حرب غزة: بين حل “الدولة الواحدة” والدولتين؟

حسناء بو حرفوش

في ظل الضغط الديبلوماسي العالمي من أجل وقف النار في غزة والدفع باتجاه الحل، كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه الأسبوع الماضي إقامة دولة فلسطينية بينما عادت فكرة حل الدولتين لتطفو على السطح. فعلامَ ينص هذا الحل وهل هو قابل للتطبيق؟ المحلل أوليفر هولمز يجيب عن هذه التساؤلات في قراءة بموقع صحيفة “ذا غارديان”.

ووفقاً للمقال، “يمكن تعريف حل الدولتين بصورة مبسطة بفكرة إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ما قد ينهي الأزمة، بوجود دولتين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. وأصبح حل الدولتين الأكثر قبولاً سياسياً على نطاق واسع على المستوى الدولي، حتى في الوقت الذي يراه الفلسطينيون والاسرائيليون بصفته مستحيلاً على نحو متزايد”. 

ماذا وراء التعقيد؟

“الاحتلال الاسرائيلي، كما يكتب هولمز، هو القضية الأساسية التي تمنع الفلسطينيين من تشكيل دولتهم الخاصة. وسيطرت إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في العام 1967، ويعيش الفلسطينيون تحت الحكم العسكري منذ ذلك الحين. وفشلت جهود الوساطة الدولية منذ التسعينيات فصاعداً في تغيير الوضع الراهن.

وفي كل الأحوال، حتى ولو انتهى الاحتلال، ليس هناك سوى القليل من الأراضي التي يمكن للفلسطينيين بناء دولتهم عليها. وحتى لو مورست الضغوط على إسرائيل لحملها على إنهاء حكمها العسكري، يبقى الفلسطينيون أنفسهم منقسمين بشدة، بحيث تؤيد جماعات مثل منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دولياً حل الدولتين، في حين تعلن حركة حماس سعيها إلى تدمير إسرائيل”.

ماذا عن رفض نتنياهو؟

ليس كلام نتنياهو مؤخراً عن رفض حل الدولتين بجديد، فهو لم يتقبل قط فكرة الدولة الفلسطينية. وفي العام 2009، قال نتنياهو: إن الدولة الفلسطينية يمكن أن توجد نظرياً إلى جانب إسرائيل، لكن الشروط التي وضعت صارمة للغاية لدرجة أنها لن تعتبر دولة ذات سيادة، ليس لها جيش أو سيطرة على مجالها الجوي. وفي عام 2017، قال: إن الفلسطينيين قد يمتلكون دولة مع الحفاظ على السيطرة الأمنية على كل الأراضي، وهو ما يعتبره الفلسطينيون مجرد سيطرة.

وعاد حل الدولتين ليطرح جزئياً بسبب الحرب المدمرة في غزة، والتي وفرت زخماً متجدداً للحكومات والديبلوماسيين الذين يسعون إلى معالجة الأزمة الاسرائيلية الفلسطينية. ووضعت المواقف الدولية حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في موقف صعب. فقد عملت واشنطن ولندن لفترة طويلة على حماية إسرائيل من الضغوط الدولية من خلال تكرار أن حل الدولتين عن طريق التفاوض – بغض النظر عن مدى استحالته – هو خطة قابلة للتنفيذ لإنهاء الأزمة.

وكشفت تعليقات نتنياهو فشل تلك السياسة، ويفكر الديبلوماسيون الآن في كيفية إجبار إسرائيل، ربما من خلال العقوبات، على إنهاء الاحتلال.

حل الدولة الواحدة“؟

ويختم المحلل: “يدعو العديد من الفلسطينيين وبعض الاسرائيليين حالياً إلى حل الدولة الواحدة أي الدولة العلمانية ثنائية القومية. وترى الحكومة الاسرائيلية أن هذا غير مقبول لأنه سيمثل في الواقع نهاية الدولة اليهودية، بحيث لن تكون لديهم أغلبية ديموغرافية. ويقول الفلسطينيون ومؤيدوهم، وحتى بعض الصهاينة الذين يريدون من إسرائيل تغيير سياساتها، إن الوضع الحالي يعكس في الحقيقة واقع الدولة الواحدة، ولكنه واقع تتمتع فيه إسرائيل بالسيطرة المطلقة من خلال فرض نظام الفصل العنصري، وعدم المساواة في الحقوق على أساس العرق”.

وكان البيت الأبيض قد أقر هذا الأسبوع، بأن الحكومتين الأميركية والاسرائيلية تعالجان الأمور من منظور مختلف بصورة واضحة. ففي حين أن الولايات المتحدة ترى في “حل الدولتين إمكاناً لتعزيز الاستقرار في المنطقة على المدى الطويل”، كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي رفضه فكرة إنشاء دولة فلسطينية في تصريحات تلت مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

شارك المقال