حذرت قراءة في موقع “ناشيونال إنترست” الأميركي من التركيز الاسرائيلي المتزايد على حرب شاملة مع لبنان، خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة. وحسب المقال، “بعد تفجير الآلاف من الأجهزة التي يستخدمها أعضاء حزب الله، على موجتين، زاد خطر توسع الحرب. وهذا ما ترجم على الأرض وفقاً للمحلل سيث فرانتزمان (مؤلف كتاب حرب السابع من أكتوبر)، بنشر إسرائيل ألوية وفرقاً على الحدود مع لبنان بصورة كبيرة.
وقد تدفع الاستهدافات الأخيرة التوتر بين إسرائيل وحزب الله إلى مرحلة جديدة، خصوصاً وأن حزب الله يعتزم الرد. وفي غضون ذلك، يستعد الجيش الاسرائيلي لهذا الاحتمال، وقد أرسل بالفعل العناصر التابعة للفرقة 98، والتي تتألف من الكوماندوز والمظليين، إلى الحدود استعداداً للتصعيد. والجدير بالذكر أن الفرقة 98 لعبت دوراً رئيسياً في غزة، وهي تتضمن الكوماندوز ومهندسي القتال الذين حاولوا دخول الأنفاق. ومن المفترض أن تنضم إلى الفرقة المدرعة 36، التي أعاد الجيش الاسرائيلي نشرها من غزة إلى الشمال في وقت سابق من هذا العام. وإلى جانب هذه الوحدات، هناك الفرقة 91، وهي الفرقة الرئيسية المسؤولة عن تأمين الحدود. وهذه الوحدات عبارة عن ألوية احتياطية تم تدويرها إلى الشمال وتدريبها طوال الحرب للاستعداد لمواجهة محتملة مع حزب الله”.
لعبة انتظار طويلة
ويكمل المحلل: “وبالنسبة الى الجيش الاسرائيلي، طالت لعبة الانتظار الطويلة للوحدات التي دربها لسنوات على المناورة البرية السريعة باستخدام أحدث التقنيات. وتعمل الفرق المذكورة بصورة وثيقة مع القوات الجوية والبحرية. وفي الواقع، تمحور التدريب الرئيسي لوحدات مثل الفرقة 36 حول الحرب على الحدود. وغالباً ما يتم تدريب الوحدات على شن هجمات في مناطق تتمتع بتضاريس جبلية وبتلال، كما هو الحال في جنوب لبنان.
أما السؤال الذي يواجه القيادات السياسية الاسرائيلية ومؤسستها الأمنية فيتعلق بنوع الاستراتيجية التي يجب اعتمادها على جبهتي لبنان وغزة. ففي غزة، خفت حدة القتال، ولدى الجيش الاسرائيلي فرقتان، واحدة على الحدود المصرية وأخرى في وسط القطاع. ولكن على الرغم من أن حماس خسرت العديد من المقاتلين ولديها عدد أقل من الصواريخ مقارنة ببداية الحرب، لا تزال تشكل مصدر تهديد كبير. ولا يزال القتال مستمراً ضد الحركة، التي تسيطر حتى اليوم على أجزاء من وسط وشمال غزة”.
“وفي الوقت نفسه، حزب الله مستعد للحرب أيضاً وكثر الكلام عن الأنفاق في جنوب لبنان وعن الدعم على أكثر من جبهة.. فمن الذي سيبادر بالتصعيد؟ تجزم قراءة في صحيفة تلغراف، بأن إسرائيل لن تبادر بالضرورة لأنها تدرك قدرة الحزب على تحمل الخسائر وإعادة بناء ترسانته في وقت لاحق كما بينت حرب 2006”. ويختم فرانتزمان مجدداً بالتحذير: “التصعيد كفيل بإطلاق العنان لحرب لا يمكن لأي من الطرفين التنبؤ بنتائجها ولا بديناميكياتها”.