fbpx

مسيرات “الحزب” تغيّر المعادلة؟

حسناء بو حرفوش
تابعنا على الواتساب

هل تستطيع مسيرات “حزب الله” تغيير مسار الصراع في الشرق الأوسط؟ وفقاً لتحليل فرنسي، “قد تعكس هذه المسيرات قدرات مستترة للحزب وتحفظ له عنصر المفاجأة ولكنها قد تمنح في الوقت عينه إسرائيل الذريعة للاستمرار في التصعيد”.

وحسب التحليل، “في 13 أكتوبر، أدى هجوم بطائرة مسيرة تابعة للحزب إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين في قاعدة عسكرية جنوب حيفا. وتعتبر هذه أعلى حصيلة وفيات يسجلها الحزب منذ بداية الهجوم العسكري الاسرائيلي على لبنان بداية هذا الشهر. وعلى الرغم من أن الجيش الاسرائيلي يتفوق وفقاً للمحللين، بكثير على قدرات حزب الله، تطرح الأحداث التي جرت مؤخراً السؤال حول إمكان اعتبار أن المسيرات تشكل نقطة ضعف في درع إسرائيل؟

وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أفاد السبت بإطلاق طائرة مسيرة من لبنان باتجاه منزله في قيساريا شمال إسرائيل. ونقل الاعلام العبري أن نتنياهو لم يكن موجوداً في المكان، فيما لم تفعل صافرات الإنذار.

وبينما توعد نتنياهو بالرد، أشارت صحيفة معاريف العبرية إلى أن المؤسسة الأمنية ترى في هذه الحادثة فشلاً أمنياً خطيراً للغاية، لافتة إلى أن غياب نتنياهو لا يقلل من حجم هذا الفشل”.

وكانت القيادة العسكرية الاسرائيلية قد وصفت الهجوم الذي سبق هجوم السبت بـ “الصعب والمؤلم”. ودخلت الطائرة المسيرة الأراضي المحتلة بعد التحليق فوق البحر من لبنان، وراقبها الجيش الاسرائيلي قبل أن تختفي عن الرادار. وأكدت إسرائيل لاحقاً أن الطائرة المستخدمة إيرانية تُصنع حالياً في لبنان، وتتميز بمداها الذي يصل إلى 100 كيلومتر وبقدرتها على تغيير الاتجاه والارتفاع بصورة متكررة. 

القدرة على المفاجأة

كيف يقرأ الخبراء هذه التطورات؟ يشير هؤلاء إلى أن “تزويد حزب الله بمثل هذه الطائرات يعني أنه لا يزال قادراً على مفاجأة إسرائيل، بحيث يمكنه أن يطلق صواريخ – حتى ولو اعترض نظام القبة الحديدية معظمها – يليها إرسال طائرات مسيرة عبر مسارات معقدة وعلى ارتفاعات منخفضة. وقد أكد حزب الله بالفعل في بيان سابق أنه أطلق عشرات الصواريخ على أهداف في مدينتي نهاريا وعكا، بالتزامن مع إرسال طائرات مسيرة إلى مناطق مختلفة لتشويش أنظمة الدفاع الاسرائيلية.

وعلى الرغم من أن المسيرات لم تكن مستخدمة بصورة ملحوظة قبل عشر سنوات، تزود إيران حزب الله والحوثيين في اليمن بأحدث المعدات والأسلحة المتاحة. وتعتمد قوة هذه الأسلحة على استغلال نقاط الضعف في دفاعات إسرائيل”.

تأثيرات نفسية ومخاطر استراتيجية

يتوقع الخبراء الغربيون استمرار الهجمات بالمسيرات وارتفاع وتيرتها نظراً الى ما تمثله من “إنتصارات نفسية”. فعلى الرغم من أن الهجمات قد لا تتسبب في أضرار كبيرة على الأرض، تغذي الحرب النفسية ضد الاسرائيليين.

ولكن مع ذلك، قد يُقدم أي هجوم يُسفر عن أضرار جسيمة، مبرراً لحلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، لتقديم الدعم وتعزيز دفاعاتها. كما قد يشجع ذلك التفافاً أكبر حول حكومة الحرب ويمنح القيادة العسكرية “ذريعة للتدخل بشكل أكبر” في لبنان، وهذا يعني بالمختصر أن المسيرات سيف ذو حدين.

وتسلط الأحداث الأخيرة الضوء على التغيرات المحتملة في مسار الصراع في الشرق الأوسط، حيث يُظهر “حزب الله” قدرته على استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل المسيرات، ما يُحتّم على إسرائيل إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية. وبالتوازي مع إظهار حجم التبعات، يستدعي توازن القوى دراسة أصغر الخطوات من الجانبين تفادياً لإنفجار إقليمي أكبر.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال