الخطابات الرنانة حالياً حول نهاية المعارك في رفح والهدنة الانسانية لا تعدو كونها أكثر من إعلانات كثيرة لا تترك إلا القليل من التأثير على الأرض، بحسب تحليل لتشارلي سيلينين في موقع “لو كورييه” (lecourrierdelatlas) الالكتروني. ووفقاً للمقال، “على الرغم من أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في 23 حزيران/ يونيو انتهاء القتال في رفح، أشارت الأمم المتحدة من جانبها إلى أن الهدنة الانسانية المعلنة لم تترك أي تأثير كبير. والواقع، أن الأمل يبقى نسبياً لدى السكان المتحصنين في جنوب قطاع غزة، خصوصاً وأن الخطاب يؤكد أن هذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء.
وتتعرض مدينة رفح، التي يسكنها مئات الآلاف من الفلسطينيين، منذ 7 مايو/أيار، لاستهداف الجيش الاسرائيلي وترزح يومياً تحت ثقل القصف. وبالتالي، لا يمكن القفز إلى الاستنتاجات بصورة فورية، لا بل يجب التعامل مع الاعلان الاسرائيلي بقدر من الحذر، نظراً الى أن الاعلانات السابقة لم تترجم بالضرورة إلى أفعال.
وفي 15 يونيو/ حزيران، أعلن الجيش الاسرائيلي عن هدنة إنسانية يومية للقتال، في ما يخص الطريق من معبر كرم أبو سالم الواقع شرق رفح، وهو المعبر الوحيد للمساعدات الانسانية في جنوب القطاع من غزة. وفي هذا السياق، أعرب الدكتور ريتشارد بيبركورن عن أسفه خلال مؤتمر صحافي للأمم المتحدة قائلاً: عموماً، يمكننا، في الأمم المتحدة، أن نقول إننا لم نشهد أي مفاعيل خاصة بوصول المساعدات الانسانية (…) ولم نرَ على الأرض أي شيء يمكن أن يحدث فرقاً. وتأسف المنظمة لإغلاق معبر رفح، حيث تدخل الامدادات الآن عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يمتلك منصة لوجيستية أصغر بكثير.
وقف إطلاق النار
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا: إن غزة هي منطقة حرب نشطة مع بيئة عمل معقدة لوكالات الاغاثة، بما في ذلك الأونروا (…) فالمساعدات واسعة النطاق لا تصل إلى المحتاجين من اللاجئين الفلسطينيين. وانتقد الأخير عمليات الرفض والتأخير المنتظمة لقوافل المساعدات التي تنسقها القوات الاسرائيلية. وبالنسبة الى المفوض العام، يظل وقف إطلاق النار الذي بدأته جميع الأطراف شرطاً أساسياً لضمان التدفق غير المنقطع والمنتظم والمنسق والكبير للمساعدات الانسانية”.
واستمرت الهجمات العنيفة على غزة بعد وعود نتنياهو الذي أكد في الجلسة العامة للكنيست أنه لن ينهي الحرب حتى إعادة جميع الرهائن، وحتى القضاء على حماس، وإعادة سكان الجنوب والشمال وإحباط نوايا إيران.
ومن شأن تصريحات نتنياهو أن تزيد من التوتر في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، حليفتها الكبرى، والتي أطلقت حملة ديبلوماسية كبيرة لتقديم أحدث مقترح لوقف إطلاق النار. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أشار خلال زيارة للمنطقة الشهر الجاري، الى أن بعض مطالب حماس قابلة للتنفيذ بينما العكس ينطبق على البعض الآخر”.