fbpx

“العاصفة العامة” تقترب (4)… تأجيل الحرب أقصى ما يمكن أن يحقق هوكشتاين

زياد سامي عيتاني
حزب الله يقصف مواقع اسرائيلية جنوب لبنان
تابعنا على الواتساب

وسط ارتفاع منسوب التهديدات الاسرائيلية ضد “حزب الله”، من المتوقع أن يزور كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين إسرائيل اليوم لمناقشة الوضع في لبنان، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، في وقت أعرب فيه مسؤولون أميركيون عن قلقهم من الخطاب المتصاعد من الجيش الاسرائيلي بشأن الذهاب إلى الحرب مع لبنان.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر في البيت الأبيض أن الادارة الأميركية تحاول منع فتح جبهة ثانية في شمال إسرائيل، وأن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل “استمرار لنهجنا الديبلوماسي”، وهدفها منع توسيع الصراع في المنطقة. وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية كشفت أن حكومة بنيامين نتنياهو أبلغت واشنطن أنه إذا لم تحرز تحركات مبعوثها إلى لبنان أي تقدم، فلن يكون أمامها خيار سوى عملية عسكرية واسعة في الشمال.

يذكر أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عقدوا الثلاثاء الماضي، اجتماعاً افتراضياً، بعيداً عن الأنظار، لمناقشة تهدئة التوتر مع لبنان، ومنع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و”حزب الله”. وسبق أن زار هوكشتاين إسرائيل ولبنان عدة مرات بهدف منع العنف الدائر منذ أشهر على الحدود الاسرائيلية-اللبنانية من التحول إلى حرب شاملة، فيما تطالب تل أبيب بابتعاد قوات “حزب الله” لمسافة 10 كيلومترات بعيداً عن الحدود، وهو ما يرفضه الحزب بصورة قاطعة.

تترافق زيارة هوكشتاين الى اسرائيل مع ما أعلنه منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الجمعة الماضي أن “واشنطن تواصل محادثاتها مع قطر ومصر وإسرائيل من أجل التوصل الى نص اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يمكن أن يحظى بموافقة جميع الأطراف”، كاشفاً أن “جميع الأطراف عملت طوال الأسبوع الجاري من أجل إيجاد طريق للمضي قدماً بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار”.

وفي إطار متصل، كشفت مصادر أمنية تركية أن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن بحث في أنقرة مع مسؤولين في المكتب السياسي لحركة “حماس” في المستجدات الأخيرة لمفاوضات وقف إطلاق النار، موضحة أن “اللقاء تناول قضايا مثل المرحلة الأخيرة التي وصلت إليها المفاوضات ومسألة تبادل الأسرى”. كما بحث الجانبان خلال اللقاء في الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لضمان وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

ومن الواضح أن الاتصالات الديبلوماسية على أكثر من صعيد تتحرك على خطين متوازنين، الأول وقف إطلاق النار في غزة، والثاني منع توسع التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل الى حرب شاملة، نظراً الى الارتباط العضوي بين الملفين.

زيارة هوكشتاين تأتي بعدما أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي أنه قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان. “مواجهة واسعة النطاق”، هكذا وصف نتنياهو، ما ستواجهه إسرائيل مع “حزب الله” في الشمال، خلال مباحثات استراتيجية مع قادة الأجهزة الأمنية الخميس، بحسب ما ذكرت “القناة 13” المحلية. ووفق ما نقلت القناة عن أحد مساعدي نتنياهو إنه “لم يتم تحديد الخطوة” التي وعد بها كبار المسؤولين منذ أشهر، مضيفاً أنها قد تستغرق أسابيع أو بضعة أشهر من الآن، لكنه موعد في المستقبل القريب.

وقال مسؤولون خلال اجتماع المباحثات الاستراتيجية: “إن الحل الديبلوماسي وحده لا يمكن أن يؤدي إلى عودة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا منذ السابع من أكتوبر إلى منازلهم”. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن نتنياهو قوله إن الوضع في الشمال لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وبات من الضروري تغيير التوازن وإعادة السكان إلى ديارهم، مؤكداً أن الجيش بحاجة إلى الاستعداد لحملة واسعة النطاق في لبنان. ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينيت” اليوم، بعدما كان مقرراً أمس الأحد، لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية، وبانتظار ما سيحمله هوكشتاين. وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين (لم تذكر هويتهم) قالوا إن توسيع الحرب في جبهة الشمال سيتطلب في الوقت نفسه تقليص الوجود العسكري في قطاع غزة.

زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل بفعل التصعيد العسكري والتهديدات الاسرائيلية بشأن الجبهة الشمالية، التي تثير احتمالات حرب واسعة لا ترغب الولايات المتحدة في حدوثها، وتهدف الزيارة إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للتريث في أي عمل عسكري من شأنه تفجير الحرب الواسعة، على أن ينتقل الى لبنان للضغط على المسؤولين لقبول “حزب الله” بشروط إسرائيل، التي تشمل إبعاد مقاتليه الى شمال الليطاني، المرفوض بصورة حاسمة من الحزب، وهو ما تبلغه كل المبعوثين الذي زاروا لبنان على مدى عشرة أشهر، بما فيهم هوكشتاين نفسه.

وعليه، فإن أكثر المتفائلين بزيارة هوكشتاين، يرون أن أقصى ما يمكن أن يحققه، تأجيل الحرب الموسعة، التي باتت حتمية على “الأجندة” الاسرائيلية.

اقرأ آيضًا:
1- “العاصفة العامة” تقترب (1)… لبنان بات “مركز الثقل” إسرائيلياً
2- “العاصفة العامة” تقترب (2)… عملية “الطبقة العميقة” تطور يؤشر لمرحلة جديدة من التصعيد
3- “العاصفة العامة” تقترب (3)… الحرب الحتمية على لبنان مسألة وقت
4- “العاصفة العامة” تقترب (4)… تأجيل الحرب أقصى ما يمكن أن يحقق هوكشتاين
5- “العاصفة العامة” تقترب (5)… الصاروخ الحوثي يعجّل الحرب أو يدفع نتنياهو لمراجعة تهديداته؟
6- “العاصفة العامة” تقترب (6)… اسرائيل بدأت حربها الواسعة “سيبرانياً” على لبنان
7- “العاصفة العامة” تقترب (7)… إطلالة نصر الله الأكثر إحراجاً ودقة
8- “العاصفة العامة” تقترب (8)… حرب “إغتيالات” مفتوحة

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال