ليل طويل عاشه آلاف الجنوبيين على الطرق التي تصل قراهم بأقرب نقطة تمكّنهم من العبور إلى المناطق البعيدة عن الاستهدافات، فشهدت الأوتوسترادات زحمة سير شبيهة بزحمة حرب تموز لا بل أكثر نسبة الى وحشية وعدد الغارات التي استهدفت بيوت المدنيين والأحياء السكنية من دون توقف.
لا تزال الطرق الساحلية تشهد زحمة سير خانقة من القرى الجنوبية بإتجاه مدينة صيدا، وان بوتيرة أقل من الامس، بعد الزحف الذي شهدته منذ بداية التصعيد، حتى ساعات الفجر الأولى.
وأفادت غرفة التحكم المروري بأن “السير طبيعي من منطقة عاريا باتجاه الصياد، وكذلك من جونية باتجاه الضبية وصولاً إلى الكرنتينا”.
فالسير من صور وصولاً إلى الأوّلي، كان شبه متوقف بالامس، والكثير من السيارات تعطل أو نفد من البنزين واَلاف العائلات التي قضت ليلتها في العراء كانت تائهة عن كيفية تأمين احتياجات أطفالها الأساسية من ماء الشرب أقله الى الحاجة لاستخدام المراحيض، ناهيك عن تسجيل عدة حالات مرضية لأشخاص تعذر نقلهم بسرعة الى المستشفيات.
وعلى الرغم من العديد من المبادرات الفردية لشبان المناطق التي شهدت زحمة سير، من خلال تأمين الطعام والماء والأدوية ومستلزمات أخرى للنازحين العالقين على الطرق، الا أن الوضع بقي صعباً للغاية على هؤلاء، وبعض الذين انطلقوا من الجنوب ظهر أمس وصل الى بيروت صباح اليوم، فيما البعض لا يزال عالقاً على الطرق.
وعلى الرغم من المناشدات، لم تستطع القوى الامنية تأمين السير، مثل العديد من الجهات التي حاولت المساعدة في هذا المجال. وبسبب غياب التنظيم، قضى النازحون ما لا يقل عن 12 ساعة للعبور من منطقة صور حيث التوتر الأمني، إلى مدينة بيروت.
وبحسب المسؤول الاعلامي لوحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، بلال قشمر، فان عدد النازحين في ارتفاع مستمر، متخطياً 32 ألف نازح.
وأشار لموقع “لبنان الكبير”، إلى أن الهيئة تعمل على استحداث مراكز جديدة للإيواء في منطقة صور، مناشداً الجهات المعنية تأمين مستلزمات الإيواء للنازحين من أدوية وغيرها.