ما تسمعونا صوتكم في 4 آب!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

ما تسمعونا صوتكم أيها الحكام في الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ.

لا تضيعوا وقتكم في تحضير الخطابات والتغريدات لأننا لا نريد أن نسمعكم. ما تسمعونا صوتكم في هذا النهار، لأننا لسنا مصابين بمتلازمة ستوكهولم ولا نحب الجلّاد. الزموا الصمت ولا شيء الّا الصمت في هذه النهار، لأنكم جميعكم متواطئون في هذه الجريمة. لا تذرفوا دموع التماسيح في هذا النهار وأنتم من جئتم بالدب إلى كرمنا.

أكثر من مصدر طوال هذه السنين حذّر رئيس الجمهورية من خطورة وجود هذه المواد في المرفأ ولكنه كان غائباً عن السّمع.

2750 طناً من النيترات، انفجر منها 500 طن فقط ولا أحد تساءل عن الكمية “الضائعة”. الفرضية تقول إن من أتى بالنيترات الى بيروت، استخدم تلك الكمية الضائعة على مدار السنين، فشكل لنفسه وكراً آخر، في المرفأ وغرفة عمليات بالتشبيك مع الدول الشقيقة.

أما عند المحاسبة، فلا أحد يريد أن يحاسب من أتى بالنيترات.

انفجار مرفأ بيروت

سنة مرت على هذا الزلزال الذي قدروه وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية يقوة 3.3 درجا على مقياس ريختر، سنةٌ بالأحرى لم تمر. لم تمر على عوائل الشهداء. لم تمر على أبطال فوج الإطفاء. لم تمر على الجرحى. لم تمر على أصحاب المصالح. لم تمر على بيروت، لم تمر على لبنان. مرّت فقط على المسؤولين الّذين حتى يومنا هذا لم يعطوا للشعب اللّبناني تفسيراً واحداً لما حصل.

نحن الشعب الّذي انتشل بيروت من تحت الركام وليس أنتم. نحن لم نترك بيروت من بعد الكارثة لنحاول لملمة جراحها وليس أنتم. نحن الّذين ساعدنا المتضرّرين وليس أنتم.

إقرأ أيضاً: نعم إنه العهد الاسود

نحن لم نتكلم بطائفية، وأنّ انفجار المرفأ استهدف طائفة معينة. فبنظرة سريعة على أسماء الشهداء نراها تجمع لبنان كله.

في 4 آب، لا تجاهروا بمواقفكم وعزائكم للشعب اللّبناني، بل ادفنوا أنفسكم تحت سابع أرض كي لا نراكم. ما تسمعونا صوتكم في 4 آب 2021 وأنتم الّذين افتعلتموها.

شارك المقال