الحكومة بقواعد التشكيل ماشية وبعقل باسيل واقفة

ليندا مشلب
ليندا مشلب

لم يعد هناك شيء اسمه ثلث معطل او 3 ثمانات او ما شابه من المصطلحات التي درجت تسميتها في الآونة الاخيرة في مفاوضات تشكيل الحكومة واصبح الحديث عن ١٢ بـ١٢، عند المسلمين لا مشكلة فالتوزيع سلس من دون تعقيدات ٥ امل وحزب الله ٥ سنّة و٢ دروز بين جنبلاط وارسلان، اما الـ١٢ وزيرا من الطائفة المسيحية فالتوزيع معقّد لكون الفرقاء المسيحيين المشاركين لا يمثلون كل الطائفة، وما يزيد الامور تعقيدا هو اصرار الرئيس عون ومعه من الباب الخلفي الوزير جبران باسيل على تسمية ٩ الى ١٠ وزراء على حقائب تدخل في صلب البرنامج الحكومي المرتقب يعني ثلث مقنع وحبة مسك…

يقول مصدر مطلع على ملف التشكيل لـ”لبنان الكبير” ان المشكلة تكمن في ان باسيل لا يزال مكانه يريد مرجعية عدد كبير من الحقائب اي ان يكون له موْنة على ٩ منها بالحد الادنى. ويوصّف المصدر واقع التأليف كالتالي قواعد التشكيل متقدمة كثيرا وصلت الى النهاية وفي المعطيات القائمة لا عقبات كبيرة، اما بعقل جبران باسيل فالحكومة واقفة لانه ببساطة هو لم يتراجع قيد انملة عن تفكيره ومطالبه في المفاوضات السابقة. وما قاله ميقاتي في مقابلته على العربية كان دقيقا جدا وبغاية الاهمية، هناك من يتصرف وكأنه قبل الطائف، وهذا صلب المشكلة فمن جهة هناك تصاريح تؤكد التمسك بالطائف وفي الممارسة انقلاب عليه وتفلت تدريجي من كل مندرجاته ويبرز هذا الامر جليا في طريقة ممارسة الحكم والتعاطي مع ملف تشكيل الحكومات في السنوات الاخيرة.

ويضيف المصدر سمّى رئيس الجمهورية في تشكيلة ميقاتي حتى الآن اكثر من الثلث (الدفاع – الخارجية – العدل – الطاقة – الشؤون – السياحة – المهجرين – الشباب والرياضة ويسعى الى تسمية الاقتصاد وحقيبة اخرى بعد التفاوض حول الاسم المرجح لها)…

سمّى الجيرة وسمّى الحي ولولا شوي سمّاني، يعني بصريح العبارة اعطى تنازلا عن مبدأ الثلث المعطل المكشوف ويريد اخذ مرجعية اسماء ١٠ حقائب باليد الاخرى، وكل يوم يتّضح هذا الامر اكثر واكثر، وهذا ما يؤخر تشكيل الحكومة حاليا.

واستبعد المصدر ان تكون الاسباب لها علاقة بملف حاكم البنك المركزي مع القضاء او ببواخر النفط او فيينا او غيرها من التحليلات قائلا نحنا شاطرين بتكبير الحجر… لا مصلحة لاحد بعدم تشكيل حكومة، لقد اضعنا فرصا كبيرة والحبل عالجرار فنحن بلد متروك لاننا نعيش حالة تدمير ذاتي متعمدا مصحوبا بسوء ادارة وسوء اداء وغباش في الرؤية وغياب التخطيط الامر الذي يصب لمصلحة دول عدة وفي مقدمها اسرائيل. وللاسف ان السلطة تمارس حاليا بالنكايات والتناقضات من رأس الهرم الى اسفله مرورا بكل الادارات والمؤسسات والاجهزة.

وتوقع المصدر ان يشتدّ الكباش على الحكومة في الايام المقبلة على قاعدة هيك هيك خربانة فمن يصرخ اولا…

شارك المقال