قبيل المفاوضات المرتقبة غدا الخميس، يبدو أن هناك حركة أميركية كثيفة لإنجاحها، وذلك على وقع رد مفترض من ايران و”حزب الله” على عمليات الاغتيال الاسرائيلية في طهران والضاحية الجنوبية، اذ يزور منسق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، القاهرة، فيما يحط مدير الاسخبارات المركزية (CIA) ويليام بيرنز في قطر، ويجري وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولة في المنطقة تشمل قطر ومصر واسرائيل، أما لبنان فنصيبه هو بالمبعوث الذي وصف نفسه يوماً بـ “ملك لبنان” آموس هوكشتاين.
ومن المفترض أن يصل هوكشتاين اليوم إلى بيروت حيث يجري محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وعلم “لبنان الكبير” أن على جدول أعماله تثبيت أي قرار لوقف إطلاق النار محتمل بين “حماس” واسرائيل على الجبهة اللبنانية، والتشديد على تثبيت مبدأ التفاوض غير المباشر بين لبنان واسرائيل، عبر لجنة مفاوضات ميدانية ترعاها الأمم المتحدة.
وأشارت مصادر الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” إلى أن قرار لبنان سيتبلغه هوكشتاين من الرئيس بري، ومفاده أن لبنان سيلتزم بالقرار 1701، وعلى اسرائيل الالتزام بجميع نقاطه، وسيكون لبنان جاهزاً لأي تفاوض غير مباشر من شأنه تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر ومعالجة النقاط 13 والنقطة B1.
ورأت المصادر أن زيارة هوكشتاين هي تثبيت المثبت أصلاً في آخر زيارة له، ولم يتغير موقف لبنان، ولا المقاومة، وقد يسعى الى الطلب من المقاومة أن تؤخر ردها على اسرائيل إلى ما بعد تثبيت وقف إطلاق النار في حال تم.
وتوقعت مصادر مطلعة على جو الثنائي في حديث مع “لبنان الكبير” أن يؤجل “حزب الله” الرد إلى ما بعد نتائج مفاوضات الخميس، بحيث إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار أو تعبيد الطريق إليه، بجدية ومن دون مماطلة اسرائيلية، فقد يؤجل الحزب “رده”، وسيكون عليه التفكير بطريقة لرد الصاع لاسرائيل على اغتيال القيادي فؤاد شكر، وهو يستطيع الابتكار بصورة كبيرة.
واعتبرت المصادر أن ايران ستحذو حذو الحزب، وذلك لانتزاع الذريعة من اسرائيل بأن محور المقاومة هو من أفشل المفاوضات، وقد لمحت طهران إلى ذلك عبر تسريبات تتحدث عن عملية خاصة للرد على اغتيال رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية على أرضها، ما قد يعني عملية اغتيال مشابهة في قلب الكيان، أو ممكن في أي مكان موجود فيه في العالم.
وشددت المصادر على أن الأمر مرتبط بالمفاوضات، إن كانت ايجابية، يمكن تجنب رد من ايران ومن “حزب الله”، وإن كانت سلبية قد يكون الرد أكثر قساوة حتى مما كان يخطط له، فقد يمكن القبول بأن دم من اغتيلوا أوقف “حمام” الدم، ويمكن تأجيل الانتقام لهم إلى حين الوقت المناسب، ولكن لا يمكن القبول بالسكوت كلياً عن الاغتيالات، وتظهر اسرائيل أنها كاسرة للتوازنات.
ويرى مراقبون أن إيران والفصائل المدعومة منها وبينها “حزب الله” لا يريدون الحرب على الرغم من استعدادهم لها، وقد يؤجلون الرد على اسرائيل في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، كونهم يستطيعون بيع هذه المقايضة لجمهورهم، أما في حال استمرت الحرب، فسيكونون مضطرين الى الرد حفاظاً على ماء الوجه.