لقاحات الأطفال متوافرة بجودة عالمية… والحليب على خطاها

تالا الحريري

من أكثر المواضيع التي تثير الجدل اليوم في لبنان كل ما يتعلق بالأطفال من حليب وحفاضات ولقاحات وحتى أدوية سعال أو خافض للحرارة بسبب انقطاعها أو توافرها بأسعار خيالية لا يتحملها المواطن في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتردي.

في حلقة من برنامج “صحة dose” ناقشت الدكتورة ماريان مجدلاني رئيسة الجمعية اللبنانية لطب الأطفال (وهي جمعية علمية تعمل على التوعية للأهل وأطباء الأطفال) هذه المواضيع، وأوضحت “أنّنا مررنا بأشهر عدة في السنة الماضية وبداية هذه السنة لم تكن اللقاحات متوافرة، لكن حين رُفع الدعم عنها تأمنت مجدداً لدى أطباء الأطفال، وبالطبع سعرها اختلف وأصبحت تواكب الدولار”.

الدكتورة مريان مجدلاني

من هنا أطلقت مجدلاني صرختها لـ “إعادة التركيز على ضرورة تلقي اللقاح لحماية أطفالنا لأنّه استثمار لمستقبلهم”، مشيرةً إلى أنّ “انتشار فيروس كورونا والجلوس في المنزل لمدة طويلة لم يجعلا لدى الأهل أولوية في تلقيح أطفالهم، وحسب معلومات وزارة الصحة هناك تراجع في نسب التلقيح 20 – 30% تقريباً”.

وحسب مجدلاني فان “اللقاحات لدى وزارة الصحة موجودة بجودة عالمية لأن منظمة الصحة العالمية تشرف عليها وتوزع مجاناً على الناس ولم تُقطع مرة”، لافتة إلى أنّ “اللقاحات الالزامية عددها 10 وزدنا عليها الروتا فيروس الذي لم يكن من بينها سابقاً”.

وشرحت أنّ “فيروس الروتا معدٍ ويسبب اسهالاً حاداً ويُدخل الأطفال إلى المستشفى بسبب الجفاف الذي يسببه عند عدم تلقي السوائل اللازمة. ولقاح الروتا انقطع أيضاً السنة الماضية كما أنّ الأهل لم يهتموا بإعطائه للطفل لأنّه لم يكن الزامياً لكنه الآن دخل السجل الصحي كلقاح الزامي. والجدير بالذكر أنّ اللقاح من المفترض أن يمنع الاصابة بالمرض ويعطى في عمر صغير لأنّه يجب أن ينمّي المناعة تدريجياً”.

وبالانتقال إلى موضوع الحليب، قالت مجدلاني: “من المفترض أن يتوافر خلال الأسبوعين المقبلين بعدما دفعت الشركات المستحقات التي كانت عليها، والحليب مسعر من وزارة الصحة مثل الأدوية”. وأكّدت أنهم كأطباء يشجعون على الرضاعة الطبيعية لأنّ منافعها كثيرة، و”بالطبع هناك حالات طبية معينة حيث لا يمكن للأم أن ترضع أو يكون لدى الطفل حساسية ويحتاج إلى نوع معين من الحليب، وعدم تناول الكمية المطلوبة منه يؤثر على صحته، إذ أنّ سوء التغذية يؤثر في عمل الدماغ ونمو الطفل وقدراته”.

أمّا عن المضاعفات التي يسببها الحليب المهرب، اعتبرت مجدلاني أنّ “نوعاً معيناً من الحليب قد يناسب طفلاً بينما لا يناسب أخاه في العائلة الواحدة، وليست هناك أي حقائق علمية اذا كانت المضاعفات من هذا الحليب أم لا”.

أضافت: “ليس هناك طبيب أطفال ينصح بإعطاء الطفل دواء للسعال، فهذه الأدوية أضرارها أكثر من منافعها. الشائع أنّ السعلة تؤثر على الرئة ولكن طالما الحركة جيدة معناه أنّ كل شيء طبيعي. أمّا بالنسبة الى الدواء المخفّض للحرارة فقد انقطع لفترة قصيرة وكان هناك بديل عنه، والأطفال الذين توفوا كانت لديهم التهابات حادة وأهلهم تأخروا في اصطحابهم الى المستشفى. الحرارة لن تضرب الرأس حتى لو كانت عالية لأن الجسم يعدلها”.

وذكرت مجدلاني بـ “أننا شهدنا هذه السنة حالات التهاب رئة لدى الأطفال وكانت هناك اشكالات كثيرة بسبب هذه الالتهابات، واضطررنا الى إجراء عمليات تنظيف رئة لبعض الأطفال، لكن أكبر مشكلة لدينا كانت موضوع اللقاحات والأمر الايجابي أنّه صار هناك تعاون مع وزارة الصحة”.

شارك المقال