أساسيات الهبة الأوروبية حُددت والتفاصيل لاحقاً… وبري يدعم ميقاتي

آية المصري
آية المصري

لا تزال مسألة الهبة الأوروبية موضع أخذ ورد بين الفرقاء اللبنانيين، وسط اتهامات بأن هذه “الرشوة” قدمت الى لبنان بهدف واحد هو إسكات الحكومة في موضوع الوجود السوري، في وقت نفذ “التيار الوطني الحر” وقفات احتجاجية بالأمس، مطالباً بعودة النازح السوري الى بلاده في أسرع وقت.

وهذا الملف ليس جديداً، خصوصاً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعرب مرات عدة عن رفضه لهذا الوجود وتحديداً غير الشرعي في لبنان، مطالباً الدول الأوروبية بأن تدفع للنازح المبالغ المالية والهبات على أرض بلاده وليس في لبنان لأنه ليس بلد لجوء بل بلد عبور.

تفاصيل هذه الهبة ستجري مناقشتها في الجلسة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الأربعاء المقبل، كما تمنى عليه الرئيس ميقاتي، ولكن لا بد من معرفة بعض التفاصيل عنها، كيف ستقسم؟ وعلى أي قطاعات ستوزع وما هي المدة الزمنية لها؟ ومتى جرى تقديم آخر هبة للبنان؟

بالعودة الى السنوات الماضية، كان الاتحاد الأوروبي يقدم للبنان مساعدات في صيغة اجتماعية، بدأت منذ العام 2012 بمعدل حوالي 180 مليون دولار سنوياً وبقيت تعطى حتى العام 2019، وفي العام نفسه نتيجة تدخل الـ “اي ام اف” توقفت هذه المساعدات، على اعتبار أنه يستوجب على اللبنانيين اجراء اصلاحات حتى يتم منحها لهم.

ووفق المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” فان مبلغ المليار يورو غير مرتبط بالبنى التحتية للاجئين، بل هو عبارة عن مساعدات تكون بحدود 400 مليون يورو في 2024-2025، والمبلغ المتبقي في العامين 2026 و2027 يجري تجزئته الى قسمين: الأول عبارة عن مساعدات في الشؤون الاجتماعية ومساعدة للعائلات اللبنانية المصنفة الأكثر فقراً في البلاد، والجزء الآخر لدعم الموضوع الصحي وجزء منه سيخصص للعسكر والجيش اللبناني بالاضافة الى الشؤون الاجتماعية وبطاقات اللبنانيين الذين يتلقون مساعدات على أساسها، كما أن هذه الهبة غير مرتبطة بموضوع النزوح.

وفي السياق، أكدت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أنه شدد على وجوب عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، وفي مؤتمر بروكسل سيستعرض بصورة كاملة الواقع الذي يعيشه اللبنانيون نتيجة النزوح السوري وتشجيع الاتحاد الأوروبي على عودة السوريين من خلال منحهم مساعدات في بلادهم وليس في لبنان.

وحول كلام بعض النواب عن أن حيثيات هذه الهبة لم تنضج بعد، أشارت المصادر في حديث عبر “لبنان الكبير” الى أن “هناك جلسة في مجلس النواب الأسبوع المقبل لمناقشة موضوع النزوح، وسيتم التطرق الى موضوع الهبة الأوروبية التي اعتبرها البعض رشوة لاسكات لبنان نتيجة بعض خلفياته السياسية مع العلم أن هذا الأمر مجافٍ للحقيقة”، لافتةً الى أن “الاطار العريض للهبة جرى الاتفاق عليه، والتفاصيل كيف ستوزع على الأجهزة العسكرية وكيف ستمنح لوزارة الشؤون الاجتماعية وتوزع على المواطن اللبناني وكل هذه التفاصيل الثانوية ستجري في المرحلة المقبلة، انما الأساسيات أن المبلغ حدد والمدة الزمنية للهبة وآلية الدفع وستكون هناك تفاصيل اضافية لادارتها إن كان من الناحية الاجتماعية أو الصحية أو العسكرية”.

وأوضحت المصادر أن “الرئيس ميقاتي عندما يأتي بمنحة بقيمة مليار يورو للبنان مساعدة في وقت نحن نحتاج اليها، لن يتوقف عند التفاصيل الأخرى والجلسة المقبلة التي دعا اليها الرئيس بري هي بمثابة دعم للرئيس ميقاتي وليس العكس كما يرغب البعض في تصويره، ولنا الشرف في الاستحصال على هذه الهبة في وقت كان الاتحاد الأوروبي متوقفاً عن تقديم أي مساعدة للبنان، وبالتالي ان الرئيس بري لم يترك ميقاتي في منتصف الطريق وما يجري عبارة عن مزايدات واصطياد في الماء العكر من البعض”.

شارك المقال