نظام صحي وغذائي في رمضان… باتباع هذه الخطوات!

تالا الحريري

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يستعد الناس للصيام من أجل اتمام فرائضهم الدينية، ولكن من المهم أن نعرف كيف يتصرف جسمنا خلال فترات طويلة من دون طعام وشراب، وماذا يحتاج، ونتعرف الى الوجبات المناسبة وتلك التي لا يفضّل تناولها أثناء الافطار أو على السحور.

في حلقة من برنامج “صحة dose” أوضحت طبيبة التغذية سينتيا الحاج أنّ “هناك فرقاً بين الصيام خلال شهر رمضان والصيام في الأيام العادية (أي الريجيم). في رمضان يكون الأكل دسماً أكثر ومشبّعاً بالدهون، وخلال فترة الصيام الطويلة جسمنا لا يحرق الدهون بل يستعملها حتى نصل الى وقت الافطار من دون عوارض سلبية أو دوخة ووجع رأس”.

وأشارت الى أن “الجسم من الناحية الغذائية يعوّد ذاته على استعمال ما هو مخزّن خلال الصيام، ومن ينتظر رمضان ليفقد وزناً فهذا غير صحيح، لا أحد ينحف إلّا إذا تنبّه الى مصدر أكله، فكل ما هو موجود على سفرة رمضان من تمر وجلاب وشوربة وفتوش والصحن الرئيس انتقالاً إلى الحلويات لا يساعد الجسم على خسارة الوزن بل يشعره بالشبع لفترة أطول من الزمن. والمهم أن لا نأكل فوق شبعتنا والحل الأفضل أن نأكل على مهل ونمضغ جيداً”، معتبرةً أنّ “الأكل المشوي كالمقلي فالطعم والشبع نفسه، وكل الأشخاص الذين ينتبهون الى وزنهم يمكنهم الاتجاه الى الأكل المشوي لأنّه أقل في السعرات الحرارية”.

وقدمت الحاج نصائح عن الوجبات المناسبة والطرق الصحيحة لتناولها عند الافطار والسحور، وقالت: “من المهم أن نبدأ الافطار بكأس ماء، 3 حبات تمر، ثم فتوش وشوربة وهنا تمتلئ المعدة. اذا شبعنا يمكن أن نمشي قليلاً ونرتاح وبعد حوالي نصف ساعة يمكننا إكمال تناول الطعام وتقسيمه على فترات، المهم أن نبقى مرتاحين. في الفترة ما بين الافطار والسحور يجب أن نشرب على الأقل ليترين من المياه، فالجسم بحاجة من ليترين الى 3 ليترات في اليوم الواحد حتى لا يشعر بالعطش. المياه لا تحرق السعرات الحرارية بل تنظف الجسم ويبقى رطباً ومروياً. كما يجب أن نبتعد عن الأمور التي تسبب العطش كالشاي والقهوة أو المأكولات البحرية وكل شيء فيه ملح كالبطاطا المقلية، المقالي، الثوم، البيتزا، المعجنات والمناقيش، ويفضّل أن نتناول لبنة، جبنة، فول، بيض وحبش”.

وشددت على “أهمية السحور الذي يعتبر ضرورياً ولكن يفضّل أن يكون وجبة خفيفة وأن لا نتناول الفواكه لأنّ فيها سكر، ويمكن تناولها على الافطار بدلاً من الحلويات، التي لا يسمح بها إلا مرتين في الأسبوع حتى لو لم يكن الشخص يتبع الريجيم”.

أضافت: “كلّما كان الجسم نائماً هناك ما يسمّى بالـ basal metabolic rate أي أنّ الجسم يستعمل الأساسيات فقط، يعني التنفس أو التقلب أثناء النوم يعتبر طاقة أيضاً، والنوم في فترة شهر رمضان مهم جدّاً وعلى الانسان الطبيعي أن ينام من ست إلى تسع ساعات. النوم الزائد لا يضر لكن قلّة النوم تزيد الوزن لأنّ الجسم حينها يحرق ويعمل ويجوع وبالتالي يتناول الشخص كميات أكبر من الطعام. كما أنّ أفضل وقت لممارسة الرياضة هو بعد الافطار، الذي يجب أن يكون خفيفاً لأنّه لدى ممارسة الرياضة أثناء الصوم يمكن أن نشعر بالتعب والارهاق لأننا نحرق أكثر. والجدير ذكره أنّ الشخص خلال رمضان يحصل على كل الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها عادةً لأنّ سفرة رمضان هي الأغنى خلال أشهر السنة”.

وشرحت عن الصيام المتقطع، الذي وصفته بأنّه “نظام صحي ولكن لا يمكن أن يتبعه كل الناس كالتلاميذ، ومن يعمل لدوام طويل أو المرضى، لكنه طريقة ايجابية وجيدة لخسارة الوزن”. ولفتت الى أنه “يمكننا في الساعات الـ16 التي نصومها أن نتناول وجبات خفيفة تحتوي على الألياف وليس ما يتضمن نشويات أو الفواكه كما يمكن شرب السوائل والقهوة”، مشيرةً إلى أنّ “كل أنواع الريجيم والأنظمة تؤدي الى خسارة الوزن والنظام الأفضل هو تخفيف السعرات الحرارية. أمّا من يتبع الصيام لمدة 24 ساعة من دون طعام فهذا مفهوم خاطئ لأنّه بعد يومين سيستعيد كل ما خسره وأكثر. نحن لسنا بحاجة الى تنظيف جسمنا فهو ينظف نفسه ويدرك وظائفه، وكل ما علينا فعله أن نوصل اليه كل الغذاء الذي يحتاجه وهو يتصرف”.

شارك المقال