قمة بغداد: دور عراقي لفك التشابك الإقليمي

علي البغدادي

تعقد قمة بغداد يوم السبت وسط أزمات إقليمية ودولية متشابكة يسعى فيها العراق إلى لعب دور الوسيط في بعض الجوانب وتخفيف حدة الخلاف السعودي – الإيراني الذي يلقي بظلاله على واقع منطقة الشرق الأوسط.

وتكتسي القمة أهمية بالغة في ظل الوزن والثقل الكبيرين للدول والشخصيات المشاركة في تجمع يعقد لأول مرة في بغداد منذ عقود طويلة يأمل فيه العراق كثيراً باستعادة دوره في المنطقة بكونه لاعباً مركزياً تحول بفعل الحروب والغزو الأميركي ساحة لتصفية الحسابات وصندوق بريد لرسائل إقليمية.

ويمثل انعقاد قمة بغداد نجاحاً جديداً لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي حقق مكاسب وسجل نقاطاً لصالح رؤيته في تهدئة الاحتقانات سواء على واقع النزاع الأميركي – الإيراني أو السعودي – الإيراني الذي جعل الأراضي العراقية تحت وطأة اشتباك المتصارعين في وقت تئن فيه البلاد من أوجاع عدة ملفات داخلية معقدة يتحتم على الكاظمي معالجتها لتعزيز قوة العراق إقليمياً، وفي مقدمتها تحقيق الهدوء السياسي وبسط الأمن وتنمية الاقتصاد وتوفير الخدمات.

وتسعى بغداد إلى ردم هوة الخلاف بين الرياض وطهران بعد أن استضافت لأكثر من مرة المباحثات المباشرة لاحتواء التوترات، بموازاة إجراء القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.

ووفقاً لمصادر أبلغت موقع (لبنان الكبير) فإن “الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أو الأمير خالد بن سلمان سيشارك احدهما نيابةً عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قمة بغداد وفي حال عدم مشاركة أحد الأميرين سيشارك الأمير فرحان آل سعود وزير الخارجية “.

وأشارت المصادر إلى أن “مشاركة وحضور كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح تأكدت إلى جانب احتمال مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا، واليابان”، منوهة إلى أن “إيران تراقب حالياً مستوى التمثيل لتقرر مشاركة الرئيس ابراهيم رئيسي من عدمها”.

وبينت المصادر أن “لقاءات جانبية ستعقد بين رؤساء الوفود بحسب الترتيب في ما بينهم حيث لن يتم التطرق إلى الملفات العالقة بين الدول وإنما ستتركز على منح هذه الدول تأييداً ودعماً لحكومة الكاظمي والدفع بالانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) إلى جانب تقليل التوتر في المنطقة وتحقيق التهدئة وتركيز الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية”.

وتريد بغداد بعد سنوات من الحروب الخارجية والداخلية ومواجهة تنظيم داعش إلى مسح الآثار السيئة في الجانب الاقتصادي وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار وفتح باب الاستثمارات وفي مقدمتها إقامة مشاريع تنموية في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

وترغب حكومة الكاظمي في الاستفادة من الفرص المتاحة لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط وتقريب وجهات النظر المتناقضة أو الأسباب والعوامل التي أدت لاندلاع الأزمات والحروب التي كلفت دول المنطقة مئات مليارات الدولارات إلى جانب تدمير البنية التحتية والاقتصادية في لبنان واليمن وسوريا والعراق.

ودشن ناشطون عراقيون هاشتاغ تحت وسم (#لا_نرحب_برئيسي_في_العراق) تصدر الترند في تويتر حيث أظهر آلاف التغريدات التي تدلل على رفض الشعب العراقي بشكل كبير لقدوم الرئيس الايراني ‫ابراهيم رئيسي وتأمين الاعتراف الدولي به على حساب العراق تحت حجة عقد “قمة بغداد”.

إقرأ أيضاً: قمة جمع الأضداد في بغداد… هل يشارك الأسد؟

واتهم الناشطون رئيسي بأنه متورط في “جرائم قتل وتعذيب” المعارضين، ورأى أحد المغردين أن “استقبال هذا المجرم (رئيسي) قد يسيء إلى علاقات العراق الخارجية خصوصاً بعد طرح اسمه في محاكمة حميد نوري والجرائم التي ارتكبها عام 1988″. بينما يشير آخر إلى أن الرئيس الإيراني”مدان بالجرائم ضد الإنسانية، وأباد الشعب الإيراني وقتل آلآف السجناء الإيرانيين واستدرج الناشطين وسجلهُ حافل بالدم، لذا لا نرحب به على أرضنا.”

وبات مؤكداً غياب رئيس النطام السوري بشار الأسد عن القمة إثر اعتذار بغداد عن دعوته وتفهم دمشق لذلك بعد إعلان كل من فرنسا وتركيا وقطر رفضهم لمشاركته وإبلاغ الأسد بهذه الرسالة الدولية احتجاجاً على قمعه للشعب السوري.

شارك المقال