fbpx

“سهرات الحرب”… لماذا يضرب العدو ليلاً؟

فاطمة البسام
غارة على الضاحية
تابعنا على الواتساب

مع حلول الظلام يبدأ اللبنانيون بالاستعداد نفسياً لسهرة “الاستهدافات” العنيفة التي يفتتحها العدو الاسرائيلي مع انذار أو من دونه، فتتلوّن السماء بألوان الغضب وتتعالى أصوات القذائف والصواريخ ليصل صداها إلى كلّ من أنهكته آلة الحرب التي اشتدت قبل أسابيع.

ليس من باب الصدفة أن تشتد الاستهدافات ليلاً، فلكل شيء حساباته خصوصاً مع عدو بات واضحاً أنه يلعب على الوتر النفسي قبل كلّ شيء، بدءاً من التهديدات التي ينشرها والأخبار الكاذبة، وصولاً إلى الفيديوهات المصوّرة التي يوزعها على وسائل التواصل الاجتماعي لدب الذعر والتهويل، مثلما نشر قبل أيام أن عناصره دخلوا إلى بلدة مارون الراس الجنوبية وتمكنوا من رفع العلم الاسرائيلي فيها، فلكل شيء حساباته، بحسب مصدر عسكري لموقع “لبنان الكبير”، ومنها تعمد العدو في الكثير من الأحيان تنفيذ غاراته في ساعات الليل لعدة أسباب، منها:

– الأجواء مساعدة للمعدات التي تعتمد على الرؤية الليلية والرؤية الحرارية بحيث تصبح هذه المعدات أكثر كفاءة في العمل عن الأجواء النهارية.

– الأثر المرئي بحيث تكون نتيجة الغارات على المنشآت المدنية والمصانع التي تحتوي على مواد قابلة للإشتعال، عاملاً مساعداً في قوة الانفجار والوميض المترافق فتحدث هالة كبيرة من النار ما يوحي بوجود مواد تبرر قصفه لتلك المنشآت لتخدم سرديته.

– الأثر النفسي بحيث يصبح قدوم الليل مرتبطاً بالعمليات العسكرية ما يؤثر سلباً على المعنويات.

ومن هنا يشرح أخصائي نفسي لموقع “لبنان الكبير”، استناداً إلى دراسات علمية سبب هذا الأثر، وهو أن الإنسان عند حلول الليل تكون دفاعاته النفسية أضعف بسبب كلّ ما كابده خلال النهار، لذلك يشعر الأفراد بنوع من “الوحشة” أو الإكتئاب أو المشاعر المختلطة مع حلول الظلام، لذلك يصبح شديد التأثر، وإمكان التلاعب بمشاعره أسهل، وهذا الأمر يعرفه العدو ويعتمده بصورة ممنهجة.

ويشير الى أن إمكان وصول الصوت أكبر في الليل الهادئ بخلاف النهار، فأي ضربة يمكن أن يتحوّل صداها إلى أضعاف ما هي عليه، وبالتالي تصبح مخيفة أكثر، بالاضافة إلى أن الاستهدافات تصبح أوضح في الظلام، ما يعطي انطباعاً بأن المعركة أصبحت أشد، ومن المعلوم أن الجهاز العصبي يعمل أضعافاً عند الشعور بالخوف، فكيف إذا تعرّض لهذه الكمية من الذعر كلّ يوم؟ حتماً سيشعر بالارهاق والقلق والضعف، وعلى المدى الطويل قد تنتج عنها أمراض عصبية ونفسية.

ويقول الأخصائي: “العدو ليس غبياً وهو يعلم ماذا يفعل”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال