هل وصل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى طريق سياسي مسدود؟ الاجابة في قراءة بموقع “غارديان” البريطاني، تسطر “الاحتجاجات المتكررة في الشارع وازدراء رئيس حكومة الحرب خصوصاً بعد مقتل ستة من الرهائن”. وحسب المقال، “يحمّل الشارع الإسرائيلي نتنياهو مسؤولية الإخفاق في صفقة الرهائن. ويعتبر أنه كان قادراً على إنقاذهم لكنه اختار ألا يفعل، وخاض الحرب لمدة شهور ما بين كر وفر ووسط تهرب وتراجع باستمرار. ويطرح ذلك السؤال حول وصوله إلى نقطة تحول سياسية”.
الإجابة تدور في فلك “الممكن”، ولكن هذا “يتوقف على مدى استدامة المظاهرات وقدرتها على أن تترجم إلى اضطرابات سياسية. فهل يعمل وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي ومجتمع الاستخبارات على تأجيج المزيد من المظاهرات؟ الإجابة غير أكيدة بعد ولكن إن كان الأمر كذلك، سيواجه نتنياهو مأزقاً سياسياً كبيراً، وهو المأزق الذي تمكن بطريقة أو بأخرى من تجنبه لعدة أشهر.
وكان غالانت قد حذر مراراً من مصير الرهائن ومع ذلك، لم يرغب نتنياهو قط في إبرام صفقة تتضمن وقف إطلاق النار. فهو لا يريد أي صفقة لا تشبع الهدف المعلن للحرب وتمنحه النصر الكامل.. هدف زائف وغير قابل للتحقيق. وعلاوة على ذلك، يراهن نتنياهو على التصعيد وعلى إطالة أمد الحرب في غزة. وفي ذلك مؤشرات صارخة على أن مصالحه الأوسع نطاقاً تمنع مثل هذه الصفقة. فهو يريد الترويج للرواية التي تقول ان هذه الحرب لا تقتصر على غزة، بل تنطوي على صراع أشمل مع إيران ووكلائها. وذلك، في محاولة لرمي عبء المسؤولية عنه.
ويكتسب هجوم 7 أكتوبر أبعاداً تاريخية من كل النواحي: السياسة والردع والأمن والاستخبارات والسمعة. ويتبين أخيراً أمام الشارعين المحلي والدولي، حسب التحليل البريطاني، أن نتنياهو هو عكس ما يدعي تماماً. فقد رفض تحمل المسؤولية، وتحدى المنتقدين الذين شككوا في سياساته وتهرب من المساءلة. ولم يكتف بذلك، فذهب إلى حد الإلقاء باللوم على المؤسسة العسكرية وأجهزة الاستخبارات والنخب الليبرالية وأي شخص آخر.
أما عن منطق الحرب، فأثبت نتنياهو أنه أجوف: الحرب مستمرة منذ 11 شهراً، في حين كان من المفترض أن يتضح بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، أنها تطول عمداً. كما أن (بيني) غانتس لم يقم بالكثير بل على العكس، قدم لنتنياهو غطاءً سياسياً وأقنع العديد من الاسرائيليين بعدم جدوى التظاهر ضده. وهذا ما راهن عليه هذا الأخير بالضبط. ولا ينبغي أن تخفي كثرة إخفاقاته في السياسة الخارجية والقصور المحلي حقيقة مكره والدهاء السياسي الذي يجيده. ولكن مع ذلك أيضاً، تشير الأدلة إلى وصوله إلى طريق مسدود سياسياً. وهذا ما يترجم بصورة صارخة في استطلاعات الرأي الأخيرة، حيث عبّر 70% من الاسرائيليين عن رغبتهم في استقالته. ومن الواضح أن الإدارة الأميركية تريد ذلك أيضاً. لقد بات واضحاً في النهاية، أن نتنياهو بالغ في لعبة الحرب وتخطى الخطوط الحمر كلها”.