“هدوء حذر”، عبارة خرقتها سلسلة من الغارات الحربية ليل الأربعاء طالت قرى مختلفة من القطاعات الثلاثة، الشرقي، الغربي والأوسط، من دون تسجيل اصابات. وفي الوقت نفسه، أكثر من عشر غارات أضاءت سماء الجنوب، بعد السواد الدامس الذي خيّم على لياليها بسبب انقطاع التيار الكهربائي، واستهدفت كلّاً من مجدل زون، الجبين، زبقين، زوطر وغيرها من القرى.
لم يكن في الحسبان التصعيد العنيف الذي بدأه الجيش الاسرائيلي من دون سابق إنذار، بعد ليال هادئة، لم تخلُ نهاراتها من إستهداف المدنيين. فقبل أيام استهدف سيارة تابعة لقوات “اليونيفيل” على طريق عام الناقورة، في داخلها شابان مدنيان، ومنذ يومين استهدف القصف المدفعي منزلاً في بلدة قبريخا الجنوبية، في قضاء مرجعيون، أدى إلى مقتل سيدة أيضاً، وأمام هذا التصعيد المستحدث، التزم “حزب الله” بعدم الردّ.
ويشير الكاتب والخبير الاستراتيجي الدكتور علي حمية، لموقع “لبنان الكبير”، إلى أن الحرب عبارة عن جولات تتأرجح بين الهدوء والتصعيد، فلا يمكننا القول عندما تهدأ الجبهة، ان الاسرائيلي يريد وقف الحرب، لأنه لم يتوقف منذ 11 شهراً عن شن الاعتداءات.
وبحسب حمية، فإن الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية ضُربت، وطوال الأشهر التي مرّت لم يستطع أن يحسم الحرب، وخابت توقعاته بالاعلام العالمي الذي لم يكن مسانداً له كما جرت العادة في الحروب السابقة، فالعالم أجمع شاهد وحشية هذا الكيان الذي لا يحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية، واتهمه بإبادة الشعب الفلسطيني.
وحول التزام “حزب الله” بعدم الردّ، يقول حمية: “الحزب يعتمد الأسلوب التصاعدي في الحرب، فهو لا يكشف أوراقه دفعة واحدة مثلما فعل الاسرائيلي، إلاّ أنه جاهز للتصعيد في أي لحظة”.
ويعتبر أن “الاقتصاد الأميركي أرهقته الحرب الأوكرانية من جهة، وحرب غزّة من جهة أخرى، لذلك فأميركا لا تؤيد الحرب الشاملة على لبنان في الوقت الحالي، اذ ان حصيلة ديونها وصلت إلى 36 ألف مليار دولار، وارتفعت الرهون إلى ثلاثة أضعاف، والأميركي لا يجازف إذا لم يكن متيقناً من الفوز، فهل سينتصر بإسرائيلي إذا دخل إلى الحرب الشاملة؟”.
ويضيف: “اسرائيل بنفسها صرّحت عن كمية الذخيرة التي يمتلكها حزب الله، فلديه مليون صاروخ، قذيفة، وطلقة تقليدية، وما يقارب الـ160 ألف صاروخ دقيق، ما يعني في حال توسعت الحرب، الحزب يمتلك من الذخيرة ما يكفي لسنوات، ولو أن اسرائيل قادرة على شن الحرب الشاملة لما كانت انتظرت 11 شهراً”.
وبحسب تأكيد حمية، فإن الجبهة الجنوبية استطاعت إرباك الجيش الاسرائيلي واستنزافه، وتشتيت أجهزة التنصت والمراقبة التي تعتمد عليها القبة الحديدية أيضاً، وقد استهدف الحزب رادارSuper Green Pine.
ويلفت حمية الى أن الاسرائيلي يعتبر نفسه زائلاً، لذلك في حال دخل الحرب، سينتقل من بروتوكول هنيبعل الى بروتوكول شمشون.