.

وسبق أن سلمت الحكومة اليمنية أواخر مارس الماضي مجلس الأمن الدولي تقريراً رسمياً يكشف بالوثائق عن العلاقة ومستوى التنسيق بين ميليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش.

وأفادت الحكومة في بيانها أن “الحوثيين قاموا بإطلاق نحو 252 سجينًا من عناصر القاعدة والذين كانوا يتواجدون في سجون الأمن السياسي والقومي بصنعاء من بينهم “جمال محمد البدوي”، أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأميركية (يو إس إس كول) والذي أفرجت عنه الميليشيات الحوثية في العام 2018”.

ولفتت إلى “تلاعب ميليشيا الحوثي بالمعلومات التي كانت متوفرة في جهازي الأمن القومي والسياسي بصنعاء بعد سيطرتها على العاصمة، واستغلت تلك المعلومات لبناء علاقة وثيقة مع تنظيمي القاعدة وداعش وتنسيق العمليات القتالية بينهما في مواجهة قوات الشرعية. وباتت مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي ملجأ لإيواء العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة الفارين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمينة، فضلاً عن أن العلاقة بين الحوثيين والقاعدة مثلت ترجمة للرعاية الإيرانية لكلا التنظيمين منذ سنوات طويلة عندما احتوت إيران أيمن الظواهري الذي يتزعم تنظيم القاعدة حالياً وسابقاً زعيم جماعة الهجرة والجهاد.

وقال الباحث اليمني عادل الأحمدي في تصريح صحافي إنه “أثناء وجود القاعدة في أفغانستان بحكم التجاور بينهم وإيران وأثناء حرب المجتمع الدولي ضد الإرهاب القاعدي في أفغانستان، فر العديد من قادة القاعدة إلى إيران التي استقبلتهم في فنادقها واحتوتهم ومنهم بعض أبناء أسامة بن لادن الزعيم السابق للتنظيم الإرهابي الدولي”.

ووفقاً للباحث الأحمدي، فإن “القاعدة وإيران تجاوزتا الجانب المذهبي وركزتا على ما يسميانه بمحاربة “الشيطان الأكبر” (أي أميركا) وكذلك الأنظمة العربية التي يعتبرانها عميلة للشيطان الأكبر، وبالتالي فإن مستنداتهما وأدبياتهما الجهادية خارجة من مشكلة واحدة”، مبيناً أن” الحوثيين وتنظيم القاعدة كانا وما زالا يمضيان في خطين متوازيين ومتزامنين لاستهداف بنية الدولة اليمنية، بما يمكنهم من إسقاطها لتقع فريسة بيد النظام الإيراني. فبينما كان تنظيم القاعدة يستهدف الجيش بعمليات إرهابية ويفرض مناطق مغلقة له في أبين ومحافظات أخرى قبل العام 2010، كان الحوثيون يشنون حروباً متوالية ضد الجيش اليمني في شمال اليمن، تحت شعارات دينية وجهادية.”

إقرأ أيضاً: استراتيجية بايدن إزاء إيران: تقاعس خطير أم فرصة ذهبية؟

ويمثل التخادم والتعاون بين الحوثيين والقاعدة امتداداً لعلاقة النظام الإيراني بالقاعدة وداعش في إطار مشروعها للسيطرة على المنطقة، بعد نجاحها في التمدد في العراق وسوريا ولبنان.

ويحتضن جهاز الاستخبارات الحوثي عناصر متطرفة من تنظيمي داعش والقاعدة من جنسيات غير يمنية تقاتل ضد قوات الشرعية وتؤمن تواجدهم وتحركاتهم ومشاركتهم في إدارة العمليات القتالية.

وسبق أن حذرت الحكومة اليمنية مؤخراً من فبركات مصورة تعدها ميليشيات الحوثي على لسان عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش لتضليل الرأي المحلي والمجتمع الدولي والتغطية على العلاقات الوثيقة بين إيران من جهة وتنظيم القاعدة وداعش والحوثيين من جهة أخرى.

شارك المقال