تواصل إسرائيل توسيع ضرباتها جنوب لبنان من حيث المدى والنوعية، كاسرة مختلف المحظورات في قواعد الاشتباك التي أرساها “حزب الله” منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، فجاء استهدافها مساء الثلاثاء لطاقم الإسعاف التابع للهيئة الصحية، أثناء محاولة المسعفين سحب جثامين الضحايا الذين سقطوا في غارة حامول.
وبحسب ما يرجّح لموقع “لبنان الكبير”، أحد المسعفين الذي كان من ضمن الطاقم الذي تعرض للضربة، أن يكون الاستهداف من طائرة مسيرة كما يذكر، اذ من الممكن أن يكون مدفعياً لأنهم كانوا على مقربة من الحدود.
ويشير المسعف الذي تعرّض لجروح ورضوض بالاضافة إلى ثلاثة مسعفين غيره، كلّهم أصيبوا بدرجات متفاوتة، أنهم ما إن وصلوا إلى المركز المدمّر، حتى سمعوا صوت المسيرة الذي اختفى قبل استهدافهم بدقائق، ويقول: “طرنا من مكاننا”.
ويؤكد أنه كان واضحاً للعدو أنهم مسعفون، نسبة الى بذلاتهم وسيارة الاسعاف التي عليها الشعار المتعارف عليه، وعلى الرغم من ذلك قام بإستهدافهم.
وبحسب مدير عمليات الدفاع المدني في منطقة جبل عامل الأولى، عبد الله نور الدين، أن العدو الاسرائيلي استهدف منذ بداية المعارك، خمسة مراكز تابعة لإسعاف الهيئة الصحية، وهذا الاستهداف كان مباشراً وفي قرى مختلفة، وهي حانين، بليدا، كفركلا، عديسة وطيرحرفا، كما سقط نتيجة هذه الاعتداءات عشر ضحايا، و25 جريحاً اصاباتهم متفاوتة، وهم فرق طبية عزّل.
ويضيف نور الدين لموقع “لبنان الكبير”: “تم تدمير 15 سيارة للإسعاف كلّياً، لكن هذا لم يعق عملهم، وهم مستمرون في مهامهم بصورة طبيعية”.
ويؤكد مفوض الدفاع المدني المركزي في جمعية “كشافة الرسالة الاسلامية” ربيع عيسى، لموقع “لبنان الكبير”، أن فرقهم تعرّضت للإستهدافات المباشرة أيضاً، ولم تسلم فرق الإسعاف وبقيت عرضة للانتهاكات الإسرائيلية المقصودة بهدف ترهيب المواطنين.
ويقول عيسى: “هذه المرة باتت الاستهدافات أكثر دقة من خلال استعمال سلاح المسيرات ضد المسعفين وسيارات الاسعاف”. ويلفت الى سقوط 4 مسعفين للرسالة و23 جريحاً، وتضرر 19 آلية للإسعاف، و11 مركزاً.
ويضيف: “التصعيد والاستهداف مستمران، من ميس الجبل الى الجبين وطير حرفا والقطاع الغربي، والخيام، ولم يستثنِ العدو أي قرية أو ساحة ولم يفرّق بين الأهداف، على الرغم من التطور التكنولوجي والعسكري الذي يملكه لتمييز الهدف بدقة، ما يؤكد نيته منع المسعفين من انقاذ الجرحى ونقلهم الى المستشفيات، ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والأممية”.
ويشدد عيسى على أنهم مستمرون في أداء الواجب، على الرغم من كل المخاطر والاعتداءات، “ومنذ بدء العدوان الاسرائيلي أعلنت الجمعية النفير العام والجهوزية الكاملة لرفع الأذى عن أهلنا في لبنان”.
في المقابل، تختلق اسرائيل أعذاراً غير حقيقية لتبرير ضرب المدنيين والمسعفين، وتروّج أن “حزب الله” والفصائل الأخرى تستخدم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف لنقل مقاتلين وصواريخ، حتى تجيز لنفسها استهداف الفرق الطبية ومراكز الدفاع المدني، التي تهتم برفع الأنقاض وانتشال الضحايا ونقل الجرحى.
وينص القانون الدولي على أهمية حماية الطواقم الطبية والمرافق الصحية خصوصاً وقت الحرب. ووفقاً لوثيقة جنيف الأولى سنة 1864 يجب عدم المس بهذه الخدمات وذلك نظراً الى أهميتها في علاج المصابين والحفاظ على حياة المدنيين والأبرياء من غير المجندين الذين لا يشاركون في الحرب.