وفد اهالي “شهداء الإطفاء”: قالوا لنا في بعبدا من أنتم لتسألوا الرئيس

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

حاول أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، الذين ذهبوا ضحية انفجار المرفأ في 4 آب، أن يتصرفوا كمواطنين يريدون تحقيق العدالة على الأرض، فسعوا إلى لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، فحددت لهم دوائر بعبدا موعداً كان مقرراً الثلاثاء الماضي ليصار إلى إلغائه، والسبب أن هذه الدوائر طلبت الاطلاع مسبقاً على كلمة كان من المفترض أن يلقيها أحدهم، فلم يعجبها مضمون الكلمة فردّت بأن “رئيس الجمهورية لا يخاطَب بمثل هذه الكلمات”. و”من أنتم حتى تسألوا الرئيس”.

وبعد أن أذيع في الإعلام نص كلمة الأهالي التي كانت ستُلقى أسف “مكتب الإعلام في قصر بعبدا لحملة التشويه التي استهدفت الرئيس عون على خلفية ما قيل عن رفضه استقبال وفد عائلات شهداء فوج الإطفاء”، مؤكدا أن “رئيس الجمهورية يبذل كل الجهود لتسريع ظهور الحقيقة وتحديد المسؤوليات وموعد لقاء أهالي الشهداء قائم وسيتم إبلاغهم به”.

وكان شقيق الشهيد جو نون وليم نون تحدث لــ “لبنان الكبير” موضحاً ما حصل: “نحن طلبنا موعداً مع الرئيس عون منذ أكثر من سبعة أشهر، وقد وضعنا في كلمتنا التي سنوجهها مجموعة من الأسئلة، وبتقديري أن الرئيس لم يطلع عليها مباشرة وإنما دوائر القصر التي طلبت منا نص الكلمة التي ستلقى قبل اللقاء، وهي أسئلة عادية يطرحها أي مواطن لبناني موجود في الشارع، والفرق بيننا وبين هذا المواطن اننا أردنا نقل الأسئلة التي تدور في خلده وأسئلة أهالينا وكل أهالي الضحايا إلى الرئيس حتى يكون على اطلاع ودراية بما يحصل ويُحكى، يمكن دوائر القصر رفضت ترتيب اللقاء لأنها اعتبرت أن الأسئلة فيها اتهام وتحميل مسؤولية للرئيس أو فيها وقاحة، ولكن انفجار 4 آب وما أحدثه يسمح بالمحظور، ولنا حق في أن نسأل رئيس الجمهورية لماذا لم يتصرف؟ ولماذا الآن لا يطلب من الوزراء المتمنعين الذهاب إلى التحقيق؟ ولماذا لا يتواصل مع الفرنسيين لمعرفة فحوى هذا التقرير ولماذا تأخر وصوله؟ ولماذا لا يطالب بقمر صناعي؟ ولماذا لا يدعم فكرة تحقيق محكمة خاصة للتحقيق في الانفجار؟ كل هذه الأسئلة طرحناها في كلمتنا ولكن جاءتنا مكالمة هاتفية من العميد طنوس قال فيها: ليس هكذا يُحكى مع الرئيس، ممنوع توجيه الأسئلة ومن أنتم حتى تحققوا معه. ونحن وزعنا الكلمة على الإعلام وننتظر جواب الرئيس من الإعلام”.

ولفت إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قبل اللقاء معنا، بعد مفاوضات طويلة من قبل عضو من الأهالي، واشترط أن يكون اللقاء بعيداً عن الإعلام، وهذا نحن ضده، ولسنا نحكي أسراراً هنا، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ألغى موعدين كان قد  حددهما لنا من قبل”.

وعن رد الأهالي على هذا الإهمال الرسمي لمطالبهم في تحقيق العدالة، قال نون: “ردنا سيكون في التركيز على مطلب تحقيق محكمة خاصة للتحقيق بجريمة 4 آب، وكل رئيس حزب او تيار لديه نواب في المجلس وسنطالبهم بإقرارها، يمكن أن يوافق البعض عليها ويرفضها آخرون، لكن نحن سنعلن عن أسماء من وافق ومن رفض، لأن المسألة تحتاج إلى تعديل دستوري. سنفضح من يعرقل التحقيق ويمنع الأهالي من تشكيل محكمة خاصة للانفجار مع لجنة تقصي حقائق، وهذا ما كنا نريد أن نثيره مع رئيس الجمهورية الذي لم يستقبلنا”.

وشدد على أن مطلب المحكمة الخاصة سيتحول إلى مطلب عام لأنها “الطريق الأنسب لتحقيق العدالة، وأن تكون المطالبة بها ليس فقط من أهالي الشهداء، بل من قبل جميع من تضرر وجميع مع تضامن ومن يهمه إحقاق العدالة”.

وفي فيديو مصور قال بيتر بو صعب شقيق الشهيد جو ايلي بو صعب رسالة لرئيس الجمهورية أوضح فيها أنه “بعد أن كنا طلبنا لقاء معه منذ 8 أشهر، وكان يأتينا رفض، ثم يتبين أن الرفض جاء نتيجة الأسئلة التي كنا ننوي توجيهها إليه والتي نحن كنا مصرين على الإجابة عنها”، وخاطب الرئيس عون: “أنت كرئيس جمهورية المسؤول الأول عن الأجهزة الأمنية والقضائية الفاشلين في هذا البلد، ومجبر على أن تقول لنا من الذي قتل إخوتنا. إذا لم تكن على قدر المسؤولية، تفضل قل لنا إلى من نذهب؟”.

 وأضاف: “منذ 8 اشهر لم يتبين لنا أي شيء. ما الذي تريد أن تفهمنا إياه؟ هل من طرف سياسي معين يضغط عليك؟، إلى اين تريدنا أن نصل؟ أن نأخذ حقنا بيدنا؟ مم تخاف حتى لا تريد أن تواجهنا؟، البريء لا يخاف من شيء وليس لديه أي مشكلة في أن يجيب عن اسئلتنا، سبق وقلت إنه كان لديك علم ولكن لم يكن من صلاحيتك، فعن أي صلاحية؟… صلاحية كلفتنا دم إخوتنا وأرواحهم، صلاحية كلفتنا 190 ضحية ودمرت بيروت”.

وختم متوجها للرئيس عون بالقول: “سأقول لك عدالة الأرض ستتحقق بما أنكم لا تؤمنون بعدالة السماء”.

كلمة الأهالي

وجاء في نص كلمة الأهالي التي كان من المفترض أن يلقيها أحد أعضاء الوفد أمام الرئيس ما يلي: “نحن أهالي وأشقاء شهداء فوج إطفاء بيروت في انفجار مرفأ بيروت بتاريخ 4 آب 2020 نتوجه إلى فخامة الرئيس الذي يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في  تفجير مرفأ بيروت بالطرق التي سنسردها في الرسالة التالية سائلين فخامتكم تحمّل المسؤولية في ظل هذا التخبّط بين السياسيين والقضاء التي كان يفترض بكم تحملها قبل الانفجار.

في التصريح الّذي تليتموه بعد أيام من الانفجار صرّحتم بعلمكم بوجود هذه المواد التي بحسب القانون والتصنيف الدولي تعد مواد متفجرة شديدة الخطورة. لذلك نطرح على جانبكم الأسئلة الآتية:

1- لماذا رئيس البلاد لم يحرك القوى العسكرية التي بحسب الدستور تتبع أوامره وتوجيهاته، مع العلم أن رئيس البلاد جنرال مدفعية سابق في الجيش ما يؤكد مدى إدراكه بمثل هكذا مواد.

2- لماذا لم يسأل رئيس البلاد الجيش الذي يأتمر بتوجيهاته سبب ترك المتفجرات لمدّة سبع سنوات في حرم المرفأ والتي بحسب الدستور وقانون الأسلحة والذخائر تلزم قيادة الجيش حصرها بيده لإستعمالات حربية.

3-  لماذا رفض فخامتكم التحقيق الدولي الذي طالب به قسم كبير من أهالي الشهداء والمتضررون وأبناء العاصمة الحبيبة بيروت. وذلك الرفض أتى في الوقت الذي تعلمون ضعف أجهزتنا وقضائنا أمام ضخامة هكذا انفجار.

4-  لماذا لم يصدر عن جانبكم أي موقف أو تصريح أو تأديب للوزراء والنواب والمعنيّين في الملف الذين رفضوا المثول أمام المحقق العدلي حين ادعى عليهم كمتهمين.

5-  لماذا لم يتواصل رئيس البلاد بالدول التي تملك أقماراً إصطناعية لمطالبتها بصور جوية تسهل بنسبة كبيرة عمل القضاء اللّبناني.

6-  لماذا لم يوقّع رئيس البلاد مرسوم تنحية المدراء العامين المسؤولين عن المرفأ وبالأخص مدير عام الجمارك بدري ضاهر، هل سبب حمايته إنتماؤه لتياركم السياسي؟

يهمنا أن نحيطكم علمًا أن شهداءنا موظفون تابعون للدولة اللبنانية، هم كرّسوا حياتهم لخدمة العاصمة وأهاليها لا ليغدر بهم بقنبلة نووية سمع دوي انفجارها في قبرص واليونان.

لذلك وبناءً على كل ما ورد ندعو فخامتكم إلى تحمل المسؤولية الموكلة إليكم التي لم تتحملوها قبل 4 آب المشؤوم وذلك بتأسيس وتشريع محكمة خاصة تعنى بملف تفجير المرفأ، ونطلب التواصل مع رئيس مجلس القضاء الأعلى  ومطالبته بمؤتمر أسبوعي يسرد من خلاله مستجدات التحقيق للشعب اللبناني الذي يحكم بإسمهم لحين صدور القرار الظني.

نطالب تواصل فخامة الرئيس مع الدول العظمى التي تمتلك صور الأقمار الاصطناعية لتسليمها للقضاء.

في الختام نحن أبناء هذه الدولة التي غدرت بأهلها، نحن في هذه القضية (إم الصبي) مصممون على الوصول إلى حقيقة واضحة، صريحة، ومقنعة.

لقد قدمنا شهداء على مذبح الوطن بتاريخ ٤ آب المشؤوم وخسرنا أهلنا وإخوتنا وأولادنا. خسرنا مستقبلنا وأملنا ببلد يحترم أبناءه، لقد خسرنا كل شيء ولم يعد لدينا ما نخسره إلا أرواحنا التي نحن على استعداد تام للتضحية بها في سبيل هذه القضية والوصول إلى الحقيقة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً