ثلاثة إخفاقات لبايدن أمام إيران ولبنان اختبار جديد

حسناء بو حرفوش

بالتزامن مع تكّشف المأساة التي خلفها انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، تتسبب سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الخارجية بكارثة أخرى ترتبط بإيران، بحسب قراءة للكاتب ستيف بوستال على موقع “سبكتاتور” (spectator) الأميركي. وبحسب تحليل بوستال، “شجعت إدارة بايدن منذ تموز الماضي، إيران إلى حد كبير من خلال تقاعسها والأخطاء التي ارتكبتها. وتؤكد التطورات الأخيرة على استمرار فشل إدارة بايدن بالحد من النشاط النووي الإيراني ومن تجارة الطاقة غير المشروعة بالإضافة إلى المكاسب العسكرية. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة فقدت المزيد من الفرص للضغط على إيران بشأن الدبلوماسية وحقوق الإنسان.

الطموحات الإيرانية

كما فشلت إدارة بايدن باحتواء الطموحات النووية الإيرانية، حيث قفزت إيران من 20 إلى 60% من اليورانيوم المخصب من نيسان إلى الآن، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي أقرب إلى نسبة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية. ولا يبدو أن إدارة بايدن قلقة من عدم عودة إيران إلى طاولة المفاوضات. بل في الواقع، تعبر وزارة الخارجية عن قرار متأرجح حول فرض عقوبات إضافية على إيران أم لا بسبب انتهاكاتها لبنود خطة العمل الشاملة المشتركة منذ كانون الثاني. وعلى الرغم من تحذير وزارة الخارجية من أن المفاوضات مع إيران “لا يمكنها الاستمرار إلى أجل غير مسمى” ، قد يشير بيانها حول “عدم تحديد جدول زمني لها”، بالإضافة إلى حقيقة تعليق الجولة السابعة من المحادثات، إلى خلاف ذلك.

صادرات الطاقة

فشل آخر يسجل لإدارة بايدن، يتمثل في عدم احتواء صادرات إيران غير المشروعة من الطاقة. بالطبع، تحسب لها معاقبة سمسار نفط من عمان لمساعدته فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني في تهريب النفط إلى الأسواق الدولية. لكن يبقى السؤال مفتوحاً حول نية الإدارة رفع عقوبات النفط والشحن المفروضة على إيران والتي كانت قد فُرضت في عهد الرئيس دونالد ترامب، الأمر الذي فكرت بالقيام به على الأقل في حزيران. واستأنفت إيران تصدير الوقود إلى أفغانستان، حيث خفضت طالبان الرسوم الجمركية على الغاز والديزل والبترول من الدول المجاورة بنسبة 70%. ويتوقع متحدث باسم اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني أن التجارة بين إيران وأفغانستان “ستتضاعف بسهولة” في ظل سيطرة طالبان على الحكم.

شحنة الوقود إلى لبنان

وستمثل شحنة النفط الإيرانية المرتقبة إلى لبنان اختباراً آخر لإدارة بايدن حيث يتركز الانتباه على التعامل الأميركي معها، في ظل اعلان طهران استعدادها لانتهاك العقوبات لإيصال الوقود إلى لبنان “الصديق”، بحسب خطاب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية. هذا، على الرغم من رد فعل المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الخجول وغير مباشر والذي ذكر فيه بأن جميع العقوبات المفروضة على إيران سارية، وضمناً ما يتعلق بالبترول والنفظ.

احتواء إيران عسكرياً

إلى ذلك، فشلت إدارة بايدن في احتواء إيران عسكريًا، حيث تجرأت هذه الأخيرة على إطلاق النار على طائرة أميركية مسيرة بالقرب من مضيق هرمز في وقت سابق من هذا الشهر وستنضم إيران إلى روسيا والصين في مناورات بحرية في الخليج العربي في غضون الأشهر القليلة المقبلة. يأتي ذلك بعد توقيع “شراكة استراتيجية شاملة” وغامضة بين إيران والصين لمدة 25 عاماً، يُشاع أنها قد تتضمن التعاون العسكري والتدريبات البحرية المشتركة بين روسيا وإيران في المحيط الهندي في شباط المقبل. واتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على التعاون من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان. بينما أضاعت إدارة بايدن فرصة لمواجهة إيران ودعمها للحوثيين من خلال التصريح ثم التراجع عن الاتهامات بانطلاق الهجوم على “ميرسر ستريت” من اليمن.

إقرأ أيضاً: إدارة بايدن تصنع “داعش” جديدة

إخفاق في حقوق الإنسان

أخيرا، فشلت إدارة بايدن في استخدام حقوق الإنسان كوسيلة ضغط ضد إيران من خلال إخفاقها في تقديم دعم ملموس للاحتجاجات في إيران والتي اندلعت في أواخر تموز في محافظة خوزستان وامتدت إلى طهران وإلى مدن أخرى. وتحدثت وزارة الخارجية عن “تطلعات المحتجين التي لم تتحقق لاحترام حقوق الإنسان” ، لكنها لم تقم فعلياً بأي شيء لتعزيز حقوق الإنسان هذه. ورفضت الوزارة لقاء مجموعة إيرانية أميركية مؤيدة للديمقراطية بعد أن طلبت بشكل حكيم للغاية تقديم المساعدات بشكل لقاحات كورونا، لأن النظام “لا يمكن ولا ينبغي الوثوق به” لتسليمه المال. كما نشر مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل بوزارة الخارجية تغريدة تؤكد معارضته لمقطع فيديو مؤخرًا من سجن إيفين ويُظهر إساءة معاملة السجناء، لكن على الإدارة بذل المزيد لدفع إيران في ما يتعلق بحقوق الإنسان. كما أن وزارة الخارجية الأميركية لم تفشل فقط بتحقيق انتصار في اتفاقات أبراهام والتي يمكن أن توازن ضد التهديد الإيراني، ولكنها فشلت كذلك بتأييد اتفاق طويل المدى بين إيران وإسرائيل، والذي يمكن استثماره في أي صفقة نووية (…) في ما يتعلق بإيران، مرت أشهر سيئة بالنسبة لبايدن، وعلى أي حال هذا هو العمل المعتاد لهذه الإدارة”.

المصدر: spectator

شارك المقال