fbpx

حرب شاملة في الشرق الأوسط؟

حسناء بو حرفوش
غزة
تابعنا على الواتساب

هل نشهد حرباً شاملة في الشرق الأوسط؟ الاجابة في تحليل للباحث بول رودجرز (جامعة برادفورد)، يحذر فيه من أن التوترات مرتفعة للغاية ومن أن بعض الخطوات التصعيدية اتخذت بالفعل. ولكن هذا لا يعني أن الأطراف المعنية لن تراجع حساباتها قبل القيام بأي خطوة مدفوعة بالضغوط المحلية.

وحسب المقال، “التوترات الجيوسياسية مرتفعة للغاية منذ اغتيال إسماعيل هنية الشهر الماضي في طهران، حيث يرتقب رد إيراني قد يؤدي بدوره إلى مزيد من التصعيد وتوسع الحرب في جميع أنحاء المنطقة. ومقابل هذا التوتر، تضاعفت الجهود وزاد النشاط الديبلوماسي المكثف لحث إيران على الحد من ردها. ولكن على اعتبار الاغتيال هجوماً مباشراً على سيادة إيران، تتعرض القيادة الدينية في البلاد لضغوط داخلية شديدة للرد بقوة. كما اتخذت الولايات المتحدة خطوة معلنة زيادة قواتها العسكرية الكبيرة بالفعل على نطاق واسع في المنطقة. وستحل حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية محل مجموعة أخرى من المقرر أن تغادر خليج عمان، كما سيتم نقل سرب إضافي من الطائرات الهجومية إلى المنطقة، بالاضافة إلى المزيد من مدمرات الدفاع الجوي والطرادات وأنظمة الدفاع الجوي البرية. وأمر البنتاغون بإرسال غواصة نووية مسلحة بصواريخ كروز إلى المنطقة.

في غضون ذلك، تواصل إسرائيل حربها على غزة وتستمر التوترات في جنوب لبنان مع زيادة الهجمات الصاروخية والجوية. وبلغت تكلفة الأضرار في لبنان بالفعل 15 مليار دولار بحلول نهاية مايو/أيار. ولا أحد يعرف حجم الأضرار في إسرائيل، ولكن في كل الأحوال يبدو أن هذه الأخيرة عازمة على التصعيد. الا أن التعليقات التي وردت في وسائل الاعلام الاسرائيلية من جانب ضباط عسكريين متقاعدين وبعض الساسة تشير إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو والجيش الاسرائيلي لا يريدان حرباً شاملة مع حزب الله، كما لا يخفى على الحكومة الاسرائيلية إمكان إغراق حتى أكثر أنظمة الدفاع الجوي تركيزاً بمئات الصواريخ إن أطلقت من مسافة قريبة.

باختصار، إن أقصى ما قد تريده إسرائيل هو تنفيذ غارات جوية مكثفة تستهدف البنية الأساسية المدنية في لبنان، وتحديداً في مناطق حزب الله. وهذا ما قامت به عام 2006، ولكن هذه المرة سيكون الهجوم أكثر كثافة، لتحقيق الردع في المستقبل. ولكن من المرجح أن تؤدي هذه العملية إلى تدمير الاقتصاد اللبناني، وهو عمل محفوف بمخاطر سوء التقدير والتصعيد”.

ويلفت التحليل إلى “مستوى النشاط الأميركي الملحوظ في هذه الفترة سواء كان موجهاً ضد المسيرات والصواريخ المحمولة جواً أو غيرها على الأرض، فضلاً عن مواقع الرادار والأهداف العسكرية الأخرى. وعموماً، قد يكون هناك قلق جدي من احتمال اندلاع حرب موسعة في الشرق الأوسط ولكن هناك حرب أوسع نطاقاً تجري بالفعل، والولايات المتحدة متورطة بصورة كبيرة فيها. ولا تشير أي دلائل إلى أن هذه الحرب ستخفت قريباً، بل على العكس تماماً. وقد ترجح التعزيزات العسكرية الحالية للولايات المتحدة والتوترات مع إيران، توسعها بصورة أكبر في المرحلة القادمة”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال