في الوقت الذي أعلنت فيه دول عديدة عزمها التصويت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يطرح التساؤل حول موقف الرئيس الأميركي جو بايدن. فهل سيعترف بفلسطين؟
وفقاً لمقال في موقع “نيوز ويك” الأميركي، “كان الرئيس جو بايدن يدعو إلى حل الدولتين بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لكنه لم يصل إلى حد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويبقى أن نرى ما إذا كان سينضم إلى العدد المتزايد من الدول التي حسمت أمرها. والتزمت النروج وايرلندا وإسبانيا، الأربعاء، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يوم الثلاثاء المقبل. ويعد هذا عرضاً مهماً لدعم الفلسطينيين خصوصاً في فترة الحرب في غزة. وفي الوقت الحالي، تعترف 142 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، وليست الولايات المتحدة مدرجة في هذه القائمة”.
المحللة راشيل دوبكين ذكّرت بأن “الولايات المتحدة بقيت موالية لحليفتها خلال الحرب، لكن إدارة بايدن واصلت الدعوة إلى حل الدولتين على أمل أن يؤدي ذلك إلى إحلال السلام في المنطقة”. وسألت “نيوز ويك” متحدث باسم مجلس الأمن القومي عن موقف بايدن من الاعتراف بالدولة الفلسطينية فأجاب: “إن الرئيس مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية. ولذلك قد يعترف بالدولة الفلسطينية في هذه المرحلة. والأفضل أن يتحقق هذا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب”.
وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض في أكتوبر/تشرين الأول، قال بايدن: “على الرغم من صعوبة الأمر، لا يمكننا أن نتخلى عن السلام. لا يمكننا أن نتخلى عن حل الدولتين”. كما قال الأحد، خلال خطاب ألقاه في كلية مورهاوس في أتلانتا، جورجيا، إنه يواصل عمله بشأن حل الدولتين بالاضافة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لإخراج الرهائن المتبقين في غزة ودخول المزيد من المساعدات الانسانية”.
“بالنسبة الى المجتمع الدولي، لطالما كان حل الدولتين هدفاً للسلام الدائم في الشرق الأوسط قبل عقود من الحرب بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، ليس من الواضح متى، وما إذا كان هذا الهدف سيتحقق على الاطلاق. وعلى الرغم من أن الصراع وصل إلى أوجه في أكتوبر، الا أن التوترات تعود لسنوات. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أكد التزام إدارة بايدن بحل الدولتين أثناء ظهوره على قناة ABC هذا الأسبوع. وقال: أنظروا، في نهاية المطاف، إنها الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، وبالطبع، الطريقة الوحيدة لمنح الفلسطينيين الدولة التي يحق لهم الحصول عليها (…) لذلك، علينا أن نبدأ بتهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح للجانبين بالانخراط بطريقة هادفة وإيجابية تجاه حل الدولتين.”
هل حل الدولتين ممكن؟
بالنسبة الى باربرا سلافين، الباحثة في مركز ستيمسون في واشنطن العاصمة، وهو مركز أبحاث أمني دولي: “من الصعب جداً أن نرى كيف يمكن لذلك أن يتحقق. ولم تعترف إسرائيل قط بالدولة الفلسطينية – ولا حتى بموجب اتفاقيات أوسلو – وعلى مدى العقود الماضية، التهمت الضفة الغربية بصورة متزايدة بالمستوطنات. والآن، تقوم إسرائيل من جديد باحتلال غزة، التي أصبحت في حالة دمار بعد 8 أشهر من القصف العنيف. وواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مقاومته لحل الدولتين، على الرغم من الضغوط التي مارسها بايدن لوضع خطة للسلام الدائم في المنطقة. ويستخدم نتنياهو حرب غزة ذريعة ضد إقامة الدولة الفلسطينية. وكان قد صرّح في يناير/كانون الثاني الماضي بأن إصراره هو الذي حال على مر السنين، دون إقامة دولة فلسطينية كانت ستشكل خطراً وجودياً على إسرائيل”.