هل تستعد موسكو لضرب أفغانستان؟

حسناء بو حرفوش

نشر موقع BulgarianMilitary.com (الذي لا يمثل الموقع الرسمي للجيش البلغاري كما قد يوحي الاسم) تحليلاً يطرح علامات استفهام حول الموقف الروسي من التغيرات في أفغانستان، انطلاقاً من قراءات صحافيين روس وأميركيين. وفي ما يأتي ترجمة للمقال.

“هل تستعد روسيا لضرب أفغانستان؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه العديد من الصحافيين الروس بالإضافة إلى أسئلة شبيهة أخرى بعد أن لاحظت مصادر وكالة الأنباء الروسية “أفيابرو” (Aviapro)، نشر قاذفات من طرازTu-22M3 على الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن روسيا سبق وأن نفذت في الشهر الماضي، سلسلة من التدريبات بالقرب من الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان. وبالإضافة إلى القاذفات، أرسلت روسيا آلاف الجنود والمركبات المدرعة الثقيلة ومعدات الدعم إلى هذه المنطقة، خلال التدريبات العسكرية. كما لاحظ الخبراء الروس أن القاذفات بعيدة المدى من طراز Tu-22M3 بقيت في قواعدها في طاجيكستان حتى بعد انتهاء التدريبات، وحفظت في القواعد الروسية في أوزبكستان وتركمانستان.

قصف الحدود مع أفغانستان ليس مستبعداً

ولا يستبعد خبراء عسكريون احتمال قيام موسكو بقصف الحدود مع أفغانستان إذا انتهكت طالبان “اللهجة الروسية”. وذلك، على الرغم من المفاوضات الجارية حالياً بين السفارة الروسية في كابول وطالبان. وفي السياق عينه، يعتبر محللون آخرون أن نشر القاذفات، يهدف عدا عن كونه إجراء وقائياً واحترازياً، إلى حماية الطاجيك، الذين حازوا اهتمام طالبان في الماضي. كما تجدر الإشارة إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا، عُقد اجتماع في موسكو بين الروس وطالبان، وعدت فيه طالبان “بعدم مضايقة طاجيكستان”.

وعلى الرغم من أن طالبان لم تظهر أي اهتمام بمهاجمة الدول المجاورة، يبدو الجيش الروسي مستعداً لمهاجمة المقاتلين باستخدام الطائرات العسكرية بناءً على طلب طاجيكستان أو أوزبكستان أو تركمانستان. ولا يعني وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، أن موقف روسيا قد تغير بأي شكل من الأشكال تجاه هذه الحركة التي تصنفها إرهابية. ويردف محلل روسي متخصص

لـ Aviapro بالتأكيد أن “أي هجوم على حلفاء الروس في المنطقة سيستوجب رداً فورياً، وإذا توجب الأمر تدمير مائة مقاتل، فسيتم ذلك، وإذا توجب القضاء على آلاف الإرهابيين، فذلك ما سيحصل”.

وفي المقلب الآخر، ودوماً بحسب المقال، من المرجح أيضًا أن تكون طالبان على دراية بموقف روسيا، وبالتالي فإنها لا تقوم بأي استفزازات وتستثمر المفاوضات مع الجانب الروسي بنشاط. وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد نقلت أن “معارضي طالبان طلبوا من الولايات المتحدة ومن الغرب مساعدتهم على توفير الأسلحة والمعدات لمحاربة حركة طالبان التي استولت على السلطة في البلاد. وكتب أحمد مسعود، الذي يقود حاليًا قوات المعارضة في ولاية بنجشير غير التابعة لطالبان، لصحيفة “واشنطن بوست”: تلزمنا المزيد من الأسلحة والذخيرة والمزيد من المعدات. ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها الديمقراطيون أكثر بكثير من مجرد محاربة الإرهاب مع الأفغان. لدينا تاريخ طويل من المُثُل والنضالات المشتركة. ولا يزال بإمكانهم القيام بالكثير لمساعدة قضية الحرية. هم أملنا الوحيد المتبقي”.

وأشار أحمد مسعود هو نجل أحمد شاه مسعود، الذي قاد قوات التحالف الشمالي ضد الغزو السوفياتي في الثمانينيات، والذي عارض حركة طالبان وقتلته القاعدة، إلى انضمام قوات نائب الرئيس الأفغاني المستقيل أمر الله صالح، “الذين كانوا غاضبين من استسلام قادتهم”، إلى قواته. وقال مسعود إن مقاتليه يمتلكون مخزوناً معيناً من الأسلحة والذخيرة بانتظار هذا اليوم، وأكد أنه ومقاتلوه “سيدافعون عن بنجشير باعتبارها آخر معقل للحرية الأفغانية”.

لكن هذا لا يكفي على حد قوله، متوسلاً أصدقاء أفغانستان للتشفع لأجلهم بدون تأخير. كما شدد مسعود على أن “طالبان لا تمثل مشكلة للشعب الأفغاني فقط، محذراً من أن أفغانستان ستصبح تحت سيطرة طالبان، بلا شك بؤرة الإرهاب الإسلامي المتطرف. هنا مرة أخرى، سيتم تدبر مؤامرات ضد الديمقراطيات “.

طالبان أكثر انفتاحا؟

لكن في المقلب الآخر، تصر حركة طالبان على أنها أكثر مرونة وانفتاحاً اليوم، وهذا ما سعت لبرهنته من خلال رسائل تطمئن فيها الشعب الأفغاني بعزمها على تجاوز الماضي. وأكد المتحدث الرسمي باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي، على حرص طالبان على احترام المعتقدات الدينية والقيم الروحية لجميع الأفغان وعلى سماحها “لوسائل الإعلام الخاصة في أفغانستان بممارسة عملها باستقلال وحرية”.

المصدر: bulgarian military

شارك المقال