بعد تفجير عكار… أيقظوا فخامته ليرحل! 

راما الجراح

“المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمت بهم”، جملة قالها الرئيس ميشال عون مُعرباً عن ألمه الشديد على ضحايا خزان المحروقات في عكار، حاوِلوا أن تقرأوها بنبرة صوته، تمعنوا بها قليلاً، وستتيقنون من صدق هذه الكلمات، صحيح يا فخامة الرئيس فأنتم لستم من “الجميع” الذين يقفون مع أهل عكار، أنتم مسؤولون عما حصل و”الجميع” يلعنكم! انتبه، يجب أن لا يفوتك أنك رئيس حاكم بأمر باسيل منذ خمس سنوات، عطلتم البلاد وأفقرتم العباد، بتقاعسكم انفجر المرفأ، وبإهمالكم احترقت أجساد شباب عكار، غرباءٌ أصبحنا في وطننا لتصبح أنت الرئيس، نلت ما تريد، ليهز أحدهم سريرك، حان وقت الرحيل!

مع كل مُصيبة جديدة ندخل فصلاً جديداً أكثر صعوبة من الذي قبله، ومع كل مُصاب أليم تُصب تصريحات السياسيين علينا كمن يصب الزيت على النار. فرئيس الظل الذي بات معلوماً مدى تفكيره العنصري بأبسط الأشياء وأعظمها يُهدي قلبه لأهل عكار تضامناً معهم من خلال تغريدة له عبر تويتر، يبدو أنه لا يعلم أن هذه المنطقة لا تحتمل حقد قلبه ولو لليلة واحدة تضامناً، وغير مستعدة للتفاوض على دم شهدائها، وأنها تعلم أنكم أنتم افتعلتم هذا كما افتعلتم تفجير بيروت، وأنّ أول ردود فعلهم كانت حرق منزل جورج رشيد صاحب الأرض التي تحتوي على خزان المحروقات والذي أُشيع عن انتمائه للتيار الوطني الحر من عدة مصادر إعلامية، فلا داعٍ لأن تطالب بإعلان عكار منطقة عسكرية لحماية أهلها يا سيد باسيل، يكفي “تضب” جماعتك وسننعم بالأمان والسلام!

وعدنا عون بجهنم وحسناً فعل، قلَّ ما نجد مسؤولاً بموقع الرئاسة الأولى صريحاً مع شعبه لهذه الدرجة، فعلياً هَوَينا إلى جهنم، ولظيت النار وتحطمت عظامنا تحت ركام الأبنية عند انفجار مرفأ بيروت، وحلّت علينا لعنة الجحيم ومن السعير ارتوينا بعد تفجير عكار، وسُقينا من المُر ما يذيب القلب والروح، وأصبح وطننا بفضل فسادكم أشبه بالسجن لنا، شكراً على وفائك سيدي الرئيس، ولأننا نخوض غمار المرحلة بكل صعوبتها اسمح لنا أن نطلب منك شيئاً بالطريقة التي نشاء ونُحب، هدِّئ من روعك فلا داعِ للخوف، لن يكون بتعليق المشانق هذه المره، يكفي أن ترحل، استجابةً لرغبة شعبك ارحل!

سئمنا إصراركم على وصف عهدكم بـ”القوي” وسئمنا صمودكم بصفتكم الرئيس “القوي”، فنحن لم نعد نقوى على الصمود وأنتم في الواقع أقل بكثير من ذلك في بلد لم تُؤمنوا له أدنى مقومات العيش، من المحروقات، والكهرباء، إلى المياه والأدوية والحفاضات وحليب الأطفال، حتى الأمن والاستقرار مفقودان بشكل تام، كفوا عن الهرطقات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فإما أن ترحل برضاك أو يجب رفع الغطاء المسيحي عنك من بكركي وجرّ، وإلا تُعتبر الأخيرة شريكة بتصنيع جرائم صنع ميشال عون!

شارك المقال